فتحتِ..
بوابات حدودك
وشعاب ترابك
وأسوار مدائنك
للمندسين الى أحضانك
والمارّين في شعابك
واللاعقين دماء شريانك
والناهبين ثرواتك
وتراثك
***
تركتِ..
ثمار نخلاتك
مرمى لحجارة أعدائك
و شواطئ بحارك
مرسى لسفن غُزاتك
ومياه أنهارك
عماد لآثام روادك
وكنوز تراثك
لسموم أعدائك
***
مرّت..
الأيام والسنون
وتوالت القرون
وهم..
بطونك ينهشون
وتراثك يدنسون
وأسفارك يحرقون
وقبورك ينبشون
وكهوفك ينهبون
وشمسك يحجبون
***
صبرتِ..
على كلِّ هذا القهر
والمشي على الجمر
شهر يلحقه شهر
ودهر يلحقه دهر
***
نهبوا من بساتينك حلاوة
البرتقال والتمر
ودنّسوا موج البحر وزلال
ماء النهر
ومنعوا عنك صلاة الفجر
والشفع والوتر
وتسلّطوا على أبنائك من
المهد الى القبر
***
نمتِ نومتك الطويلة في
غياهب الجهل
تهتِ على قمم الجبل
وفي سراب السهل
غاصت قدماك في الوحل
غرقتِ في فيضان السيْل
وكثبان الرمل
فنهبوا خبزك في وضح النهار
وفي حلكات الليل
***
كيف..
تأخرتِ في فهم:
"الى أين كانت تهبُّ الرياح"
ولم تسمعي نزفات الجراح
تزعق..
من تحت هضاب الروحة
وتراب "المراح"
من برتقال يافا من بيوت
"الشيخ جراح"
ألم تسمعي عويل النواح
يتفجّر بإلحاح !؟
من كرمل يافا من سور عكا
من كلِّ النواح
من كلِّ النواح
***
كنتِ:
لأطماعهم الغاشمة ضحيّة
وخيولك كانت لهم مطيّة
وأحلامك كانت عندهم سبيّة
و أرضك صارت لهم محميّة
وخيراتك صارت لهم "هديّة".
***
استغثت ببني هاشم والخلافة الأموية
بالقبائل الشّامية والمذاهب العلوية
وبالدول الشرقية منها والغربية
بالشعوب الشمالية والجنوبية
فتركوك للغازين صيداً ينهبونك
"بحرِّيّة".
حتى كدتِ أن تتحوّلي الى نسيّاً
منسيّا
***
ومضيت..
تمشين في طريق عذاب
المعذّبين
تغتربين حتى أدمنت غربة
المغتربين
وتنزفين حتى أدمت تنزيف
النازفين
تعيشين على فتات خبز الحلم
ولهاث العطش
وبريق الحنين
***
تمرُّ الريح الآتية من بلاد العدم
تأتي فارغة الندى
تحمل معها غبار الصدى
وتيه المدى
وشهقات الردى
تائهة بين ما بين بدا وما خفى
ما بين ما سيأتي
وما أتى
ما حمله الأمس وما سيأتي به غدا
***
تمشين..
مكشوفة الرأس
حافية القدمين
معصوبة البطن
مقيّدة اليدين
***
فكشفتِ العصابة عن العينين
نزعت اليأس من الوريدين
حملتِ أحمالك على المنكبين
ومشيتِ في طريق الملّايات
الى منبع العين
الى البدايات
*عرعرة
إضافة تعقيب