news-details

امنون هراري: الآن معظم السيناريوهات تعمل لصالح نتنياهو باستثناء سيناريو واحد

هآرتس- 27/1/2021

*صعود لبيد والخصومات المنهكة في الوسط – يسار وما يحدث في اليمين الراديكالي وما يحدث في المجتمع العربي، كل ذلك تقريبا يعمل لصالح رئيس الحكومة. ولكن الاتحاد بين ساعر وبينيت من شأنه أن يلتهم جميع الأوراق*

ربما يكون الاغلاق خانق، عدد الوفيات بسبب الكورونا يرتفع بشكل كبير وفي الخارج اشتعال ضخم لا يخمد بين الشرطة وقطاعات كاملة، لكن بالنسبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هذه فترة جيدة جدا. 

بقيت اشهر تفصلنا عن الانتخابات، ويبدو أن كل شيء يسير لصالحه تقريبا. هذا ليس فقط منحنى مقاعد الليكود التي في جزء من الاستطلاعات تقفز (32 مقعد في استطلاع "حداشوت 13" الاخير) وفي جزء منها مستقرة أو تنخفض قليلا (29 مقعد في استطلاع حداشوت 12 أمس). ولكن الاستقرار هو علامة تفاؤل بالنسبة له، مع الأخذ في الحسبان ما يحدث في الخارج.

إن استخذاءه أمام زعماء الاصوليين واحفادهم كان من شأنه، على الاقل مؤقتا، أن تمس بقوته في الاستطلاعات، حسب التاريخ وايضا حسب الاستطلاعات العميقة التي ما زالت تنبعث منها مشاعر مناوئة للحريديم في اوساط المجتمع العلماني، وايضا في الجزء اليميني منها. تأثير التطعيمات ينجح في منع مس كهذا، حتى لو كانت الارقام في الاستطلاعات، كما يقول نتنياهو نفسه في "تيك توك"، لا ترتفع بنفس الوتيرة مثل "الارقام التي نشاهدها ترتفع في الفحص المصلي".

ما يحدث خارج الليكود يدلل بصورة افضل على الوضع الممتاز لنتنياهو. صعود يش عتيد في الاستطلاعات وترسخه كحزب ثاني في حجمه مع 16 إلى 18 مقعد هو مثابة أنباء رائعة بالنسبة لرئيس الحكومة. هذا ما كان يأمل نتنياهو حدوثه بالضبط: شيطان واضح على اليسار، وهدف تسهل الاشارة اليه والقول "إما أنا وإما هو". 

من السهل على نتنياهو أن يجذب اصوات اليمينيين وهم يرون في المقابل شخصية غير شعبية في اليمين مثل لبيد. هذا اسهل بكثير مما كانت عليه الحال قبل شهر عندما كان جدعون ساعر هو البديل. ولكن الاخير فقد ثلث قوته في الاستطلاعات خلال شهر، والاكثر خطورة من ذلك، فقد الزخم.

ايضا ما يحدث في الاحزاب الصغيرة في الوسط – يسار يعمل لصالح نتنياهو، طالما أن زعماء الاجنحة المارقة وعصابات الافراد، ميراف ميخائيلي ورون خولدائي وبيني غانتس ونيتسان هوروفيتس ويارون زليخة وغيرهم، يواصلون التشاجر على من سيكون في المكان الاول في القوائم، التي وزنها يساوي صفر أو فوق صفر بقليل، واللاعبون جميعهم يوجدون في خطر الفناء. وحيث أن كل استطلاع يظهر نتيجة مختلفة، مرة ميخائيلي تجتاز نسبة الحسم وخولدائي لا يجتازها، ومرة حزب الاسرائيليون اكبر من حزب العمل، فانه يصعب خلق ارتباطات تمنع التبخر.

نتنياهو كان يريد أن يتنافس اكبر عدد من الاحزاب بشكل منفرد، وأن تبدد الاصوات التي ستبقى خارج حفل توزيع المقاعد. في هذه الحالة فان نصيب كتلته النسبي سيزداد. كل مقعد سيبقي حزب يسار في الخارج نصفه سيذهب الى نتنياهو وشركائه. المقعد 61 يمكن أن يأتي من ميرتس أو العمل اذا بقيت خارج الكنيست. 

ليس فقط ما يجري في اليسار يبتسم له: حجيت موشيه، المرشحة التي حتى الى ما قبل اسبوعين لم تعرف أنها مرشحة. انتخبت باسمه لرئاسة البيت اليهودي، في الطريق الى الاتحاد مع بتسلئيل سموتريتش، ولما يظهر في الاستطلاعات مثل اربعة مقاعد اخرى يمكن لنتنياهو أن يجمعها لكتلته التي تكاد تصل سوية مع بينيت المقعد 59 إلى 60. 

الى ذلك يمكن اضافة الصعوبة في بلورة القائمة المشتركة التي تزيد احتمالية التنافس بصورة مستقلة للقائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية)، شركاء نتنياهو في المجتمع العربي. هذا سيناريو سيكون نتنياهو راضيا عنه، بغض النظر كيف سينتهي: إما ببقاء القائمة الموحدة في الخارج، ويقلص تمثيل العرب في الكنيست (بهذا تزيد الحصة النسبية للكتلة المؤيدة له) أو أن القائمة الموحدة تدخل الى الكنيست وتكون له أربع اصابع اخرى في الطريق الى حكومة الحصانة.

