news-details

الانتخابات في الولايات المتحدة ونحن: الاستعداد لليوم التالي

 يديعوت أحرنوت- 28/10/2020

*المسائل السياسية، الامنية، والاقتصادية الاكثر جوهرية لدولة اسرائيل – التهديد الايراني، حزب الله، استمرار الصراع على اتفاقات السلام مع الدول في الخليج، الفلسطينيين – من شأنها أن تكون في ادارة بايدن في مكان آخر مما كانت عليه اليوم مع ترامب*

وقف الرئيس ترامب على المنصة في المطار في فلوريدا، وكانت طائرة سلاح الجو رقم 1 تقف في خلفية مبهرة وراءه وفي الهواء تعزف كما هو الحال دوما الاغنية المشجعة للقرويين، "رجل شاب، لا داعٍ لاي شعور بالتوعك. رجل شاب، أنا اقول – انهض عن الارض لانك في مدينة جديدة ولا داعٍ لان تكون حزينا...".

ترامب يرقص قليلا على هتافات الجمهور ويبدو اصغر من سنه. ولكن من غير المؤكد ان يكون له الاسبوع القادم بالفعل ما يدعوه الى الاحتفال: الكثيرون يتحدثون عن المفاجأة التي في فوزه في الانتخابات السابقة في 2016، وعن المؤشرات التي اختار المحللون والمستطلعون تجاهلها في حينه. صحيح أنه فاز في حينه على كلينتون بفارق 77 صوتا في المجمع الانتخابي، ولكن في بعض الولايات كان الفوز بفارق شعرة: فلوريدا، ويسكونسين، ميتشغان وبنسلفانيا، مثلا، تساوي معا 75 صوتا انتخابيا، والفوز فيها يتراوح بين اعشار الواحد في المئة و1.1%. واي تغيير طفيف كان يمكن لكلينتون أن تكون الرئيسة اليوم.

وضع بايدن افضل الان بكثير، سواء من ناحية الاستطلاعات في هذه الولايات وغيرها ام من ناحية الحماسة هذه المرة للتصويت في الجانب الديمقراطي واساسا في ظل التصعد في الاصابة بالكورونا، والذي هو النقطة الاضعف لترامب – وحتى في ولايات معارضة اخرى تصوت تقليديا للجمهوريين وكفيلة هذه المرة لان تنقل صوتها.

من الصعب التنبؤ، فالامور كفيلة بأن تتغير حتى الانتخابات. واضافة الى ذلك، ثمة التصويت في البريد – والذي يمكن له أن يؤدي الى وضع تظهر فيه النتائج في ليل الانتخابات في صناديق الاقتراع فوزا لترامب، بينما نتائج مصوتي البريد ممن يصوتون اكثر لبايدن ستصل بعد بضعة ايام من ذلك لتغير الصورة. كما أن الاعتراف بالهزيمة ليس مؤكدا هذه المرة – ولا سيما اذا ما كانت الحاجة لان يفعل ترامب ذلك – ويمكن للقصة أن تستغرق اياما عديدة.

ليست الانتخابات بالطبع على اسرائيل، وبالنسبة لمعظم الناخبين هذه مسألة هامشية تماما، ولكن دولة اسرائيل هي الاخرى بحاجة لان تستعد لامكانية أن يكون الرئيس التالي للولايات المتحدة هو جو بايدن، خيرا كان ام شرا، ويسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ ايضا. ان العصبة الصاخبة في الهوامش اليسارية والمتطرفة للحزب الديمقراطي الذي سيسيطر في الولايات المتحدة صحيح انها ستبقى في الهوامش، ولكنها ذات تأثير اكبر بما في ذلك بالنسبة للعلاقات مع اسرائيل والشرق الاوسط.

ان المسائل السياسية، الامنية، والاقتصادية الاكثر جوهرية لدولة اسرائيل – التهديد الايراني، حزب الله، استمرار الصراع على اتفاقات السلام مع الدول في الخليج، الفلسطينيين – من شأنها أن تكون في ادارة بايدن في مكان آخر مما كانت عليه اليوم مع ترامب. كما أن اهمية علاقات اسرائيل مع دول اوروبا ستزداد بلا قياس. فالدول الاوروبية ستكون جزءاً معتبرا اكثر بكثير في اعتبارات السياسة الخارجية لبايدن، مما كانت لدى ترامب.

وهكذا، فان موقف دول اوروبا بالنسبة للاتفاق مع ايران سيكون اكثر اهمية. وكذا موقفها من مكانة اسرائيل في الشرق الاوسط، والذي كان حتى الان يأتي اساسا من خلال المنشور الفلسطيني وبدأ يتغير بسبب الاتفاقات الموقعة مع اتحاد الامارات والبحرين، يمكنه أن يعود مرة اخرى الى الوراء اذا ما غير بايدن سياسته وسلم اولوياته في منطقتنا. على اسرائيل أن تستعد لذلك تجاه الولايات المتحدة وتجاه اوروبا ايضا.

ان المرشحين للرئاسة لم يعودا شابين، ولكن تأثيرهما على العالم كله وعلى اسرائيل في غاية الاهمية، ونتائج الانتخابات وتداعياتها – باتت هنا، خلف الزاوية.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب