news-details

خطورة الاتفاق بين البيت اليهودي وعوتمسا يهوديت

(حزب "البيت اليهودي" وقع على اتفاق مع ايتمار بن جفير زعيم عوتسما يهوديت، الذي يتباهى بصورة القاتل باروخ غولدشتاين في الصالون)

 

من حظنا أنه توجد انتخابات ثالثة في غضون سنة. هكذا اكتشفنا بأسرع مما كان متوقعا ما هو المعنى الكاذب لـ "الكتلة التقنية". ففي شهر شباط، ضج التيار الديني الصهيوني حينما تقرر التنافس في كتلة تقنية مشتركة مع "عوتسما يهوديت" (المنبثقة عن حركة كاخ الإرهابية- ملاحظة تحرير الترجمة) من أجل اجتياز نسبة الحسم العالية. 

وكان الحاخام رافي بيرتس، رئيس حزب "البيت اليهودي" (المفدال) قد وعد من فوق كل منصة بان أعضاء "عوتسما يهوديت" هم ضيوف فقط، وسييتم تطليقهم بعد الانتخابات. "هم ليسوا شركاء في معتقداتي، ولهذا فقد رفضت الوحدة وأواصل رفضها. هذا اتفاق تقني لزمن قصير"، وعد وضمن لهم المقعد الثامن في القائمة.  

كان المعارضون يعرفون جيدا بأن هذا تسويغ للدنس، والدخول من الباب الخلفي سرعان ما سيجعل عناصر "عوتسما يهوديت" ابناء بيت. ما كان ينبغي لهم أن ينتظروا ولاية كاملة كي يقولوا بأسف: "قلنا لكم". 11 شهرا وثلاث حملات انتخابية سرّعت مسيرة الاندماج. فالكتلة التقنية اصبحت صداقة شجاعة، والطلاق الاخلاقي الموعود، حلّ محله بكلمات عليلة "الوحدة" و"تقريب القلوب"، والمكان الثامن والمشكوك بامكانية تحققه اصبح المكان الثالث والمحترم. فمنذ الان، في صف واحد، يقف ارث زبولون هامر، واوري اورباخ والحاخام كهانا.  

يشير الفقه الى أنه يكفي القليل جدا من الدنس لتدنيس كل الطعام الحلال الذي في الوعاء، بينما الطعام الحلال لا يمكنه تطهير الدنس فيه، فقط لانه يوجد القليل منه الدنس. ثمة معنى للاندماج وأثره بعيد المدى، على المستوى الايديولوجي والتربوي أولا وقبل كل شيء. ولكن الايديولوجيا والقيم التربوية على نمط "بني عكيفا" استبدلت بمجموعة مناهضة للسلطة الرسمية، عنصرية واستفزازية. والعبث المزدوج هو أن بالذات الشركاء الطبيعيين للبيت اليهودي، الذين هم عناصر هئيحود هليئومي (الاتحاد الوطني) برئاسة بتسلئيل سموتريتش بقوا في هذه اللحظة خارج الاتفاق.

ولكن هناك أمر هام آخر يقال: خُمس مواطني اسرائيل يعرّفون كمنتسبين للتيار الديني الصهيوني، ولكن القسم الاكبر منهم لا يصوتون للحزب الذي يدعي تمثيلهم. تجدونهم في جملة احزاب اخرى، من الليكود، عبر أزرق أبيض وحتى في حزب العمل وشاس. هذه الظاهرة آخذة فقط في الاتساع من جولة انتخابات الى اخرى، ولا شك أن القوائم نفسها للاحزاب تشهد على القطيعة عن الجمهور أكثر من أي شيء آخر.  

الحاخام رافي بيرتس المتدين المتشدد، الذي معظم جيرانه في البلدة بالعموم يصوتون ليهدوت هتوراة، وقع على اتفاق مع ايتمار بن جفير، الذي يتباهى بصورة القاتل باروخ غولدشتاين في الصالون. واضح أن الغالبية الساحقة ممن يعرف نفسه كمتدين صهيوني ليس مع هذا الاتفاق. التيار الديني يتشكل من اناس رسميين، وطنيين ولكن حقا أنهم ليسوا انعزاليين، قومجيين وعنصريين. 

خسارة جدا أن هذه العلامة التجارية أممها حزب يصم باختياره جمهورا كاملا. في البداية كانت لا تزال قوة للاحتجاج ضد العار، اما الان فان الجمهور يرد اساسا بدحرجة العيون.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب