news-details

الملف 4000 لكحول لفان

الجنرالات بني غانتس وغابي اشكنازي اوضحا بأنهما لم يتسرحا بعد من الجيش وهما ينظران الى طلب رئيس الحكومة على أنه أمر عسكري. والولايات المتحدة قدمت لهما هدية كبيرة وهي فرصة أن يكونا سياسيان لأن واشنطن بحاجة اليهما من اجل التخلص من القيود التي قيدت نفسها بها بعد نشر خطة ترامب

بنيامين نتنياهو لا يعرف موقف كحول لفان من قضية الضم. "ربما هم يؤيدون ضم غور الاردن والكتل الاستيطانية"، وربما لا يؤيدون. وربما "بتنسيق مع المجتمع الدولي"، مثلما قال بيني غانتس، وربما أن الخطة "سيتم دفعها قدما بصورة مسؤولة وبتنسيق مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على اتفاقات السلام والمصالح الاستراتيجية لدولة اسرائيل"، كما قال غابي اشكنازي.

نحن أيضا، الجمهور، لا نعرف موقفه، ما هو "التنسيق" مع الولايات المتحدة الذي يتحدثون عنه ولا نعرف موقف واشنطن. هل يجب معرفة موقفها بشكل عام؟ فقد أوضح مايك بومبيو في نيسان الماضي بأن "الضم هو قرار اسرائيلي"، ليس قرار فلسطيني أو عربي أو أميركي.

وكما يبدو، حتى موقف غانتس واشكنازي غير مهم، لأنهما تنازلا مسبقا عن حق الفيتو في أي تشريع سيناقش فرض السيادة. نتنياهو يمكنه ولديه صلاحيات لضم ما يريد وفي أي وقت وبالدرجة التي يريدها.

ولكن يبدو الآن أن الضم قد تحول الى شرك، وهذا الشرك يغرس الاسنان في قدمي رئيس الحكومة. الآن يبدو أن الأميركيين أصبحوا أقل تحمسا. لأنهم فجأة يريدون أن يضمنوا في البداية "اخوة محاربين" سياسية في اسرائيل. ويبدو أنه في هذا الطلب تراجعت الولايات المتحدة تكتيكيا عن خطة ترامب، ومرة اخرى لم تعد تصمم على تطبيق "كل الخطة"، بل هي مستعدة لتقسيمها الى أجزاء – الاساس سيكون اتفاق بين الشريكين في الحكومة الاسرائيلية.

ولكن عمليا، المطالبة باتفاق اسرائيلي داخلي هي ثغرة النجاة لواشنطن، التي هي بحاجة الآن الى خلاف شديد بين نتنياهو وغانتس. واذا لم يكن هناك اتفاق على كل الخطة، فان ترامب يتوقع أن يضع ارجله على مسار ملغم امام دول عربية مؤيدة لأميركا، على رأسها السعودية ودولة الامارات، اللتان اوضحتا بأن الضم يعتبر خط احمر بالنسبة لهما. هذه الدول تؤيد خطة ترامب لأنها تتضمن وعد بدولة فلسطينية، لهذا هي تلبي اساس الاتفاق العربي المتمسك بحل الدولتين.

توافق بين كحول لفان والليكود بشأن ضم ليس في اطار الخطة، ربما لا يساعد من ناحية دبلوماسية الولايات المتحدة امام الدول العربية. موقف الولايات المتحدة – بقيادة جارد كوشنر الذي يعارض الضم بدون اتفاق شامل – وجد في ضائقة شديدة جدا الى درجة الحاجة الى الاعتماد على فلسطين السياسة التي تسمى كحول لفان، من اجل اخراج الكستناء من النار وتعارض ضم أحادي الجانب.

ولكن يوجد لحزب ابيض ازرق مصالح ملحة اكثر مثل المصادقة على القانون النرويجي، الذي من اجله هو مستعد لمنح نتنياهو اعفاء من المحكمة العليا – أي أنه حتى اذا قررت المحكمة العليا بأن نتنياهو لا يمكنه أن يكون رئيس حكومة بديل، فانه سيبقى رئيس لحكومة انتقالية لأشهر طويلة، لفترة اطول بكثير مما تم الاتفاق عليه في البداية. هنا لم يعد الحديث يدور عن سرقة خيول سياسية- هذا هو التعريف النقي للرشوة. الحديث يدور عن تقديم امتيازات شخصية لنتنياهو مقابل منحة سياسية مشكوك فيها. هذا خداع لا يختلف عما اتهم به نتنياهو في الملف 4000.

اذا كانت هذه هي طبيعة التجارة التي يجريها نتنياهو مع كحول لفان فانه من نافل القول مطالبة غانتس واشكنازي بالاستيقاظ وطرح موقف حاسم وقاطع، الذي على الاقل يعارض ضم غير موجود في اطار خطة ترامب. برمشة عين اوضح الجنرالان بأنهما لم يتسرحا من الجيش بعد، وأن طلب رئيس الحكومة هو أمر عسكري يجب تنفيذه بالنسبة لهما، حيث أنه خلال سنوات عملهما لم يطالبا بالاهتمام برأي الجمهور، وأن يتخذا قرارات سياسية أو طرح موقف سياسي مخالف لموقف القائد.

الآن هما يثبتان أنه يمكن خداع جميع الناس طوال الوقت، وحتى أنهما لا يدركان كم من القوة توجد لهما الآن. الولايات المتحدة منحتهما هدية كبيرة – فرصة أن يكونا سياسيين. واشنطن هي التي تحتاج اليهما من اجل النجاة من الحبال المعقدة التي ربطت نفسها بها بعد نشر خطة ترامب. ولكن لا توجد للدمى حياة خاصة بها.

 

هآرتس- 17/6/2020

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب