في محاولة اللحظة الاخيرة للتخريب على قدرة رئيس كحول لفان بيني غانتس تشكيل حكومة، قبل لحظة من موعد انتهاء مفعول التكليف الذي اعطي له، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "محادثات طوارئ" مع وزراء ونواب في الليكود.
في الحديث تهجم نتنياهو على غانتس لنيته تشكيل حكومة اقلية بدعم الاحزاب العربية. وبأفضل التقاليد السلطوية المهزوزة لديه، حرض نتنياهو ضد النواب العرب. "نحن امام حالة طوارئ لم يشهد لها مثيل في تاريخ دولة اسرائيل"، حذر رئيس الوزراء من ائتلاف مع احزاب انتخبت بشكل ديمقراطي وتمثل 20 في المئة من مواطني الدولة، وكأن الحديث يدور عن غرض مشبوه في باص. "الانتخابات هي مصيبة، ولكن اقامة حكومة متعلقة بالأحزاب العربية هي مصيبة اكبر"، قال واضاف: "هذا خطر تاريخي على أمن اسرائيل. هذا مس خطير بأمن اسرائيل".
من الصعب التقليل من خطورة اقوال نتنياهو، الذي بحكم منصبه يفترض أن يخدم كل مواطني اسرائيل، بمن فيهم العرب. يتوجه نتنياهو للقاسم المشتركة الادنى، يثير الجمهور اليهودي ضد الجمهور العربي ويهيج المجتمع. "علينا ان نحذر من هذا الخطر.
علينا أن نعمل معا والتحذير من هذا"، دعا نتنياهو، وكأن الحديث يدور عن عدو. بل ولاحقا افترى فريات عابثة على التمثيل العربي: "هذه حكومة ستكون متعلقة بداعمي الجهاد الاسلامي وحماس. هذه صفعة لجنود الجيش الاسرائيلي يوجهها ثلاثة رؤساء اركان سابقون. محظور أن تقوم مثل هذه الحكومة حتى ولا لساعة واحدة".
عقد أمس "اجتماع طوارئ لمعسكر اليمين"، حدث ما كان ليخجل منظمات الكراهية المتطرفة، ادعى فيه مرة اخرى بان النواب العرب يريدون ابادة الدولة وانه اذا قامت حكومة اقلية "سيحتفلون في طهران، في رام الله وفي غزة. مثلما يحتفلون بعد كل عملية".
هذا الرجل، الذي سيعمد التاريخ الى ذكر الضرر الذي الحقه بالنسيج الاجتماعي في اسرائيل، يجب ان يستبدل بقيادة سوية. قيادة يكون واضح لها ان مهمتها هي الاحسان للمجتمع، لا أن تعديه بنية مبيتة بمرض كراهية خبيث.
ان الجواب المناسب على سياسة البيبيين للتحريض الوطني، الذين كلما مرت السنون وسعوا فقط تحريضهم، هي تشكيل حكومة مع القائمة المشتركة، او بدعمها، رغم أنف من يسعى لجعل مواطني الدولة العرب اعداء. ينبغي الامل في ان يتوفر ما يكفي من النواب النزيهين ممن سيؤيدون مثل هذا الخطوة فيرتبطوا معا ليضعوا حدا نتنياهو المفعم بالكراهية.
في أمر واحد محق نتنياهو: اسرائيل بالفعل توجد في حالة طوارئ – على رأسها يقف محرض وطني، يفكك المجتمع فقط كي يواصل ترسيخ حكمه.
إضافة تعقيب