انتصار بايدن جيد لكل من هو نزيه وعاقل. وهذا تحول تاريخي في الكفاح ضد الثقافة السياسية الشعبوية التي تعربد في العالم والتي توقفت في ارجاء امريكا امس. هذه بالتأكيد بشرى
ومع ذلك هذا بايدن. بعد ثلاثة ايام ممزقة للاعصاب تبددت السحب واتضحت الصورة: نائب الرئيس السابق، سياسي ديمقراطية معتدل وكبير في السن، انتصر في الانتخابات لرئاسة الولايات المتحدة.
انتخاب بايدن لم يكن غير متوقع، تماما لا. فقد كان متوقعا بحجوم اكبر دراماتيكية: ففي استطلاعات الرأي العام الاخيرة توقعت له هذه تفوقا بنحو 10 في المئة مقابل هزيمة نكراء لترامب. هذا لم يحصل. اكثر من 70 مليون امريكي اعربوا عن ثقتهم برئيس ناكر للكورونا، ناكر للعلم، ناكر للحقيقة، ناكر للديمقراطية، ناكر لازمة المناخ وناكر للمساواة بين البشر. هذا واقع تقشعر له الابدان؛ في نظرة الى الوراء يبدو ان خطوة واحدة فقط كانت تفصل بين النتيجة الحالية ونقيضها.
ومع ذلك، في هذا اليوم مرغوب فيه ان نرى الجانب المضيء من نتائج الانتخابات هذه، وليس المظلم فقط. كصحافي اسرائيلي توقع علنا انتصار بايدن (وان كان انتصارا اكبر بكثير مما جاء عمليا )، اشعر كمن ازيحت صخرة كبيرة عن قلبي، وكمن مسموح له أن يطلق تنفسا للصعداء.
بدون دونالد ترامب الذي يقبض على مقود امريكا، سيكون اسهل بكثير ومفهوم من تلقاء ذاته القتال ضد رعب الكورونا، بعد أن حطم امس مرة اخرى رقم قياسي للمصابين بالفيروس في ارجاء الولايات المتحدة وأوروبا، والامل برأب الصدوع ليس فقط هناك بل وهنا ايضا وفي كل مكان في العالم.
انتصار بايدن جيد لكل الناس النزيهين واسوياء العقل. معركة الصد وتسجل الهدف الناجحة لسياسي كبير جدا في السن، عديم الكاريزما جدا والمتوازن جدا، المركزي في مواقفه مثل جو بايدن يشكل تحولا في الثقافة السياسية الذي سيتبين كتحول تاريخي. ان الصراع ضد الشعبوية السياسية المعربدة التي ظهرت كموجة عالمية لا يمكن وقفها – من بولندا وبريطانيا حتى الولايات المتحدة والهند – توقفت امس في ارجاء امريكا.
وهذه بالتأكيد بشرى.
يديعوت أحرنوت- 8/11/2020
إضافة تعقيب