رئيس الحكومة يدرك خطورة وضعه السياسي والشخصي، وأن الوقت من اجل تحقيق التفويض الذي أخذه من الرئيس ينفد. هذه المرة هو لا يمكنه استخدام الكورونا من اجل خلق اجواء مخيفة تدفع نحو حكومته الشريك المناوب. ولكن دائما ستكون لديه إيران
بنيامين نتنياهو اعتبر رئيس حكومة لا يكون سعيدا بالذهاب الى الحرب. هو حذر في استخدام القوة. عندما يتم فرض المواجهة عليه يسعى الى انهائها بسرعة بدون توسيعها وتعميقها. هكذا تصرف في الـ 12 سنة من سنوات حكمه المتواصلة. الآن وفي هذه اللحظة الاكثر حسما بالنسبة لمستقبله السياسي والشخصي فانه تتراكم دلائل مدينة تقوض هذه النظرية المذكورة أعلاه. هذه الدلائل يجب أن تقلق أي مواطن في اسرائيل. كبار رجال الامن في الماضي والحاضر يدركون جيدا ما يحدث. هم يجدون صعوبة في النوم في الليل.
لا يوجد من يفهم جيدا اكثر من نتنياهو خطورة وضعه. الايام الاربعة الاولى من شهادة ايلان يشوعا رسخت الاتهامات ضد من اعطى الرشوة المزعومة في ملف 4000، شاؤول الوفيتش. شهود الملك، نير حيفتس وشلومو فلبر، سيستكملون لوحة الفسيفساء في الاسابيع والاشهر القادمة. بعد أن يقولوا ما لديهم فان الصورة ستزداد وضوحا. من المشكوك فيه أن تصفو السماء فوق المتهم رقم واحد.
اذا لم يقم في الايام العشرين القادمة بتجسيد التفويض الذي تسلمه من الرئيس فان الاخلاء من بلفور (الذي قارنه في السابق بتعاطف ولباقة مميزة بإخلاء المستوطنين من غوش قطيف) يمكن أن يكون قاب قوسين أو أدنى. ولكن الموجود الآن على المحك بالنسبة له هو اثقل واشد بكثير من طرده الى الفيلا التي تبتلع ميزانيات الحكومة في قيسارية. هذه المرة الموجود على المحك هو مصيره، حريته.
تسلسل الاحداث الامنية امام إيران والتسريبات التي لا تترك مجال للشك بخصوص هوية المنفذين تثير الشعور بأن صاحب البيت قد اصيب بالجنون. والاكثر دقة أنه فقد الكابح الاخير الذي ما زال يعمل لديه. في النظام السياسي والنظام الامني يجري الآن حوار مكشوف: هل رئيس الحكومة يريد اشعال حرب مع إيران أو مع حزب الله من اجل أن يشكل حكومة طوارئ.
في السنة الماضية ادخل الدولة الى اغلاق محكم وشديد القسوة بوجود عدد قليل من المصابين فقط، وبمساعدة الكورونا خلق اجواء مروعة جلبت له بني غانتس. في هذه المرة لا توجد كورونا، لكن دائما ستكون لديه إيران.
التسريب لصحيفة "نيويورك تايمز"، الذي نسب لإسرائيل العملية التي خربت في المنشأة النووية في نتناز، كان يمكن أن يأتي فقط من مصدر واحد وهو مصدر له ما يكفي من الصلاحية كي تقوم الصحيفة المهمة بالنقل عنه، ولديه ما يكفي من الشجاعة كي لا يخاف من تداعيات تحقيق محتملة، وربما ايضا هو يائس ومعرض للخطر بما فيه الكفاية بسبب الامور التي فسرت أعلاه. وزير الأمن غانتس الذي يطالب بإجراء تحقيق يعرف أن هذا التحقيق لن يثمر أي شيء. فالمتهم الرئيسي محصن.
غانتس لن يسارع الى مساعدته في هذه المرة. وبالتأكيد لبيد وساعر وليبرمان. فهم ايضا يعرفون الزبون. ميراف ميخائيلي ونيتسان هوروفيتس اللذين ادهشتهما فكرة التوصية بنفتالي بينيت، سيفعلان هذا بارتياح وهما يشاهدان كم هو البديل خطير.
نتنياهو يشخص الآن الى بينيت وسموتريتش. رئيس يمينا أعلن في يوم الاثنين بأن قائمته لن تشكل أي عائق. "لقد قلت لنتنياهو بأنه يستطيع أن يعد اصابع قائمة يمينا لصالح تشكيل حكومة يمينية"، أعلن بينيت. وفي نفس الوقت عاد ووعد بمنع "كارثة انتخابات خامسة". بداية الجملة التي قالها بينيت استهدفت أن توفر له "دفعا بالغيبة": انا لست المشكلة. فليتفضل السيد نتنياهو ويحضر 54 مقعد، ويمينا سيكمل له الـ 61 مقعدا.
الشطر الثاني من الجملة لا يقل اهمية عن الشطر الاول: إذا فشل المرشح فانه يوجد امامي خيار في الطرف الثاني. سأضطر الى قبول حكم الحركة وحكم معسكر التغيير وأن أصبح رئيسا للحكومة. وإذا لم يكن مناص، فهذا ما سيحدث. "لن تكون انتخابات خامسة"، وعد بينيت في الاسبوع الاخير من الجولة الانتخابية، امام المراسلين والسياسيين. وبالذات الآن يبدو أنه ينوي الوفاء بوعده.
يوسي فيرتر
هآرتس- 13/4/2021
إضافة تعقيب