news-details

أصبحنا طغاة

خط من التمييز بحق كل من ليس يهوديا يمتد بين ابعاد التلاميذ الدروز من المدارس في حيفا وبين رؤيا رئيس مجلس المستوطنين في دمج العرب دون منحهم حق الاقتراع 

اليهود الذين عادوا الى بلادهم، ابناء الشعب المضطهد، أصبحوا بأنفسهم مضطهِدين (بكسر الهاء). أتريدون برهانا؟ تفضلوا. قرأنا في "معاريف" عن هايل علي ابن 12 من قرية عسفيا، تلميذ درزي في مدرسة "شلومو تل" في حيفا، والذي لا يمكنه أن يعود الى مقعد الدراسة، الى رفاقه، الى معلميه والى لغته المحبوبة- العبرية. وذلك لان رئيسة بلدية حيفا لا تسمح من الان فصاعدا للتلاميذ الذين ليسوا من سكان المدينة ان يتعلموا فيها.

خزي وعار. التلميذ التعيس المطرود يقول للمراسلة سيغال بن دافيد "عندي هناك اصدقاء، لا اريد أن ابتعد عنهم".

وهو يضيف "اشعر ان هذا تمييز ضد كل الاطفال الدروز الذين يريدون أن ينجحوا في حيفا. هذا يغضبني ويهينني لأنه في عائلتنا حتى الان اجيال على اجيال يتعلمون في حيفا ويقاتلون من اجل الدولة". تلميذ آخر، هو تيمور كيوف، الذي يتعلم في مدرسة "ايهود" في حيفا يقول: "اشعر بالإهانة والغضب. يؤلمني ان يطردونني هكذا. انا من عسفيا، ولكني اريد أن اتعلم في حيفا وان اتعرف على ثقافات مختلفة".

ابو جد التلميذ المطرود هو القاضي الدرزي الاول، الشيخ لبيب ابو الركن، الذي بادر الى تجنيد الدروز للجيش الاسرائيلي وانقذ آبا حوشي، رئيس بلدية حيفا الاسطوري، عندما فر من أيدي البريطانيين واختبأ في عسفيا الدرزية.

لهذا القرار الذي تثور له النفوس لابعاد الدروز عن المدارس في حيفا يضاف، في مستوى مختلف قليلا، دافيد الحياني، رئيس مجلس "يشع" للمستوطنين الجديد. في مقابلة معه يشكو من المزارعين اليهود من الغور الذين يشعرون بانهم من الدرجة الثانية من حيث المعاملة التي يتلقونها من الدولة لانهم لا يسكنون في اراضي الدولة.

وفي نفس الوقت يقترح على ابناء الشعب العربي الذين يعيشون في نطاق المناطق، ان يشطبوا تطلعهم لدولة مستقلة. يقترح عليهم "الاندماج في دولة اسرائيل"، ويضيف تحفظا: "هم لن يتمكنوا من التصويت للكنيست". بمعنى أننا سنربي في داخلنا، بناء على اقتراحنا، مئات والاف من بني البشر ممن يساهمون لدولة اسرائيل، يعززون قوتها، يتنزهون فيها، يولدون وينجبون في داخلها، ولكنهم لا يحظون بالحق المكتسب لكل مواطن- التصويت للكنيست.

كيف يحصل هذا؟ الشعب اليهودي الذي حتى هذا اليوم يدحر الى الهوامش حتى في بلدان متنورة في ارجاء المعمورة، ولا يزال يعاني من الاضطهاد والعنصرية، هذا الشعب الذي عاد الى بلاده بعد ا لفي سنة منفى ووجد فيها مواطنين ليسوا يهودا يسكنون فيها، يقرر اقصاءهم عن كل حق ديمقراطي. ان يعرض على ملايين الفلسطينيين دولة خاصة بهم؟ لا سمح الله. الويل للعيون التي هكذا ترى وللاذان التي هكذا تسمع.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب