يديعوت أحرنوت- 4/6/2020
*المستوطنون يعارضون الخطة أساسا لتضمنها دولة فلسطينية. بينما المؤيدون يقولون ان الدولة الفلسطينية لن تأتي ليس فقط للشروط الأميركية الكثيرة ولكن لان الفلسطينيين لن يأتوا إلى المفاوضات أساسا*
عندما اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الرد بحدة على تصريحات رئيس مجلس المستوطنات "ييشع" دافيد الحياني الذي ادعى بان صفقة القرن للرئيس ترامب تثبت أنه "ليس صديقا لإسرائيل"، لم يكن يدور الحديث عن تراشق آخر للكلام في داخل معسكر اليمين – بل برصاصة بدء صراع اكبر على مصير خطة الضم نفسها. "اشجب بشدة تصريحات رئيس مجلس "يييشع"، قال نتنياهو. "الرئيس ترامب هو صديق عظيم، فقد اتخذ خطوات تاريخية في صالح إسرائيل. مؤسف أنهم بدل الاعتراف له بالجميل، يتنكرون لصداقته".
لم يكن أيضاحه مصادفا: ففي محيط رئيس الوزراء يتعاظم التخوف من أن يؤدي احتجاج المستوطنين بالأميركيين للتراجع عن الصفقة والاستعداد لمعركة سياسية عنيدة، بالذات في داخل معسكر الاستيطان. في الوقت الذي ينقسم فيه وزراء أزرق أبيض في آرائهم وليسوا واثقين بعد اذا كانوا سيؤيدون بسط السيادة وكيف سيفعلون ذلك، ذاك الاجراء التشريعي الذي يفترض أن يبدأ بعد بضعة اسابيع فقط كي يضم 30 في المئة من اراضي يهودا والسامرة، فانه في داخل كتلة اليمين تثور معارضة ايديولوجية ولا سيما حول مسألة اليوم التالي للضم.
يقود المعارضة معظم رؤساء المجالس في يهودا والسامرة، بينهم رئيس مجلس "ييشع" وغور الاردن دافيد الحياني، رئيس مجلس جبل الخليل يوحاي دمري، رئيس مجلس غوش عصيون شلومو نئمان، رئيس مجلس بنيامين إسرائيل غانتس، رئيس مجلس السامرة يوسي دغان ورئيس مجلس بيت ايل شاي الون.
وهم يشيرون إلى اربعة عناصر لا يمكنهم أن يسلموا بها: الاول: اقامة دولة فلسطينية بدعوى أن هذه "دولة ارهاب في قلب البلاد"، كما يدعون. "هذا شيء لن نوافق عليه باي شكل". "رابين بكل اقواله حول الاتفاق مع الفلسطينيين لم يقل ابدا عبارة دولة فلسطينية"، ادعى إسرائيل غانتس.
ثانيا: مصير الجيوب. حسب المخطط فإن 19 مستوطنة منعزلة يعيش فيها نحو 20 الف نسمة، ستصبح جيوبا في داخل الدولة الفلسطينية. "من سيرغب في الانتقال للسكن في جيب؟ لا افق تنموي للمستوطنة. وبغياب النمو فإن المستوطنة لن تستوعب احدا، وعندها سينشأ اخلاء هادئ"، حذر يوحاي دمري.
مشكلة اخرى في الجيوب: الحركة. من اجل خلق تواصل اقليمي فلسطيني سيقطع الاف المستوطنين عن الوصول إلى محاور الحركة الرئيسية. والمعنى: تأخيرات والتفافات كثيرة. هكذا مثلا، فإن سكان جنوب جبل الخليل الذين يرغبون في السفر إلى القدس لن يتمكنوا من السفر مباشرة على طريق 60 شمالا.
بدلا من ذلك سيضطرون إلى التفافة طويلة جنوبا عبر بئر السبع وطريق رقم 1. ويشرح المعارضون فيقولون انه "في اللحظة التي تستوعب فيها سيادة الارض التي ليس فيها سيادة تنتقل إلى الأيادي الأميركية، والفلسطينيون يمكنهم أن يبنوا فيها".
كما أن تجميد البناء يقض مضاجعهم. فخطة ترامب تلزم بتجميد البناء لاربع سنوات على الاقل منذ بدء السيادة. "في الخطة كتب انه لا بناء للإسرائيليين ولكنه لم يكتب ان لا بناء للفلسطينيين. فهل يمكن لاحد أن يضمن لي انهم لن يبنوا في هذه السنوات الاربعة؟"، قال رئيس مجلس بنيامين. واضافة إلى ذلك، يطالب بعضهم بفرض السيادة أيضا على المستوطنات الاربعة في شمالي السامرة والتي كانت اخليت في فك الارتباط وترتيب الوصول إلى الاماكن المقدسة.
من الجهة الاخرى، يقف امامهم رؤساء المجالس الكبرى في يهودا والسامرة، وعلى رأسهم عوديد رفيفي (أفرات)، اساف مينتسر (الكنا)، نير برتال (اورانيت) وايلي شبيرو (أرئيل). فهم يكثرون من التقليل من اهمية المعارضين ("يدور الحديث عن رؤساء مجالس صغيرة لا ينظرون إلى العموم") ويحذرون: "هؤلاء الصارخون يلحقون ضررا بالخطة مع الأميركيين". ثمة هنا شيء ما لم نحصل عليه ولا يعرفون كيف يقدرون هذا".
ويشرح رؤساء معسكر "المؤيدين" بان هذه فرصة تاريخية. "خمسون سنة ونحن في حركة الاستيطان ننتظر فرض القانون الإسرائيلي الذي معناه هو المواطنة متساوية الحقوق، فهل نلقي بهذا إلى القمامة؟"، يسأل مينتسر. "ملزمون قبل كل شيء ان نأخذ ما هو موجود". ثانيا، هم يشددون على أن صفقة على مراحل، هكذا فانه حسب ادعائهم الأحاديث عن دولة فلسطينية ليست ذات صلة على الاطلاق لانه توجد الكثير من الشروط الأميركية إلى أن يحصل هذا.
ثالثا، هم يناشدون العمل طالما كان ترامب في البيت الابيض. "عشرات السنين كافحنا كي نحصل على اعتراف أميركي، وبالتالي محظور أن ننتظر بل وان نوافق والان". رغم انتقاد معارضي الخطة، يتخذ المؤيدون نهجا عمليا اكثر ويقترحون الانتظار لرؤية ما سيحصل: "الواقع بالإجمال لن يتغير بعد السيادة، المحاور ستبقى مفتوحة وكل شيء سيكون ذاته إلى أن يعود الفلسطينيون إلى المفاوضات، وهذا أمر لن يحصل بسرعة كبيرة، هذا اذا حصل على الاطلاق".
في معسكر المعارضين يعدون بالكفاح ضد الخطة وبدأوا منذ الان بعقد لقاءات مع نواب ووزراء لخلق لوبي مؤيد لهم. ويحذر إسرائيل غانتس فيقول: "توجد هنا ساعة رمل آخذة في النفاد. اذا وصلنا إلى النقطة التي نرى لها الامر يتحقق فسنشدد الكفاح ونعمل على احباطه".
إضافة تعقيب