news-details

غزّةٌ أرضيّة (11) | علي هيبي

سؤال

 

قالوا ما هذا الشّعرُ

أينَ تفاعيلُهُ وقوافيهِ

قلْتُ ليسَ الشّعرُ بهاتيْنِ

الشّعرُ بما فيهِ

الشّعرُ بجمالِ الصّورةِ 

وبعمقِ معانيهِ

وبما في صوتِهِ من أجراسِ كفاحْ

يصيرُ الشّعرُ جميلُا

حينَ يكونُ رديفًا لحقٍّ مسلوبٍ 

ورفيقًا لنقاءِ سلاحْ

 

نموذجان

 

رأيْتُ بأمِّ العينْ

طفليْنِ اثنيْنْ

طفلًا في غزَةَ مجروحًا

يمدُّ لسانَهُ منْ فمِهِ

ليأكلَ منْ سكّرِ دمِهِ

وآخرَ أكبرَ منْهُ

يصرخُ وينادي

كوني كونًا ممتدّا 

يا غزّة

كوني أمامَ ظلامِ العالمِ سدّا 

وابني فوقَ قبّةِ السماءِ مجدا

ومنْ أنظمةِ الأعرابِ مَنِ ارتدَّا

عنِ اللهِ 

عنِ الأمّةِ 

ولمْ يلزمْ فرضًا أو حدّا

وعادوا بعدَكِ كفّارًا 

يدعون إلى الأشدِّ مقتًا  

وما كبرَ عندَ اللهِ 

يشدُّ أحدُهُمْ أحدًا لذلكَ شدّا

فتعالَيْ يا غزّة 

نمحو عارَ الرّدّة

بسيفِ خالدْ

وبروحٍ أبي خالدْ

تعالَيْ يا غزّة

نقهرْ منْ هدموا أركانَ البيتِ 

وهدموا بذلٍّ أركانَ العزّة

مَنْ ركعوا أمامَ هبلَ القرشيِّ

وجثَوْا عندَ مناةَ الثّالثةِ الأخرى 

وخنعوا في محرابِ العُزّى

 

جريدةٌ من سوريا

 

قرأْتُ في عنوانِها جريدةَ "الوطنْ"

عنوانُها يجلو الهمومَ

ويمحقُ المحنْ

عنْ أهلِ غزّةَ 

ويمحو ما خلّفَ العدوُّ 

والدّمارُ منْ دمنْ

يقولُ كالحكيمِ

مَنْ لمْ يعلّمْهُ الزّمنْ

يؤدّبُهُ اليمنْ

فيا لروعةِ الرّجالِ

وعزيمةِ الأبطالِ 

وصاروخٍ منِ ابنِ ذي يزنْ

 

والشّعبُ صامدٌ وصابر

 

أيُّها الاحتلالُ سيصيبُكَ 

العثُّ والوباءُ والتّلفْ

كدنسِ طيبةَ أنتَ

لنْ تصغيَ لبصيرةِ تايرسياسْ 

ستبقى شرًّا وسواسًا خنّاسْ

منْ غباءِ الغرورِ يا إسراديبوسْ

وعمًى في البصيرةِ 

ومنْ عنجهيّةِ الصّلفْ

أنتِ تدمّرُ طيبةَ بدمارِكَ 

في غزّةَ أحياءَ النّاسْ  

كأنَّكَ حيوانٌ نهمٌ لا يقنعُ

ثورٌ لا يشبعُ 

مهما تناولَ منْ علفْ

أيُّها الأعمى الجاهلُ المكابرْ

أقمْتَ الجداراتِ عازلةً وفاصلةً

وأغلقْتَ المعابرْ

سلبْتَ قوتَ الرّجالْ

وسرَّ حنينِ النّساءِ

وخيرَ حليبِ الأطفالْ

فتحْتَ كلَّ المصاريعِ 

على السّلاحِ والدّمارِ والقنابلْ

وشآبيبَ الهلاكِ والعنابرْ

أحرقْتَ الحقولَ والسّهولَ والسّنابلْ

هدمْتَ البيوتَ والأحياءَ

وقتلْتَ النّاسَ الأحياءَ

فلماذا بقرْتَ بطونَ المقابرْ

 

حلم نتنياهو

 

سوَى غزّةَ بالأرضْ

جعلَها قاعًا صفصفا 

كملعبِ كرةٍ رحيبْ

يتّسعُ لألفِ مونديالْ

وألفِ كرنفالْ

كانَ اكفهرارٌ وشتاءْ 

أمسكَ أخا الضّيفْ

فسبَّ الدّينْ

سينتظرُ إلى الصّيفْ 

كانَ ليلٌ وظلامْ

حولَ بيتِ السّنوارِ حامْ

لعنَ أباهْ 

فيحيى عادَ إلى النّفقِ هنالَكَ مأواهْ

جعلها مطارًا أرحبَ من هيثرو 

ومطارِ فرانكفورت معًا

جعلَها كعصفٍ مأكولْ

بينَ الكرتونةِ والبيضْ 

تحت مدحلةٍ كالوحشِ  

وفقَ غرورِهِ والتّكتيكْ

لكنَّ البيضَ فقّسَ صيصانًا

تنمو وتكبرُ خيلًا في خانيونسْ

وتحملُ أسلحةً في جُحرِ الدّيكْ

 

