هآرتس- 11/6/2020
*كحول لفان يعتبر الغاء قانون المصادرة فرصة لاعادة مؤيدين تركوه وذهبوا الى يوجد مستقبل. غانتس واشكنازي تنازلا عن محاربة الضم وهما يفضلان النضال من اجل الجهاز القضائي. وشخصيات رفيعة في الليكود على يقين أنه ستكون انتخابات قريبة ولكنها لن تكون في صالح غانتس*
1- لقد مر 25 يوما منذ تم خلط الزيت والماء في الحكومة الـ 35، وأمس تواصلت العملية الطبيعية لفصل السوائل. لا يهم كم سيخلط الليكود وكحول لفان جيدا هذه السوائل وكم من الحقائب الوزارية ستطفو على السطح، لكن الفروقات ظاهرة للعيان. قرار المحكمة العليا الغاء القانون الذي يمكن من مصادرة الاراضي الفلسطينية وضع أول أمس الحزبين في مواجهة حول موضوع يحبانه: المحكمة العليا.
في كحول لفان يعتبرون هذا الحدث فرصة انتخابية كي يعيدوا اليهم مؤيدين تركوهم وذهبوا الى يوجد مستقبل في اعقاب الانضمام لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكي يظهروا لمصوتي كحول لفان بأنه من الافضل التأثير من الداخل على الانتقاد من الخارج. وعلى الفور بعد قرار الحكم، كما أن الامر جاء من أعلى، غردت شخصيات الحزب الرفيعة بأنها لن تسمح بمحاولة للالتفاف على القرار. وحتى غابي اشكنازي الذي منذ اداء الحكومة لليمين لم يجر أي مقابلة ولم يقل أي شيء مهم، كسر صومه لتويتر وكتب "نحن سنهتم باحترام أي قرار للمحكمة العليا ولن نسمح بأي مس لسلطة القانون".
في الليكود مثلما في الليكود. اعضاء الكنيست الصغار يقومون بتسخين المحركات بتصريحات نارية، ونتنياهو يجلس على الجدار كي يرى الى أين تهب الرياح. هو منشغل بالدفع قدما بضم المستوطنات ويربط بينه وبين قانون المصادرة، ولا شأن له بالمبادرة الى مواجهة سياسية في الشهر القادم.
2- حسب الاتفاق الائتلافي فانه من 1 تموز يمكن بدء النقاشات العملية حول ضم المستوطنات. اشكنازي شخصيا ضد هذا الامر. وغانتس ليس له رأي كالعادة، ورأيه سيكون مثل رأي رؤساء الاجهزة الامنية. والسؤال الذي يقف امامهما هو سياسي، وبالطبع يرتبط بطبيعة وعمق خطة الضم التي سيعرضها نتنياهو. في كحول لفان يعرفون أنه لا يمكنهم المبالغة في المعارضة بعد أن اعطوا نصف موافقة في الاتفاق الائتلافي. ومقابل نتنياهو اختاروا النضال من اجل الجهاز القضائي. وفي المواضيع السياسية – رغم البرود الذي يظهرونه تجاه الضم – يشعرون أن المعركة خاسرة.
3- عدا عن مواضيع الضم والمحكمة العليا وتبادل اللسعات بين الوزراء، فان نتنياهو يحاول الحفاظ على اجواء لطيفة في الحكومة. أمس اتصل غانتس مع نتنياهو من اجل تهنئته بعيد ميلاده. بين الحزبين يحاولون طرح مشاريع مشتركة مثل ترتيب شرعية القنب. ولكنهم في الحزبين يعرفون أن هذه الحكومة لن تكون ايامها طويلة.
في محيط نتنياهو قالوا إن مرحلة تقديم البينات في محاكمته هي التي ستحدد موعد الانتخابات. ومحاموه يحاولون كسب ما يمكنهم من الوقت، على الاقل سنة أو اكثر، من اجل منحه مجال للمناورة السياسية. يوجد لدى نتنياهو احتمالين للتصرف اثناء مناقشة البينات، وهما ليسا مثالين على أقل تقدير. المثول للنقاشات سيقتضي منه أن يأتي الى المحكمة ثلاث مرات في الاسبوع، 8 – 9 ساعات في كل مرة، لمدة بضعة اشهر. واذا لم يمثل فانه فعليا يحرر نفسيا محاكمته ويضع مصيره الجنائي في أيدي محام شاب. نتنياهو منشغل جدا في ادارة الدفاع في قضيته وهو يمر بنفسه على كل المواد. ويصعب التصديق بأنه لا يرغب في النظر الى شهود الدولة مباشرة في العيون.
4- من اجل الغاء المحاكمة يحتاج نتنياهو الى انتخابات اخرى. الاعلان السياسي الاكثر اهمية في الـ 25 يوم الاخيرة جاء حقا من موشيه غفني (يهدوت هتوراة) أمس في لجنة المالية. ورغم ولع نتنياهو المعروف بالميزانيات لمدة سنتين فقد اعلن غفني أمس بأنه حسب رأيه توجد حاجة الى ميزانية لمدة سنة واحدة، كي تعالج موضوع الكورونا.
الميزانية ذات المدى القصير هي مخرج لنتنياهو من الاتفاق مع غانتس. وبسبب قلة تجربته المثيرة للشفقة فقد أبقى رئيس الحكومة البديل ثغرة في القانون الذي ينظم الحكومة. نتنياهو وعد غانتس بميزانية لمدة سنتين، 2020 إلى 2022، ولم يتم تحديد انظمة تشريع تعاقبه اذا لم يجيز الميزانية. أي أنه اذا لم تتم اجازة ميزانية الحكومة في آذار 2021 فإن نتنياهو سيبقى رئيسا للحكومة. هو في الحقيقة لا يمكنه اقالة غانتس، لكنه سيهينه نهائيا. هل نتنياهو ينوي فعل ذلك؟ لا يمكن معرفة ذلك. فهو دائما يفتح احتمالات سياسية ويفحص امكانية تحققها من خلال الحركة. وهو ليس له هدف واحد، بل عشرة اهداف يحاول تطبيقها حسب الوضع المعطى.
5- كبار رؤساء الليكود يتعاملون مع الانتخابات القادمة كحقيقة مفروغ منها. والسؤال الوحيد هو هل ستجري في الشتاء أم في الربيع. "على الاكثر سنجلب قانون حل الكنيست"، قال وزير في حكومة الليكود، "حينها غانتس سيكون رئيس حكومة لثلاثة اشهر. فهل تعتقد أن هذا سيجلب له الاصوات أم سيبعد الاصوات عنه؟".
إضافة تعقيب