إنّ الهدف المركزي لمعسكر الوسط واليسار في الانتخابات القريبة القادمة هي تغيير حكم الليكود برئاسة المتهم بالرشوة بنيامين نتنياهو، وانتخاب بيني غانتس لرئاسة الوزراء بدلا منه. ان تحقيق الهدف يستوجب اندفاع مصوتي المعسكر الى صناديق الاقتراع وجهد أعلى لمنع تبذير الاصوات على قوائم لا تجتاز نسبة الحسم.
الخطر واضح وفوري: إذا لم يدخل حزب العمل او ميرتس (بغلافه الحالي كالمعسكر الديمقراطي) الكنيست القادمة، فان اليمين سيحظى بانتصار ساحق ونتنياهو سيتمتع بائتلاف يمنحه حصانة من المحاكمة ويعمل على سحق القائمة المشتركة وضم الضفة الغربية.
تشهد نتائج حملتي الانتخابات الاخيرتين، والاستطلاعات التي نشرت مؤخرا على ان الحزبين، ولا سيما ميرتس، كفيلين بالانهيار. "حملة النجدة" التي اداراها في نيسان وفي ايلول انقذتهما من الانقراض، ولكن لا يوجد اي يقين في أن تنجح في ذلك هذه المرة أيضا، حيث ان غانتس يعد مرشحا مناسبا لتشكيل الحكومة وعمل على تثبيت زعامته في أزرق أبيض مما سيجتذب اليه ناخبين من احزاب اليسار ويضعف العمل والمعسكر الديمقراطي.
قادة المعسكر الديمقراطي، الذين يشعرون بالخطر يعرضون على العمل التعاون والتنافس معا في 2 اذار، ولكنهم يصطدمون بالسور المنيع لرئيس العمل- غيشر. عمير بيرتس لا يشرح دوافعه ويكتفي بعذر "لا يزال يوجد وقت". فهل يرغب في تصفية ميرتس؟ هل يؤمن بأسطورة أن بوسعه ان يجتذب ناخبي الليكود الى اليسار؟ الجواب ليس واضحا، واضح فقط ان بيرتس يراهن على تحطم المعسكر المعارض لنتنياهو، ومن شأنه أن يشق طريق اليمين الى ضربة قاضية.
ان الفوارق الايديولوجية والخصومات الشخصية في قائمتي العمل والمعسكر الديمقراطي ليست أكبر مما في أحزاب أخرى تتنافس معا وتحظى بإنجازات في الانتخابات- كحول لفان، القائمة المشتركة بل وحتى يهدوت هتوراة. لا يوجد أي سبب مبدئي يمنع الوحدة في اليسار أيضًا. وحده فيتو بيرتس يمنع التعاون. المعسكر ومؤيدوه ملزمون بان يتجندوا للتأثير عليه لتغيير رأيه، وعدم السماح له بجعل ناخبي العمل والمعسكر الديمقراطي هم من يشقون طريق نتنياهو للحصانة ويكونوا مسؤولين عن تحطم جهاز القضاء وضم المناطق المحتلة.
هآرتس 27/12/2019
إضافة تعقيب