صعود لبيد، الخصومة المنهكة بين بقايا الوسط – يسار، وما يحدث في اليمين الراديكالي وما يحدث في المجتمع العربي، كل ذلك يعمل لصالح نتنياهو. وشهرين على موعد الانتخابات هي فترة طويلة، وكل شيء يمكن أن ينقلب. وحتى في الاستطلاعات الاكثر تفاؤلا ما زال لا يوجد لنتنياهو 61 مقعد، حتى مع بينيت. ولكن الاتجاه واضح، الزخم يوجد لديه، والعوامل التي أدت الى صعوده، لا سيما عملية التطعيمات، ستتسارع فقط في الاشهر المتبقية. كل شيء يسير لصالحه في هذه الاثناء، هذا حتى قبل بدء الحملة (الرسمية) وليس التي تتم ادارتها في غرفة الحكومة.

لقد بقي اسبوع ونصف على اغلاق القوائم، ويبدو أن معظم السيناريوهات التي يمكن أن تحدث حتى ذلك الحين تعمل لصالح نتنياهو. عمليات التوحد "الصغيرة" في اليسار ما زالت عالقة، وايضا الاتحاد "الكبير"، المفترض بين يئير لبيد ورون خولدائي، ما زال عالقا. وحتى اذا تحقق ذلك فان نتنياهو يمكن أن يجد فيه فائدة "معركة رأس برأس" مع لبيد. ولكن هناك اتحاد واحد يقض مضاجعه وهو اتحاد اذا تحقق ليس فقط سيقلب زخم الانتخابات، بل سيحسمه، تقريبا بصورة نهائية.

الحديث يدور عن سيناريو يتم التحدث عنه في النظام السياسي في هذه الاثناء. وحتى الآن لا توجد اتصالات لتحققه الفعلي. ولكن يصعب تجاهل الافضليات التي تكتنفه بالنسبة للشريكين: جدعون ساعر ونفتالي بينيت. ايديولوجيا هذا الارتباط طبيعي: منذ اللحظة التي قرر فيها بينيت التحرر من حدبة بتسلئيل سموتريتش ومن صورتها المتطرفة، وبالتأكيد الدينية، التي يجلبها معه، فان الفروق الايديولوجية بينه وبين ساعر بسيطة، هذا اذا وجدت. ولكن توجد هنا ايضا فائدة عملية وشخصية لبينيت ولساعر ايضا.

بالنسبة لساعر، الذي حسب الاستطلاعات ما زال المرشح الطبيعي لقيادة هذا الاتحاد، فان الافضليات واضحة: قائمة موحدة مع "يمينا" ستعيده الى ما فوق خط العشرين مقعد، الذي منه سيكون الترشح لرئاسة الحكومة اكثر شرعية، وستعيد له الزخم الذي يبحث عنه وستوفر عليه النار المتقاطعة بين المعارضين اليمينيين لنتنياهو. المنطق الذي يبرر بالنسبة له هذا الاتحاد، في الوقت الذي يكون فيه على رأسه، واضح. ولكن ايضا لبينيت هناك ما يبحث عنه في مثل هذا الاتحاد، حتى لو تنازل فيه عن المكان الثاني.

نشطاء جميع الاحزاب السياسية يحسبون بينيت في هذه الاثناء على المعسكرين، معسكر نتنياهو ومعسكر ساعر ولبيد. والتقدير هو أن بينيت سيذهب مع من سيصل من الكتلتين الى 61 مقعدا معه. هكذا يمكنه أن يضمن لنفسه التناوب على رئاسة الحكومة، واذا كان الحديث عن وعد بالتناوب أو عن وعد من أي نوع، فمن الافضل أخذه من ساعر وليس ممن لا يوجد له أي احتمال للوفاء بهذا الوعد. 

ولكن هذا ليس هو السبب الوحيد. فالاتحاد بين ساعر وبينيت حتى لو زاد احتمالية سقوط نتنياهو، الامر الذي يأمله بينيت وكل ذلك بدون أن تتم الاشارة الى بينيت في اليمين على اعتبار أنه الشخص الذي اسقط حكم الليكود، هي مسؤولية سيتم القاءها بالكامل على ساعر لكونه زعيم القائمة الموحدة. اذا اتحد مع ساعر فإن بينيت سيحصل على كل الخيرات، التناوب على رئاسة الحكومة واقصاء نتنياهو دون أن يقتضي منه ذلك دفع ثمن المسؤولية عن ذلك في اليمين.

قبل اسبوعين فحص هذا السيناريو في استطلاع "حداشوت 12"، الذي أجراه مينو غيفع ومعهد متغام. هناك حصل هذا الاتحاد على 25 مقعد، ثلاثة مقاعد اقل مما حصل عليه الحزبين بصورة منفصلة. ولكن مع تأكيد واضح – بينيت في استطلاع كهذا شطب نهائيا من الكتلة المحتملة لنتنياهو، التي ستبقى حينها مع 46 مقعد فقط حسب هذا الاستطلاع. ويكون الخط قد قطع نهائيا على حكومته. فهل لخصوم نتنياهو توجد الشجاعة للقيام بما يخيفه اكثر من أي شيء آخر؟

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب