news-details

ما شأنكم .. والنار لا تشتعل في بيتكم | يوسف جمّال

 سلبتم من أيدينا 

زمام أمننا وأماننا 

 فكيف نقاوم قتلنا

بأيادٍ مسلوبة القرار

كيف نختار نهج حياتنا 

وقد سُلبت منا مصادر الاختيار

 وتعرَّضت أعرافنا وعاداتنا 

 للدمار

***

 في عهدكم..

قَتلُنا أصبح خبزنا

في الليل والنهار

ودمُنا صبغ حياتنا 

ودنيانا بالاحمرار

وجرت دموع ثكلانا

 قنوات وأنهار

وملأت قبور ضحايانا

  الديّار

***

من يحمينا وقد صادرتم 

من أيدينا الزمام 

من يقاضينا ونحن نعيش بلا 

قضاة أو حكام

من يعطينا الموعظة وقد أخرستم فينا 

صوت الإمام

من ينصت لدقات قلوبنا وقد أغلقتم 

فيها الصمّام

من سينشر السلام في ديارنا بعد 

طردتم منها الحمام

***

 تجلسون في مكاتبكم 

 وتحتسون القهوة من كاسات

 موتِ قتلانا

وتسبحون في فيضان أنهار دِمانا

وتتدفؤون على جمار حريق 

قلوب ثكلانا

تنامون ليلكم الطويل على

 عذابات يُتْمانا

لمن نرفع شكوانا

ولا نجد لنا عنوانا

 ***

 جديد علينا هذا..

فقبلكم.. 

نمنا على السطوح تحت قبة السماء

على البيدر على حافة عيون الماء

في ظلمات الليل بلا نور أو ضياء 

وشعرنا أننا نعيش في أمان وهناء

 فأتيتم.. 

فانقلب تآخينا الى كره وعداء

 والقتل في بلداتنا صار وباء

وتحوَّلت.. 

أيامنا من عزاء الى عزاء

 وحياتنا من رثاء الى رثاء

***

 تسمعون دبيب النمل

إذا دخل حيِّكم

من يسرق رغيفاً من خبزكم

ينام ليلته في سجنكم

من يمرَّ من باب بيتكم

تكتشفون هويته قبل أن 

يغادر حيَّكم

من يهمس همسة لقريبه

يجد نفسه بعد ساعات

تحت وابل سؤالكم

***

أما عندنا..

 فأنتم خرسان  

لا تسمعون.. لا ترون

تتعامون.. 

تتغابون..

تتجاهلون..

تمرون ولا تلتفتون

***

ما ِشأنكم.. والعرس عند جاركم

ما شأنكم.. والنار ليست في بيتكم

الشاب الذي يُقتل ليس ابنكم

والطفل الذي يموت ليس طفلكم

والأم الثكلى ليست أمَّكم

والعجوز الذي يُقتل حفيده ليس جدِّكم

فناموا بأمان في فرشكم

"مبارك" سعيكم! "مبارك" سعيكم!.

عرعرة

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب