كما المطر الغزيرْ
تنهمرُ في صحونا الأسئلة
حقاً هل فقدنا صواب المسيرْ
وتاهت في دروبنا البوصلة
ولم نعد ندري كيف سيكون المصيرْ
في هذه الأزقّة المُوحلة
والحُبوب في العدم تطيرْ
كلّما انفرطت هنا سنبلة
أين ذهبت اقوال الحكماء
ووصايا كل الأنبياء
وتعاليم من جل وعلا
والتي في هديها المنيرْ
سوف تُحلّ أعقد مسألة
هنا ومن هذا العلا
تفتّحت كل أبواب السماء
والكون من هنا حمل المشعلا
وسار في الدروب
وتلاقى الحبيبب الحبيبْ
والكلّ جاء مقبلا
والقوافل بالخيرات مُحمّلة
هنا كان مركز الكونْ
من كل جنس وكل لونْ
جاءوا يرتلون رسائل الأنبياء
وبالحب والوفاء
وذات يوم كنّا أصحاب الرسالة
وكم حملنا الشعلة والمشعلْ
لذا.. باركنا الله جلّ جلاله
ووجدنا كي نكدُّ ونعملْ
ونشيدّ صروح المستقبلْ
ونرعى كلّ ما هو أجملْ
ولكن..أيننا اليوم أينْ
على أكتافنا
تنعقُ غربانُ البينْ
وتاهت أوصافنا
ولم نعد نعرف من نكونْ
فقدنا الجهات والبوصلة
ودروبنا موحلةٌ موحلة!
***
لم نأت من فراغ أو عدمْ
من هذا الترابْ
تموضعت فينا السلالة
نحن من سحيق القِدمْ
تشربنا تعاليم الكتابْ
ونشرنا الضوء في ظلمات الجهالة
ومن كان في العلياء مقعده
وبين الأفلاك مسراه
فكيف له أن يكونْ
في ذيل المسيرة
يرتجي من القاتل المأفونْ
كسرة خبز ذليلة حقيرة
كفى هذا التمرغ بالوحولْ
والانحناء على عتبات الجلادْ
كأنّنا لسنا من طينة هذه البلادْ
هنا المجد لم يخلف يومًا موعده
فلن يتأخر قدومه دقيقة
نحن أبناء الحقيقة
والآخرون هم الطارئونْ
هم الزَبد.. ونحن الأبدْ
وليس أمامنا.. سوى أن نفيقْ
من هذا الضلالْ
وأن نستعيد.. صواب الطريقْ
وندجّن المُحالْ
ذات يوم سيلوح البريقْ
عذب السنا والجلالْ
ألم يكفينا كل هذا الحريقْ
برماده الأسودِ قيود وأغلالْ
والهوان في تجدّدِ
والنقصُ فينا في اكتمالْ!
كيف وصلنا إلى نقطةِ الصفر
من حيث ندري ولا ندري
دائرة مسنّنة سوداء
تضيق علينا في كل اتجاه
تضيقُ.. تضيقْ
لم نعد نرى سوانا
مرآتنا مشوّهة.. وحياتنا مَكرهة
ولا اتصال مع الكرامة
مقعدون بلا قيامة
والوصول مهانة
وتعثرنا غدى سلامة
ونجرع الذلَّ في كل حانة
ورغم كلّ ما قيلْ
عن حالتنا المحزنة
ومهما تاهت بنا الدروبْ
سنعيد ذلك الزمن الجميلْ
بكل ما فيه من بهاءٍ يعربي
وتعود الجموعُ المؤمنة
إلى وطنٍ راسخٍ في القلوبْ
إضافة تعقيب