news-details

خطاب رئيس الأركان استفزاز زائد| عاموس جلعاد

اذا لم يتحقق اتفاق سياسي من شأن ايران ان تتقدم في برنامجها العسكري النووي – وهذا تهديد استراتيجي حقيقي على اسرائيل. واذا لم تنل اسرائيل في نهاية المطاف تأييد الولايات المتحدة واوروبا، فمن شأنها ان تبقى وحدها والمخططات المختلفة لن تخرج الى حيز التنفيذ

رئيس الاركان هو شخصية اساسية في الامن القومي لاسرائيل. كل كلمة تخرج من فمه هي ذات أهمية استثنائية. وعليه، فاني اشعر بعدم ارتياح – ولكن واجب – ان اشرككم بإحساسي القاسي في اعقاب خطاب رئيس الاركان كوخافي أمس. وقف رئيس الاركان مواجهة ضد الاتفاق النووي الذي وقع عليه الرئيس الامريكي اوباما، والغاه من طرف واحد الرئيس ترامب.

فما بالك ان الرئيس الامريكي الجديد الذي تولى منصبه قبل اقل من اسبوع معني ويتطلع الى استئناف الاتفاق النووي اياه الذي الغاه سلفه. وتدعم الرئيس الامريكي في سياسته هذه قمة زعامة الادارة الامريكية، وعلى رأسها وزير الخارجية، مستشار الامن القومي ورئيس السي.اي.ايه.

كما يقول رئيس الاركان في خطابه انه كان يمكن للاتفاق النووي الاصلي ان يؤدي الى التحول النووي للشرق الاوسط، واقواله التي تقال علنا من شأنها ان تفسر في الولايات المتحدة كاستفزاز. لقد سبق لاسرائيل أن تعلمت في الماضي درسا عندما اصطدمت علنا مع اوباما، دون حاجة. لا شك ان الاتفاق الاصلي كان مثقبا بل وسيء، ولكنه أوقف البرنامج النووي العسكري الايراني. ومنذ الغى ترامب الاتفاق، تقدمت ايران في برنامجها لتطوير خيار نووي عسكري.

ان التعاون العسكري – الامني مع الولايات المتحدة هو عمود فقري مركزي للامن القومي لاسرائيل، وما هو المنطق بالتالي في تصريحات من شأنها ان تفسر كتهجم علني على رئيس وقمة الادارة الامريكية، الذين تسلموا لتوهم مهام مناصبهم؟ بدل التركيز على الحوار السري بين رئيس الوزراء والرئيس الامريكي، مما سيسمح لاسرائيل ان تؤثر على مضامين الاتفاق المتبلور وتحصل على مردودات أمنية بالمقابل، اذا ما كان اتفاق.

الى جانب ذلك، يجدر بنا أن نتذكر بان المساعدات الامنية – العسكرية الامريكية لاسرائيل لا تتحقق منذ سنتين كنتيجة لامتناع اسرائيل عن رفع طلب مرتب لتحقيق المساعدات. وكنتيجة لذلك تضررت شديد الضرر عملية تعاظم القوى اللازم في الجيش الاسرائيلي.

كما ان رئيس الاركان كشف النقاب عن انه أمر باعداد مخططات هجومية ضد ايران لاجل ان تمنع عنها قدرة عسكرية نووية. وحسب دروس الماضي، هل الخيار العسكري تجاه ايران ممكن دون تنسيق وتعاون مع الولايات المتحدة؟ الجواب لمن يشكك، هو لا. لا توجد امكانية كهذه. مكان الخطط العسكرية في الجوارير المخفية. اذا لم يتحقق اتفاق سياسي من شأن ايران ان تتقدم في برنامجها العسكري النووي – وهذا تهديد استراتيجي حقيقي على اسرائيل. واذا لم تنل اسرائيل في نهاية المطاف تأييد الولايات المتحدة واوروبا، فمن شأنها ان تبقى وحدها والمخططات المختلفة لن تخرج الى حيز التنفيذ.

يطرح السؤال هل اقوال رئيس الاركان هي نتيجة قرار سياسي - استراتيجي للخروج الى مواجهة علنية مع الامريكيين؟ يمكن التخمين بانه لا توجد هنا سياسة كهذه والا فهل رئيس الاركان، بصفته القائد العسكري الاعلى للجيش الاسرائيلي يفترض به أن يكون هو من يتسبب بالاستياء في واشنطن؟ يمكن أن نقترح بديلا يتمثل بمباحثات في المستوى الاعلى بين رئيس الوزراء ومبعوثيه مع الرئيس الامريكي وقمة الادارة الامريكية، يجدر أن تستنفد قبل ذلك مداولات سرية تقلص الاضرار وتعظم المقابل الامني لاسرائيل.

في السطر الاخير يجدر التوصية لرئيس الوزراء ووزير الأمن بان ينتهجا سياسة عاقلة من المفاوضات المحترمة التي تحترم الامريكيين والامتناع عن مواجهة علنية واهانات ضررها كبير ومنفعتها صفر. فهل ستردع الادارة الامريكية دبلوماسية علنية فظة؟ يبدو أن لا.

يديعوت أحرنوت- 27/1/2021

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب