news-details

أسوأ الحكومات وداعا وليس الى اللقاء| ناحوم بارنيع

*الاكاذيب. التحريض. خرق الاتفاقات. الخطاب العنيف في الشبكات، في الشارع وفي الكنيست، بما في ذلك من رئيس الكنيست. كل هذا لم يبدأ في الحكومة الـ 35، ولكنه تعاظم فيها. حكومة مشتركة يفترض بها أن تخفض مستوى اللهيب. وحتى هذا الوعد نكث، الى جانب وعود أخرى*

أنهت اسوأ حكومات اسرائيل حياتها بمنتصف الليل. لا فرحا في هذه الجنازة. كما انه لا آمالا كبيرة في الحكومة التالية. 800 ألف عاطل عن العمل مسجلون في مكتب العمل لن يسيروا خلف التابوت. والاعمال التجارية التي انهارت وتلك التي ستنهار في الاغلاق القادم، الاحلام التي تبددت والتلاميذ الذين تعفنوا في البيوت والشيوخ الذين قطعت روابطهم عن عائلاتهم، والخدمات التي لم توفر لانه لم تقر ميزانية، كل هؤلاء لن يكونوا هناك. لم يسبق أن كانت فجوة كبيرة بهذا القدر بين أزمات الشارع وجدول أعمال الساحة السياسية.

يكثر نتنياهو من تشبيه تصدي اسرائيل لازمات الكورونا مع تصدي دول اخرى لها. وهو يختار المعطيات المريحة له. واذا لم تكن هذه متوفرة، فانه يختلقها. معطى واحد يحرص على الا يذكره: اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تدار حيال الكورونا دون ميزانية مقرة. والتداعيات واضحة: حكومة اسرائيل لا تعمل بشكل صحيح حيال الازمة الاقتصادية ولا تعد كما يجب للخروج منها. كما أن السبب واضح: ميزانيتان، للعاملين 2020 و2021 ابقيتا في الثلاجة كحقنة تطعيم ضد التناوب.

بدلا من خدمة الجمهور يغني نتنياهو لنفسه، ثنائيا. بدلا من التمويل من الميزانية لمؤسسات الرفاه الاجتماعي يجند لها تبرعات من الجمهور. مثله كمثل تلميذ جلب الى البيت شهادة مليئة بعلامات الرسوب، باستثناء علامة واحدة جيدة جدا في الغناء. فقال له ابوه: على هذا ستتلقى مني الضرب. فعلى مثل هذه الشهادة تأتي وتتجرأ على الغناء.

الحقيقة هي أن الغناء لم يكن الانجاز الوحيد لنتنياهو في الاشهر السبعة من ولاية الحكومة المنصرفة. فالعلاقات التي طورها مع البيت الابيض برئاسة ترامب انتجت اتفاقات تطبيع مع امارتين عربيتين وشقت الطريق لاتفاقين آخرين، مع المغرب والسودان. هذه انجازات ذات مغزى. اما تصديه لازمة الكورونا فمبهر اقل. فقد تداخلت فيه مصالح غريبة، قضائية، سياسية وشخصية وقرارات موضوعها علاقات عامة. اذا كان مكتب مراقب الدولة يريد التحقيق بجدية في عملية اتخاذ القرارات في اثناء الكورونا فسيكون له الكثير من العمل.

اسرائيل ليست ملكية. حكوماتها تعتمد على ائتلاف لاحزاب متخاصمة، على توزيع القوة وعلى مدى الثقة المتبادلة. وهي لا يمكنها ان تؤدي مهامها عندما تتقاطع المشاكل الشخصية لشخص واحد مع جدول الاعمال. ثلاث مرات توجهنا الى الانتخابات بسبب لوائح الاتهام في المحكمة المركزية في القدس. وبسببها سنتوجه مرة اخرى رابعة ايضا. هذا مشوه جدا، زائد جدا، مغيظ جدا، بحيث انه يهدد التأييد الاساس الواجب من الجمهور للاجراء الديمقراطي. وفشل الحكومة الحالية معدٍ: فهو سيرافقنا الى الحكومات التالية.

والاكاذيب. التحريض. خرق الاتفاقات. الخطاب العنيف في الشبكات، في الشارع وفي الكنيست، بما في ذلك من رئيس الكنيست. كل هذا لم يبدأ في الحكومة الـ 35، ولكنه تعاظم فيها. حكومة مشتركة يفترض بها أن تخفض مستوى اللهيب. وحتى هذا الوعد نكث، الى جانب وعود اخرى.

لم تحل الكنيست الـ 23 أمس فقط. فانحلال الائتلاف جاء الى العالم الى جانب انحلال كحول لفان. ليس لكحول لفان حق وجود على حدود نسبة الحسم؛ كما أن ليس لحزب العمل ما يفعله هناك. كلاهما سيتبخران. الساحة الشاغرة لتشكيلات جديدة، في ما كان ذات مرة يمين وفي ما كان ذات مرة يسار. وحتى هذه الاصطلاحات تشوشت في السنوات الاخيرة.

صحيح أن مزيدا من الاسرائيليين يعرفون انفسهم كيمين ولكنهم لا يستوضحون لانفسهم ما هو اليمين. فهم يتمسكون بالعلامة التجارية، بالاسم وليس بالايديولوجيا. نفتالي بينيت وكذا جدعون ساعر، يفضلان الحديث عن خطايا نتنياهو او عن حلولهما للكورونا وليس عن حلولهما لمسألة بلاد اسرائيل.

بعد الانتخابات سيقفان امام المعضلة اياها التي افشلت غانتس وجعل الامور صعبة على ليبرمان: نتنياهو سيعرض عليهما نصف ملكية. والفجوة في المفاهيم الفكرية ستكون طفيفة. ولكنهما سيعرفان أن الشراكة لن تكون والاتفاقات لن تحترم. فهل سيبحان عن شركاء على يسارهما، ويحاولان اقامة حكومة في ظل التعاون مع العرب؟ من يقول انه يمكنه أن يقيم حكومة بدون نتنياهو وبدون العرب على حد سواء سيكذب للجمهور.

يديعوت أحرنوت- 23/12/2020

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب