news-details

إدلشتاين ملزم بأن يصحو

الاتجاه الذي ستسير فيه الديمقراطية الاسرائيلية سيتقرر بقدر كبير اليوم. وهو متعلق بشخص واحد: رئيس الكنيست يولي إدلشتاين. صحيح أنه يعمل باسم سيده، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، ولكن القرار اذا كان سيطيع المحكمة العليا ويعقد اليوم الكنيست بكامل هيئتها لانتخاب رئيس جديد، او كبديل لعصيان المحكمة واحداث هزة أرضية دستورية – هو في يده ويده فقط.

بعد أقل من ساعة ونصف الساعة من تبليغ قضاة العليا بانه لا ينوي اطاعتهم، قرر هؤلاء بان من الواجب على إدلشتاين ان يعقد الكنيست بكامل هيئتها ويسمح لها بالتصويت على تغييره حتى يوم الاربعاء (اليوم). اما الحبل الذي منحه القضاة له يوم الاثنين، كي يتمكن من أن ينزل بنفسه عن الشجرة التي تسلق لها خدمة لسيده، فقد اختار إدلشتاين أن يلفه حول رقبة الديمقراطية الاسرائيلية. وبالطبع، ليس إدلشتاين هو المغتال الوحيد للديمقراطية.

فهو يعيش في داخل معسكره. رد فعل وزير القضاء على الانذار الاول الذي اصدرته المحكمة العليا كان ينبغي للمرء أن يقرأه مرتين كي يصدق مضمونه: "لو كنت أنا رئيس الكنيست لأجبت لا"، هكذا غرد. وفي نظرة الى الوزراء لا عجب في هذا العار إذ ان اوحنا اعلن مع دخوله منصبه اننا لسنا ملزمين دوما بتنفيذ قرارات المحكمة العليا.

من اعتقد أن الحديث يدور عن عشبة ضارة سرعان ما خاب ظنه، حين انضم الى اوحنا وزراء ونواب آخرون واثبتوا بان هذا وباء مناهض للديمقراطية تفشى في اوساط اليمين. فقد وصف وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش قرار المحكمة بانه "نهاية الديمقراطية"، وكتبت وزيرة القضاء السابقة النائبة أييليت شكيد تقول ان "اولئك الذين يتوجهون الى المحكمة العليا بصفتها مربية الكنيست هم الذين يميتون الديمقراطية".

وأخطر ردود الفعل كان رد فعل الوزير يريف لفين، رجل ثقة نتنياهو الذي دعا إدلشتاين لان "يعلن بانه هو وحده يقرر متى تنعقد الكنيست وما الذي يكون على جدول اعمالها". بل وهاجم لفين مباشرة رئيسة المحكمة العليا استر حايوت ودعاها "الى المجيء الى المبنى مع حرس المحكمة وفتح جلسة الكنيست بنفسها". يتبين أنه في كل السنين التي اتهم فيها اليمينيون اليسار بالانقلاب السلطوي كانوا يكشفون فقط عن مخططاتهم.

ينبغي الامل في أن يكون إدلشتاين كرس هذه الليلة لقراءة الاقوال القاسية التي كتبتها عنه حايوت، التي وصفت رفضه كـ "مقوض لأساسات العملية الديمقراطية" وتدخله في جهود الاغلبية كـ "مس لحسم الناخب". فهل يريد إدلشتاين أن يسجل في تاريخ دولة اسرائيل كمن مس بكلتي يديه سيادة الكنيست التي يقف على رأسها؟ إدلشتاين ملزم بان يصحو، ان يستمع الى المحكمة العليا وان يقبل ارادة الاغلبية. ملقاة عليه مسؤولية تاريخية لوقف القطار المندفع نحو الهوة قبل لحظة من أن يكون هذا متأخرا.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب