news-details

ما بين سطور هستيريتي | مارون سَامي عَزّام

حلبة الحاضر التي أتصارع فيها مع قِيَمي، تساعدني على بلورة شخصيَّة غير عاديّة، تنفعل من نفسها، قادرة أن تشخِّص حالتي المتعَبَة، لأنّ حركتي باتت لاإراديِّة، نتيجة الظّروف التي عبَّدت لي طبيعة الأمور التي من حولي، جعلتني أواجه فتاة متنمِّرة عليّ دون سبب، تتوهَّم أنها تغلَّبت عليّ بكومة افتراءات عارمة بالأكاذيب!! 

ما سأكتبه هو سلاحي الوحيد والأقوى ضدّها، ستكُون صرعة مواقع التّواصل، كي تتلقّى من "أعضاء هيئة التَّحكيم" تعليقات مسيئة لها، تجعلها تخلع عنها درع ثقتها الذي تحتمي به، فتتبهدل على الملأ. لن أدعَها تنعم بالرّخاء الفكري، سأحرمها من نعمة الاسترخاء، طالما أنّها تحاول أن تنقص من قيمتي الإبداعيّة، تحسبني غافلًا عنها!!، فهي مخطئة، لن أرحمها، سأُظهر لها هستيريّتي العصريّة، لتفهم أنّي خطٌّ أحمر لا يمكن لأي أحد تجاوزه... رغم أن كل من يعرفني لن يصدِّقها.    

يوم الحساب آتٍ لا محالة لتنتفِض هستيريّتي من تحت ركام غضبي، ثائرةً على تأويلاتها النّفاثة العابرة للعقول الحكيمة. تصرفها دائمًا يسابقها في ميدان العَجَلة... سأريها فظائع هستيريَّتي لتكف عنّي نهائيًّا، لأنّها اعتَدَت على نفسيتي دون داعٍ. تجربتي الهستيريَّة أطبقها عليها لأول مرة، سأجعل كل شيء حولها عديم الجاذبيَّة، يرتفع تلقائيًّا عن الأرض لأجنِّنها، لتفهم فقط أن انجذابي لها معدوم، إحساسي تجاهها طوال الوقت كان متنافرًا، ومن الصَّعب أن يتطابق معها إطلاقًا. 

نجحت تلك العاصيَة بإدخال الوسواس إلى عقول البعض من السّاحة الخلفيَّة لآرائهم!... أرادت استحكامي لألتفت لجرأتها، ولكن لم تنَل انتباهي، بل عكست نشأتها التي أرجعتها خطوات إلى الوراء، تاركةً بصمات تخاذلها، ممّا يُثبت أن أداءها تجاهي أخرق ورجعيّ. أكره زاوية المجهول المظلمة التي غدَت ركنًا لي، لذا أريدها أن تحجب تلك الفتاة عن مسطّح ذاكرتي.

لقد تحوَّلَت كلماتي إلى ثكنات، تخبئ بداخلها جنود تعابيري المدرَّبين على محاربة هذه المتسلطة، ووضعوها بين سُطور هستيريّتي، حتّى أشمت بها. بدأ سقف الغيم البرونزيّ يتحرَّك نحو تلك الفتاة ليقصف خزّانها "الإخباري الصَّادق" بأمطاره الغزيرة ليفيض عليها، فيُغرقها في نهر دهائها العميق بالجحود، عندها قد تهدأ قليلًا رياحي الهستيريَّة!! 

ضبطتُها سرًّا تتسلّل إلى مختبر إبداعي المحنّط بالرُّقي، مفتِّشةً عن إدانة قلميَّة ضدّي، ليكون ممسَكًا لها، ولم تجد إلّا مسودّات لأفكار قادمة... هنا تمدَّدت بقعة هستيريَّتي أكثر عليها لحد فاق حدود التغاضي، لأنّ تحرُّشها المرَضِي غطّى ما تبقّى من أرضيَّة عقلانيتي... خرافاتها الاجتماعيّة عن كتاباتي، بأنها مسروقة عن الآخرين، تناقلتها وكالات أنباء الثرثرة بسرعة، وكان صمتي حصنًا رادعًا لها، لأن مسيرتي الإبداعيّة الطّويلة ما زالت ترافقني وتدعمني، تسير خلفي بقوَّة.    

عَدَدْتُ اللحظات التي تمتَّعت بها تلك الفتاة في حياتها، ووجدتها شبه معدومة... مركونة منذ عدّة سنوات في مخزن الذّاكرة الجماعيّة، لا أحد يذكُرها! فكَّرتُ أن أنشُر على صفحَتي دليلًا ضدّها، لكنّي تراجَعتُ عن هذا الأمر، بعد أن قال لي الجميع بألّا أكترث لها، لأن صلاحيّة عقلها انتهت منذ زمن بعيد، بعد أن اكتشَفَت خيانة حبيبها لها، فلم تحتمل هذه الصَّدمة، فاختلّ ميزان سلوكها.

حاولَتْ بالماضي أن تتقمَّص إحساسي، فكانت ترسل إليّ عبر بريد صفحتي الخاص على الفيسبوك كل سخافاتها الكتابية، لتأخذ رأيي بها، ولم أتجاوب معها أبدًا، فحظَرت صفحتها، حاولتْ أن تفرض عليّ أنوثتها لتحثّني على الاقتراب من جسدها الخمريّ، لكنه لم يُغرِني... لم أترنَّح أمامه، بل نثرت فوقه عرق مجهودي للتَّخلُّص منها، لتشعُر أني لم أهتمّ بها، وأن ما قامت به لم يأتِ بنتيجة لصالحها، بل أكَّد أن حالتها تزداد سوءًا، لذلك هذه المهزلة التي تقوم بها يجب أن تنتهي حالًا... 

يبدو أنّ محاولتها السَّيطرة على منافذ حياتي الخاصّة أرهقَتها، وتجنّيها عليّ استنفذ قدراتها، لأنّها شَعَرَت أني نبذتها من البداية، حتى لو وجدتها الآن ترقص في ملهى خيالي، سأصحو مذعورًا. كانت هستيريَّتي ردًّا قويًّا على تعسّفات تلك الفتاة... أقمتُ وليمة دسمة بالسّعادة، بعد أن تخلَّصت من كابوسها، حاول هذياني أن يسرِّب تلك الفتاة بين سُطور هستيريَّتي ليُعيد إحياءها، ولكنّها تلاشت بسرعة، إن هذه مجرد تناقضات ما زالت تُعَشّش بين سُطوري، دفعَتني للتَّصرُّف معها بطريقة منافية للأعراف...

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب