مع كل الاحترام للمرشحين، فليسوا هم قصة هذه الانتخابات. صراع الانتخابات يتلخص كله في رقم واحد: 61. 61 لإغلاق ملفات نتنياهو او 61 لمواصلة حكم القانون؛ 61 للديمقراطية او 61 لبيبيقراطية
حاضرت تسيبي لفني في نهاية كانون الاول في الزوم لمنتدى 555، دائرة سياسية من مؤيدي الوسط – اليسار. وعرضت على سامعيها صيغة متدرجة للتصويت في الانتخابات: بداية نسأل من مع ومن ضد نتنياهو. الاحزاب المؤيدة لنتنياهو تشطب. في المرحلة الثانية نسأل من مستعد لان يجلس مع نتنياهو ومن يرفض: هذا يشطب من القائمة حزبا آخر أو اثنين. في المرحلة الثالثة نسأل مَن مِن الاحزاب مع اسرائيل يهودية وديمقراطية.
وهذا يشطب من القائمة حزب جدعون ساعر. فأعضاؤه عملوا على قانون القومية؛ ورفضوا أن يدرجوا فيه تعهدا بالمساواة كما تفترض وثيقة الاستقلال. "بين الاحزاب المتبقية، ستصوتون للحزب الذي تتفقون معه، حزب يقوده أناس تؤمنون بهم"، قالت. "لا معنى لحجم الحزب، انا اعرف هذا من تجربتي، فقط لحجم الكتلة". إذا تبنينا طريقة لفني، فيتبقى لمصوتي الوسط – اليسار ان يترددوا بين ثلاثة احزاب – يوجد مستقبل، العمل وميرتس. ربما ايضا ازرق ابيض، إذا لم يختفِ حتى الانتخابات.
لفني سترقب الانتخابات من الخارج: المفاوضات التي اجرتها مع يئير لبيد انتهت بلا شيء. هي من تطلب مقعدا مضمونا. أملت في أن يؤدي انضمامها الى خروج ما تسميه "معسكرنا" من الاكتئاب الذي يعيشه، وان تعيد الحماسة.
وتوصل لبيد الى الاستنتاج بانه يمكنه ان يتدبر بنفسه بدونها. ويحتمل أن يكون محقا: فهو يعتبر في هذه اللحظة الزعيم المعروف، المصداق، الواثق. خائبو أمل أزرق أبيض ممن توقفوا لدقيقة لدى بينيت ولدقيقتين لدى ساعر سيشعرون براحة أكبر في موق
العمل وميرتس سيكافحان في سبيل حياتهما حتى صندوق الاقتراع. سقوط أحدهما الى تحت نسبة الحسم، والأخطر كلاهما، سيقرب كتلة نتنياهو من الـ 61 المنشودة. حاول بعض من شيوخ المعسكر في الاسابيع الاخيرة دفع الحزبين الى قائمة تحالفية، كتلة فنية يحررهما من ربقة نسبة الحسم. فشلت المحاولة. وكل طرف يعلق الذنب بالطرف الاخر. نيتسان هوروفيتس من ميرتس يدعي انه طلب التفاوض فرفض؛ ميراف ميخائيلي من العمل تدعي بان الرافض والمتملص كان هوروفيتس.
قائمة المرشحين التي انتخبت في العمل تبدو كقص – لصق لقائمة المرشحين في ميرتس: هناك حاجة الى مجهر كي تميز الفروق. تعمل ميخائيلي بان تعيد بناء العمل كحزب كبير، حزب وسط، شقيق لميرتس، ولكنها تحرص على السكن في شقتين منفصلتين. في المدى البعيد قد تكون محقة ولكنها ليس مؤكدا انها ستنجح في المدى القصير. هوروفيتس أعلن بان ليس له اهتمام بالارتباط حين بات العمل يعد حصانا ميتا. وقد وقع في خطيئة الاعتداد الزائد والعمى السياسي. فلم يتمكن من رؤية الوليد.
هل يوجد معنى لكل الاسماء التي تأتي بعد رئيس القائمة؟ نعم ولا. لا، لان الناخب لا يهمه حقا من هو رقم اثنين ومن هو رقم ثلاثة. فهو ينتخب الحزب ورئيسه. نعم، لان المجموع ايضا يقول شيئا ما. عندما اقام رفائيل ايتان، رافول، حزب تسومت، اسموه البيضاء والاقزام السبعة. وفي نهاية الاسطورة اياها صفى الاقزام البيضاء.
قائمة حزب العمل، من رقم 3 فأدنى، هو مثال جيد. يوجد فيها حسن؛ ينقصها وزن. رون خولدائي وعوفر شيلح كان يمكنهما ان يكثفانها، كل ومزاياه. ولكن ايا منهم لا يسعده أن رقم 2: خولدائي لأنه لم يجرب ذلك، وشيلح لأنه تحت لبيد جرب ذلك أكثر مما ينبغي، جرب وانطفأ. لكل واحد منهم توقعاته، شروطه، اضطراراته. لقد اضطرت ميخائيلي لان تتخذ قرارات قاسية في وضع صعب، دون وقت للتردد: فالساعة تدق.
عندما سيترسب الغبار وراء قطار القوائم ستعود الدراما الى حجومها الطبيعية. مع كل الاحترام للمرشحين، فليسوا هم قصة هذه الانتخابات. صراع الانتخابات يتلخص كله في رقم واحد: 61. 61 لإغلاق ملفات نتنياهو او 61 لمواصلة حكم القانون؛ 61 للديمقراطية او 61 لبيبيقراطية.
في نظري كان الحديث الهام هو دور نتنياهو الكاسح في ارتباط سموتريتش وبن غبير. الارتباط نفسه طبيعي. سموتريتش يسند مجرمي تدفيع الثمن بأثر رجعي. اما بن غبير فيؤيدهم مسبقا. الاختلاف الاخلاقي بينهما يقار بالميلمترات. ولكن يوجد معنى لا بأس به لحقيقة أن رئيس وزراء اسرائيل استغل قوة منصبه، اعطا وعودا تقترب من رشوة الانتخابات، ضغط واقنع، من اجل ماذا؟ من اجل خطوة تستهدف ادخال الكهانيين الجدد الى الكنيست.
يُعرف السياسي بفعله الاكثر تطرفا. مثلما يعرف ترامب بالتأييد الذي اعطاه ويعطيه لميليشيات فاشية، يعرف نتنياهو بالرعاية التي يعطيها لخلفاء كهانا. في امريكا انتهى هذا بهجمة ارهابية على مجلس الكونغرس.
نتنياهو ليس المذنب الوحيد. الصمت على خطوته مذنب بقدر لا يقل. بينيت، غير المستعد لان يجلس مع بن غبير، مستعد لان يجلس في حكومة بن غبير أحد وزرائها. هذه هي القوة المفسدة للعادة.
كان لنتنياهو نجاحان كبيران آخران في الطريق الى اغلاق القوائم: شق أو على الاقل إضعاف القائمة المشتركة وشطب البيت اليهودي. اما أزرق أبيض فكان قد حله قبل ذلك: وهو يبدأ حملة الانتخابات بالقدم اليمنى.
يديعوت أحرنوت- 5/2/2021
إضافة تعقيب