والآخرةُ شرٌّ وأبقى 

 

غزّةُ ستحطّمُ أحلامَكْ

علكَتْ آلتُكَ الوحشيّةُ

أجسادَ الأطفالِ 

ستجعلُكَ غزّةُ تعلكُ أوهامَكْ

في لاهايَ 

أمامَ العالمِ كلِّهِ

لنْ تجدَ إلّا إعدامَكْ

أوْ السّجنَ الأبديَّ أمامَكْ

ومنَ ثمَّ تموتُ ببطءٍ

سيكونُ الموتُ ركامَكْ

وستخلدُ أبدًا

لنْ تلقى إلّا جحيمَ جهنّمَ

في الآخرةِ قدّامَكْ 

    

اللّهمَّ

 

يا مولجَ الصّباحِ في المساءْ

ومولجَ المساءِ في الصّباحْ

يا مُجريَ الغيومِ

ومرسلَ الرّياحْ

أمدَّهُمْ بالماءِ والغذاءِ والدّواءْ

إنْ لمْ تستطعْ إمدادَهُمْ

فبالأمانِ والسّلاحْ

لا يكلّفُ مخلوقٌ نفسَ خالقِهِ

إلّا وسعَها 

افتحْ أبوابَ رحمتِكْ

يا عليمُ يا فتّاحْ

 

الجدارُ المقاومُ

 

لماذا انهرْتَ أيُّها الجدارْ

كنْتَ مأمني منَ الموتِ 

وموطني منَ الدّمارْ

كنْتَ واقفًا كالطّودِ الشّامخِ

أمامَ الطّوفانِ والإعصارْ

كنْتَ أمانَ النّاسْ

أمامَ شيطانِ الأرضِ الخنّاسْ

كنْتَ ركنَ الدّارْ 

وركنَ العيشِ الآمنِ

وأمنَ الجارِ أمامَ فلولِ التّتارْ

انهرْتَ كفاكَ صمودًا 

نمْ قريرَ العينِ

انهارَ عمودُ البيتْ

سنأخذُ منْ دمِكَ قطرةَ زيتْ

تمدُّنا بالقوَةِ يا ربَّ القوّةِ

سنأخذُ منْ نيمتِكَ بشموخٍ

نسترشدُ منْها بعضَ كرامتِنا 

سنقهرُ فيها كلَّ شياطينِ الموتْ

 

الشيءُ وضدّه

 

كلّما زاد الكلامْ

عنِ السّلامْ

في زمنِ الحربِ

زادَتِ الأوهامْ

وابتعدَ السّلامْ

وزادَ الحروبُ احتدامْ

وزادَ بعدَهُ الإجرامْ

تعالَوْا نتمنّى أنْ تبقى الحربْ

ونعلكْ ما طابَ لنا 

منْ أخبارِ الحربْ 

وما فيها 

منْ صورِ دماءٍ ودمارٍ وضربْ

فعلَّ ذلكَ يجلبُ السّلامْ

فنبدّدَ الأوهامَ

ونحقّقَ الأحلامْ

بعدَ الحربِ 

بالسّلامْ

   

السّعيد

 

هذي المرّةَ 

سأجعلُ شعري نظما

 أمّا عيشي لا آبهُ لهُ

أنْ آكلَ أوْ أجوعَ 

أنْ أشربَ أوْ أظما

وإنّي سعيدٌ كاليمنِ تمامًا 

رغمَ أنّي أحسُّ بلا لحمٍ 

على جسدي يكسو العظما

ماذا يقولونَ لا يهمّني

ما يهمُّني أن أكتبَ شعري نظما

اليمنُ دولةُ البسطاءِ 

بشرفِ مكانتِها وكرامتِها صارَتْ 

في نظري أعظمَ منَ الدّولِ العظمى

 

قذارة بيضاء وسوداء

 

امرأةٌ سوداءْ

كانَتْ أمُّها بالأمسِ 

تعاني ظلمًا أسودَ

منَ النّاسِ البيضاءْ

كانَتْ تُضرَبُ وتخالَفُ

إذا ركبَتْ في الباصِ من أمامْ

وعليْها أنْ تمتثلَ وتعودَ للوراءْ

واليومَ في الكرسيِّ الأسودِ

نسيَتْ أمَّها ومارتن لوثر كينغ

وتدافعُ عنْ ظلمِ البيتِ الأبيضْ

بوجهٍ أسودَ كسياسةِ دولتِها

كالقطرانْ 

وطلاءٍ ممزوجٍ بغباءِ النّكرانْ

 

إذا صارَ النّاسْ

في غزّةَ يفترشونَ وثيرَ التّرابْ

والأمّهاتُ تطهو زقّومَ الحصى 

وغسلينَ الماءْ

بدموعِ العذابْ

ونامَ الأطفالُ 

بلا فتاتِ غذاءْ

وما شربوا قطراتِ شرابْ

فيا ربَّ الأرضِ وربَّ النّاسْ

مَنْ سيتفقّدُ أحوال النّاسْ

ومنْ أينَ لنا مَنْ يخبرُ ابنَ الخطّابْ

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب