news-details

وسنهزمهم| بابكر الوسيلة

لأنَّا بَذرنا

في ساحة الحربِ

أسرارَ أسرارِنا؛

سنهزمهم بعُصارة أشعارنا

في الطُّفولة،

بالنَّدى المتلألئِ

في جَبَهات النِّضال..

بالسِّرِّ في الطِّين،

برائحة الأمِّ في ضفَّة القهوة العائليَّة،

بالعرَق الأبويِّ المُقدَّس،

بالقمر القَرَويِّ

المُغنِّي حكاياتنا،

بزغاريد أعراسِ هذا النَّدى

في عروق الرِّجال..

بكلِّ ما أُوتي القلبُ من قُبلة

في صميم

هذي النِّصال..

بليلٍ يتوحَّد فيه المحبُّون عُراةً، والعُراةُ محبِّين

أمام الغناء..

بأحاجي شُجيراتنا

لغابات أسرارها

في فضاء لا تُحدُّ به نجمةٌ

أو يحتويه خيال..

برقصات أنهارنا في الأغاني

_ سرمديَّةٌ معرَّاةٌ على الضَّوء،

دَفقٌ بسِحر الحقول.

 

سنهزمهم بإيماننا بالقصيدة

_ تشرب كلَّ مساءٍ مع النِّيل أغلى المجازات في حضرة الذِّكريات..

بالقِباب اللَّانهائيَّةِ البركات

يا شيخَنا

في سماء الطَّريقة،

بالكجور يُطلسِمُ هذا المدى

بأعشاب ظلمتنا الغاشية.

 

سنهزمهم بشباب أحلامنا

يخرجون من المستحيلة في الصَّخر

إلى المستحيل على زهرة العمر

في اليابسة..

_ لا موتَ أغلى

من شهادة أسمائهم

في النَّفق..

لا حياةَ على الأرض أجملَ ممَّا يَخلقون: الأُفُق.

 

سنهزمهم بالزُهور

_ يَهَبُ الله لمَن يَصطفيهِ الأصيصَ

ويمنحُهُ قوَّةَ الزَّهرةِ العاشقة.

 

سنهزمهم بالخيام،

_الملاجئُ عند نهار الجريمة

لو يسمح هذا الصُّراخُ، الأنينُ، السُّكوت.

 

سنهزمهم بنُقُوش أجدادنا في الكهوف،

بما يتسلسل من طقسهم في حجول الحياة

موتاً لموت.

 

سنهزمهم بالمواكب

_ ما زالت الأرضُ

في أوَّل السَّير

نحو حدائقها،

وأذانُ الحياة يُنادي على المتعَبِين من الموت أن: حيَّ على الثَّورة الرَّائعة!

 

سنهزمهم بالدُّعاء الجماعيِّ

المترامي على الصَّوت

أعلى من راميات الرَّصاص على صهوات الصِّياح،  

بسهول شاي الصَّباح

(كما تعزف الأمَّهات)،

بهذي الضِّفاف على سَحَنات

بُنِّ الطَّبيعة،

بالزَّمان ينساب في اللَّازمان

وهو يُعبِّر عن قلقٍ في نكتةٍ عارية.

 

سنهزمهم بالوَنَس العائليِّ،

بالضَّحكات القويَّةِ

(حتَّى تكاد الأرضُ تنشقُّ والقلب في جوفها ينغرس).

 

سنهزمهم بما يُضمِر الرُّوح في سِرِّهِ من جحيم الحجارة،

وما يَحملُ العقلُ في سِحرهِ

من معاول..

_ إنَّا سنسِمُهم على الخرطوم

حتَّى حدودِ الحضارة.

 

سنهزمهم بأحلى البُنيَّات

في حُلمنا،

بالزَّين،

بالعريس المُنقَّى،

بالسِّيرة الموكبيَّة وسط أهل العروس،

بأشواق أولادنا لحبيباتهم

برسائلِ عينٍ بدائيَّةٍ الشَّوفِ

في المشهد الأُسَريِ،

بإشارات ما يستطيعون من سُحُب تُغيم وراءَ النُّفوس.

 

سنهزمهم بالحصاد الغريزيِّ للحُبِّ

على حَبَّة القمح والطَّمبرة،

بالموت شوقاً

إلى عشبة البيت

في الزَّاوية،

برُمُوزِ ما نبَّت الحقلُ

من شاعر في خلايا الظِّلال،

بشمَّاسة العصر في حيِّنا المدنيِّ

_ في اللَّيل تَبزغُ شمسٌ بألفِ شُعاعٍ

على أسئلة الحزن

من ضحكات السًُؤال.

 

سنهزمهم برنَّة الشُّهداء

تَفتحُ في النَّفْس إلفةَ هذا الوطن

وتسهرُ حتَّى الدِّماءُ

تَسيرَ جداولَ بين حقول الزَّمن.

 

سنهزمهم بشراب قويٍّ

من الذِّكريات

على خيط كأسٍ بكأس،

وروحاً بروحٍ سنهزمهم بمطاعم شهواتنا للقصائد في كلِّ ذات.

 

إنَّا على حافَّة الكون..

فماذا يُضير الحقيقيُّ

أن يُرسلَ من أرضه صوتاً إلى اللَّون

لكي يتحقَّقَ من رسمه كاملاً

في إطار المكان؟!

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب