-1-
وجهٌ حَسَنْ
ورياحهُ مولودةٌ في أرضنا
تستفُّ لوعاتِ الزَّمَنْ
-٢-
يحلو الوطنْ
برجالهِ ونسائهِ
لطفولةٍ قد أنبَتَتْ أبطالا
نَثَرتْ على وجهِ الأديمِ شقائقًا
فاضَ المَكانُ بحبهم آمالا
يحلو الوطنْ
بالحزنِ والافراحِ لو مُزجا بدمعاتِ الطفولةِ والْمِحَنْ
طالتْ بنا أيامُنا
أو قصَّرَتْ آجالا.
-٣-
يحيا الوطنْ
حُرّاسُهُ
في كلِّ جيلٍ مؤتمنْ
منهُ اكتسبنا لوننا
وتفرعتْ أغصانُهُ تتبَرْعَمُ
وعلى ضفافِ ظلالهِ
يغفو النعاسُ بلا وَسَنْ
-٤-
يحيا الوطَنُ
والنَّهرُ في الأغوارِ يجري باكيًا
والريحُ غافيةٌ بنهرِ النّيلِ يا بغدادُ
جفَّتْ دموعُ بدجلةٍ
فاهتزَّ نخلٌ ظامئٌ
وَتراقصَ الحُسَّادُ
ما جاء في عتمِ الليالي نَجْدَةٌ
غَطَفانُ ما جاءتْ ولا شَدّادُ
ربّاهُ دربُ النصرِ فيه خالدٌ
أو طارقٌ
ربّاهُ أو مِقْدادُ
-٥-
يحيا الوطنْ
منهُ اكْتَسَيْنا حُلّةً
من صخرِهِ
وُلِدَ الصمودُ صلابَةً
وعلى حدودِ الموتِ صدَّتْ قبضَةٌ
أمواجَ من نارٍ وغارَهْ
نِعْمَ الصلابةُ من صخورِ بلادنا
نِعْمَ الرجالُ مهابةً
في كلِّ ميدانٍ وحارَهْ
-٦-
يحيا الوطنْ
بسلامةٍ وخصوبةٍ
لتعيشَ فيهِ زنابقٌ وَبَنَفْسَجُ
وترابهُ مِنْ لَوْنِنا
فيهِ السَّمارُ ملابسُ
وبريقهُ يَتموَّجُ
بسّامُ… بسمتُهُ الثَّرى
وعيونُهُ لا تَعْبِسُ
يحيا الوطنْ
فيهِ السَّمارُ شميمُ بُنٍّ طيِّبٍ
ونسيمُ لُطْفٍ هبَّ من
بَحْرِ الزَّمان مُقدَّسُ
-٧-
يحيا الوطنْ
بحقولِ شمسٍ صافيَهْ
استذهَبتْ…
ثمَّ انحَنتْ بتواضعٍ
فيها السَّنابِلُ حانِيَهْ
للأرضِ تعشقُ ريحَها
طوبى لأرض أنبتتْ
حقلًا تُتَوِّجُهُ السَّنابلْ
طوبى لرنّاتِ المناجلْ
طوبى لعُرْسِ القمحِ
في اليَدِّ التي تبني
وبالأُخرى تُقاتلْ
-٨-
طوبى لِمِعْوانٍ حَسَنْ
في مَوْجِ بَحرٍ هائجٍ
فيه الشِّراعُ
تمايلَتْ دفَّاتُهُ
في لُجَةِ البحرِ العميقْ
طوبى لِمِغوارٍ يُلاطِمُ مخرز
الليلِ السحيقْ
وَهتافُهُ مَلَأَ الفضا… يحيا الوطنْ…
يحيا الوَطنْ..
فأْلٌ حَسَنْ
قد رافقَ الموجاتِ والعصفَ
المزمجرَ مُقْبِلا
وصَداهُ هَدْهَدَ قائلا:
اهلًا بعطرٍ ريحُهُ جنّاتُهُ
تجري به مِنْ تحتِهِ أنهارُهُ
فيه الخلودُ يُردِّدُ
يحيا الوطنْ
يحيا الوطنْ
يحيا الوطنْ.
إضافة تعقيب