جاءنا من الناطق الرسميّ للاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48، الشاعر علي هيبي: بأجواء فنيّة باهرة خالطها رقيّ الفنّ شعرًا وموسيقى وغناء وبأحاسيس وطنيّة فلسطينيّة مازجتها أنسام الوحدة الأدبيّة وأشعار سميح القاسم وتحت رعاية بلديّة الطيّبة ورئيسها، شعاع منصور، أقام الاتّحاد العام للأدباء الفلسطينيّين يوم الأحد الفائت الموافق 25/8/2019 في قاعة المسرح البلديّ في مدينة الطيّبة احتفالًا وحدويًّا ضمّ العديد من أعضاء الاتّحاد وأصدقائه وجمع من أهالي الطيّبة وقرى المثلّث والجليل ومدنهما، وقد شاركت مؤسّسة سميح القاسم ممثّلة بنجل الشاعر الراحل الكبير السيّد وطن القاسم إحياء لمرور خمس سنوات على رحيله. وذلك بمناسبة الاحتفاء بالوحدة الأدبيّة التي وضعت حدًّا نهائيًّا للفرقة والتشرذم الثقافيّ بين الاتّحاديْن اللذيْن انصهرا في اتّحاد واحد وموحّد، سيؤدي حتمًا إلى خلق حالة أدبيّة جديدة وزخم ثقافيّ يمدّ أدبنا وأدبائنا بالقوّة والتنظيم وحسن الأداء لخدمة شعبنا وقضاياه العادلة ولغتنا العربيّة وما تحمله من ثقافة رفيعة المستوى وحضارة إنسانيّة خلّاقة.
ويقول البيان: على شرف إنجاز وحدة الحركة الثقافيّة وإحياء للذكرى الخامسة لرحيل فارس القصيدة الشاعر الكبير سميح القاسم اعتلى عريف الاحتفال الشاعر جهاد بلعوم، نائب الأمين العامّ، المنصّة وبكلمات تليق بالموقف الطافح بالأحاسيس عبّر عن الرغبة الجامحة عند الأدباء لإنجاز هذه الوحدة العظيمة، وشاكرًا لبلديّة الطيّبة ورئيسها الدور والدعم لهذه الوحدة والأمسية ورعايتهما، كذلك رحّب بلعوم بمؤسّسة سميح القاسم التي ترعى تراث الشاعر الشعريّ والأدبيّ عامّة، كجزء من التراث الثقافيّ الفلسطينيّ والعربيّ والإنسانيّ.
أمّا كلمة بلديّة الطيّبة فقد ألقاها نيابة عن الرئيس الذي اضطرّ للمغادرة لأسباب وجيهة، ألقاها عضو البلديّة رفعت جبارة وقد تضمّنت الترحيب بالاتّحاد العامّ للأدباء ومؤسّسة سميح القاسم، معربًا عن استعداد البلديّة وإدارتها ورئيسها للتعاون والدعم لأيّ مشروع ثقافيّ يخدم قضايا أجيالنا وشعبنا ويبعدنا عن مهاوي الضلال والعنف وانعكاساتهما المدمّرة لأركان المجتمع وأسسه وقيمه.
وكانت الكلمة التالية لمؤسّسة سميح القاسم، ألقاها نجل الشاعر الراحل، وطن القاسم، وقد استهلّها بالشكر على هذه اللفتة الكريمة من قبل الاتّحاد العامّ للأدباء وبلديّة الطيّبة وجمهور الحاضرين، متطرّقًا لدور والده في مجال الانخراط في قضايا شعبه وأمّته، معربّا عن استعداده واستعداد المؤسّسة في خدمة أيّ راغب في الاستفادة من موروث أبيه العظيم، لأنّ هذا الموروث ملك جماعيّ عامّ وليس ملكًا خاصًّا لأحد.
أمّا الشاعرة إيمان مصاروة عضو الإدارة ورئيسة اللجنة الإعلاميّة فقد وضعت الأمسية بأجواء من الأسف لرحيل الأديب الفلسطينيّ الكبير، رئيس الاتّحاد العربيّ العامّ، معدّدة مناقبه ودوره الكبير في قيادة الاتّحاد العامّ للأدباء العرب، وبعودة لأجواء الفرح تطرّقت مصاروة إلى دور الثقافة الوطنيّة في رعاية الأجيال وحفظها من العدميّة وفقدان الأمل، مبرزة دور الحركة الأدبيّة الموحّدة في قضيّة التوجيه والتربية والتعبئة الثقافيّة والوطنيّة، وتحدّثت عن ضرورة تضافر كافّة المناطق الجغرافيّة في فلسطين والشتات من أجل رفد ثقافتنا وأدبنا ولغتنا المهدّدة بالتغييب، منوّهة بدور الشعراء بهذا المجال وبخاصّة شاعر كبير كسميح القاسم.
وفي فقرة الشعر تناوب على المنصّة عدد كبير من شعراء المثلّث، من أعضاء الاتّحاد وأصدقائه وهم الشعراء: خالد عرباسي وعبد القادر عرباسي وأحمد فوزي أبو بكر وجميل بدويّة وحسين جبارة وزهدي غاوي وسليم أنقر وخالد إغباريّة ود. أسامة مصاروة والطفل الرائع عمري مصاروة والطفلة الواعدة سندس خديجة. ويشار إلى أنّ الشاعر سامي مهنّا عضو هيئة رئاسة الاتّحاد قد قرأ قصيدة من شعر الراحل الكبير سميح القاسم، وكان قد قدّم نبذة عن حياة الراحل توفيق صايغ وفاء لرحيله.
أمّا فرقة "عنادل الربيع" بكلّ عدّتها وتعدادها وحضورها الفنّيّ واستعراضها الحركيّ المميّز وبإدارة الفنّانة حنين مصاروة والعازف المبدع نزار جبارين، فقد أتحفت الجمهور بالموسيقى الراقية والأغاني الوطنيّة الملتزمة، فقد افتتحت بنشيد "موطني" بمشاركة الجمهور، وأنهت الاحتفال بالعديد من قصائد سميح القاسم، كانت قصيدة "منتصب القامة" المشهورة من أبرزها.
وكان تكريم مؤسّسة سميح القاسم التي شاركت في الاحتفال من الفقرات البارزة في هذه الأمسية، فقد قام الكاتب سعيد نفّاع الأمين العامّ للاتّحاد بتقديم درع رمزيّ لنجل الراحل وطن مدير المؤسّسة تكريمًا لدور الشاعر الأدبيّ من قبل ومن ثمّ لدور المؤسّسة في صيانة الموروث الثقافيّ والأدبيّ العظيم للشاعر القاسم، والذي كرّسه لخدمة قضايا شعبنا الفلسطينيّ وقضايا العروبة وقضايا الإنسان.
إضافة تعقيب