news-details

حملة الحصانة

أضاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس تعريفا جديدا للغة التي ابتكرها والتي يستخدمها لتزوير الواقع. ففي منتهى السبت قال ان الطلب من الكنيست لمنحه حصانة "ليس تملصا من التقديم الى المحاكمة". وكعادته، يسعى نتنياهو لبلبلة الجمهور وغرس الشكوك فيه حول ما هو مفهوم من تلقاء ذاته، سواء كان هذا انماط السلوك السلطوية، الاجتماعية، بل وحتى التعريفات اللفظية. وكل هذا كي ينال العطف الجماهيري لمعارضته المدانة والتضامن مع تهربه من القانون.

منذ بدأت التحقيقات يكرر نتنياهو عبارة انه "لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء". غير أنه منذ اكثر من سنتين تبين في كل مفترق حسم بانه توجد امور في الظهر. فقد حولت الشرطة ملف الشبهات للنيابة العامة مع توصية بتقديم نتنياهو الى المحاكمة؛ المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت نشر لائحة شبهات مفصلة وقرر تقديمه الى المحاكمة تبعا للاستماع؛ وفي الاستماع ايضا لم ينجح محامو نتنياهو بالاثبات بانه لا يوجد شيء؛ وبالفعل في اعقاب الاستماع قرر مندلبليت تقدمه الى المحاكمة.

ينبغي الايضاح لنتنياهو بان طلب الحصانة مثله كمثل الاعتراف بالذنب. ومحاولاته للتعلق بتوفر الاجراء – وكأن الحديث لا يدور الا عن تأجيل وليس عن تملص، هو ذروة جديدة في التهكم ومحاولة فظة للافلات من المحاكمة.

المحاكمة ضرورية ولا سيما في ضوء خط الدفاع الفظ لنتنياهو، الذي تضمن هجمات عديمة اللجام على منظومة انفاذ القانون، ادعاءات بحياكة ملفات وانفاذ انتقائي للقانون، على ملاحقة سياسية بل وعلى محاولات انقلابية. ان من يتهم الشرطة، جهاز القضاء، الاعلام والمعارضة بالتآمر، في ظل تحريض الجمهور ضدهم، عليه واجب اثبات ذنبهم.

غير أنه بدلا من كشف الحقيقة يستغل نتنياهو مكانته للافلات من القانون. لقد جر نتنياهو اسرائيل لثلاث جولات انتخابية فقط لرفضه اتخاذ الخطوة اللازمة – ما طلبه حين كان رئيسا للمعارضة في حينه من رئيس الوزراء ايهود اولمرت حين كان هذا قيد التحقيقات: الاعتزال الى بيته. هذه المطالبة صحيحة بأضعاف حين يكون رفعت لوائح الاتهام، والدولة تعيش في طريق سياسي مسدود، بدون حكومة، بدون كنيست، بدون مفتش عام دائم، بدون نائب عام للدولة، وقريبا ايضا بدون ميزانية.

ان طلب الحصانة هو عمل جبان ممن لديه ما يخفيه. والاحزاب المتعاونة مع هذا تبين بان موقفها من قيمة المساواة وسلطة القانون هو موقف استخفافي: فهل ستختار اسرائيل العودة الى مسار الحياة الطبيعية ام ستوفر ملجأ لرئيس وزراء يسعى للافلات من القانون من خلال استخدام الحصانة.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب