news-details

العملية في نطنز رهان خطير

 

*من شأن اسرائيل أن تدفع ثمنا على عملياتها ضد ايران فيما لا تكون الولايات المتحدة من خلف ظهرها*

 

أحيت طهران في نهاية الاسبوع "يوم النووي الايراني". وبمناسبة الاحتفالات أمر الرئيس روحاني بتفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز. لم يقدر الايرانيون بانه عندها بالضبط سيتلقون "هدية" خاصة بمناسبة الحدث: عمل عطل قدرتهم على تفعيل اجهزة الطرد المركزي في المنشأة، وربما لفترة زمنية ذات مغزى.

وفقا لمحافل استخبارية في الغرب يدور الحديث عن عملية يقف الموساد خلفها. اسرائيل الرسمية بالطبع لا تأخذ الرسمية، ولكن ما كان يمكن امس تجاهل صور رئيس الوزراء نتنياهو يرفع النخب بمناسبة يوم الاستقلال في مقرات الموساد، الشاباك والجيش، مما يعطي الانطباع بان اسرائيل، ظاهرا، تفعل كل شيء كي تخرب على الاتصالات بين الولايات المتحدة وايران بوساطة اوروبية في الطريق الى احياء الاتفاق النووي والغاء العقوبات على طهران.

يأتي "الخلل" في نطنز في توقيت حساس آخر: بالتوازي مع زيارة وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن الى البلاد. هذه هي الزيارة الاولى لمسؤول كبير في ادارة بايدن الى اسرائيل. وليس صدفة أن بايدن بعث الى هنا بوزير الدفاع وليس بوزير الخارجية: فالولايات المتحدة تريد أن تتأكد من أن الاتفاق النووي لن يمس بأمن إسرائيل.

وستوفر واشنطن حلولا لاحتياجاتها الأمنية اذا ما نشأت احتياجات كهذه كنتيجة لالغاء العقوبات والعودة الى الاتفاق. ولكن في زيارة اوستن توجد رسالة أخرى: فالولايات المتحدة تسعى لان تتأكد بان إسرائيل لا تعتزم المس بجهودها باستئناف المسار الدبلوماسي حيال ايران في فيينا. ثمة من يرون في زيارة اوستن، في هذا التوقيت، محاولة أمريكية للجم إسرائيل.

تأخذ القدس هنا رهانا خطيرا: عمليات محتملة في المستقبل حيال ايران من شأنها ان تشعل المنطقة فيما لا يكون لها ريح اسناد أمريكية.

حتى هذه اللحظة تتناوش إسرائيل وايران بينهما بقوى متدنية نسبيا. ويبحث الإيرانيون عن الثأر على تصفية عالم النووي فخر زادة، ولكنهم يسيرون على اطراف الأصابع. يبدو أنهم لا يريدون تحطيم القواعد فيتسببوا بتصعيد شامل. وقد وجد هذا النهج تعبيره في محاولة العملية قرب سفارة إسرائيل في دلهي وفي الاعتداء على سفن بملكية إسرائيلية – لم تستهدف اغراقها بل فقط المس بها بشكل محدود نسبيا.

احدى المشاكل هي ان الثرثرة والتبجح الإسرائيلي بعد عمليات ناجحة – وفقا لمنشورات اجنبية – من شأنها أن تجبي لاحقا ثمنا باهظا. يحتمل أن تكون العملية في نطنز، اذا ما نسبت لإسرائيل ستوقظ أيضا إعادة نظر في البيت الأبيض في كيفية التصرف تجاهها.

ان المعركة حيال ايران معقدة جدا وعديدة الوجوه، وعليه فمرغوب فيه أيضا الاخذ بالحسبان بسيناريو آخر: إسرائيل والولايات المتحدة عموما تنسقان وتتقاسمان فيما بينهما العمل وفقا للطريقة المعروفة: الشرطي الطيب والشرطي الشرير. وذلك انطلاقا من الافتراض بأن الايرانيين لن يعودوا الى المفاوضات على الاتفاق النووي الا عندما يشعرون جيدا بالخطر.

يديعوت أحرنوت- 12/4/2021

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب