news-details

حوادث قطاع البناء ليست ضربة من السماء| أريئيلا رينغل هوفمان

يديعوت أحرنوت- 10/2/2022

حتى بعد سقوط عمال البناء الى حتفهم، فان احدا لا يهتم بهم. كان يمكن عمل اكثر لان يمنع ايضا موت غازي ابو سبيتان واحمد الصياد


منذ سنين وفي كل اسبوعين بالمتوسط يقتل عامل بناء. في 2021 لاقى حتفهم 37 عاملا، وفي 2022 ولم يمر بعد غير شهر ونصف الشهر منذ بداية السنة، حتى أحصي عشرة قتلى.
هم يسقطون من فوق. امس، مثلا، في موقع البناء في مشروع اسكان بابلي في تل ابيب، من علو 40 طابقا. احيانا يسقطون الى الاسفل، الى حفرة مجاري، الى حفر تزرع فيها الاساسات، او كتلك التي ستكون مواقف للسيارات. 
احيانا يسقط شيء ما عليهم. سقف ما لم يعزز كما ينبغي، حائط عمل احدٌ ما على توفير الحديد فيه، مسطح اسمنت، لوح زجاجي يهبط من علو بارتفاع 10 طوابق. او شيء ما يقع عليهم. آلية رفع، شاحنة تتحرك الى الخلف، شاحنة تتحرك الى الامام، ناقلة كبرى مع رافعة. كل شخص وموته الخاص.
"قطاع عمل كثير المخاطر"، كُتب في وثيقة اعدت قبل بضع سنوات، قبيل بحث عقد في لجنة العمل والرفاه في الكنيست، وكأن الحديث يدور عن مقاتلين يخرجون في الصباح، كل صباح، الى ميدان المعركة. 
إلى جانب احصائيات القتلى، فإن التقديرات تتحدث عن نحو 300 جريح في السنة. اي جريح واحد كل يوم تقريبا، ويدور الحديث عن تقدير وليس عن معطى منظم، لانه يتبين بان هذا المجال يعاني من نقص في التبليغ. جريح أقل مسجل، مشاكل أقل للمشكلة الجوهرية، مشاكل اقل للمقاول المنفذ.
بكلمات اخرى، رغم أن التقديرات هي ان نحو 60% من عموم المصابين في حوادث العمل في الاقتصاد هم عمال بناء، 10% فقط يظهرون في سجلات التأمين الوطني كمستحقين لمستحقات المتضررين.
وهكذا دخل الى الاحصاء امس ايضا غازي ابو سبيتان واحمد الصياد، كلاهما من شرقي القدس، في الثلاثينيات من عمريهما، وحسب بعض الصور التي نشرت حتى الان فإنهما ابوين لاطفال سقطا من سقالة مؤللة، كما جاء في البلاغ، نوع من مغسلة كلمات، اكثر مما تفيد لفهم ما حصل فإنها تشوش الامر الاساس. 
والامر الاساس هو انه في حي بابلي شمال تل أبيب، تبني شركة "تشوفا" مشروعا اعتباريا، ومن يعمل هناك، يواجه خطرا كبيرا أيضا، لدرجة احتمال انهاء حياته هناك، هم ابو سبيتان والصياد واخوتهم او اقرباؤهم وآخرون مثلهما.
وبعد ان هبطوا من ارتفاع رهيب الى الأسفل، تنشر معطيات تفيد بان من كان ينبغي له ان يعرف عن المخاطر، ويعمل على تقليصها، لم يفعل هذا، او على الاقل فإن عمله ليس كافيا. في كتاب نقل مثلا الى وزيرة الاقتصاد قبل اسبوع ونصف الأسبوع، حذرت المجموعة لمكافحة حوادث البناء، والتي تعمل بتطوع!، من ارتفاع في عدد المصابين وانخفاض كبير في حجم الانفاذ. 
ما يذكرنا، وكيف لا، بالكشف الاخير المتعلق بالتنكيل بالمرعيين في المؤسسات لمصابي الجسد والنفس. تنكيل يتواصل لسنين، ولا يعرف به المدراء، ولم يكن بين المرضى من يحذر ووزارة الرفاه لم تراقب. مجموعات كاملة من السكان المكشوفين للجمهور الغفير، المكشوفين للمؤسسة ايضا، ممن ليس لهم قوة انتخابية وليس هناك من يمارس ضغطا من أجلهم.
"المالك لا يرى ولا يعرف"، يقول أحد المتطوعين، "المقاولون في الميدان يحتاجون لان يعرضوا الحد الاقصى من النتائج في الحد الادنى من النفقات وبسرعة، لان الشارين الذين استثمروا عشرات الملايين في كل شقة ينتظرون. 
الرقابة، حتى بعد مضاعفة الاعداد، ليست كافية. الشرطة لا تحقق، اذا لم يضربها هذا في الوجه، وهكذا ايضا النيابة العامة، واذا ما وصل احد ما الى المحكمة، سيتبين له كم تنصت المنظومة لصرخاته". وغازي ابو سبيتان واحمد الصياد؟ هما لم يعودا على اي حال قادرين على الصراخ.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب