news-details

دم طفل صغير

عاد مالك عيسى أول امس من المدرسة. وكان قبل ذلك اتصل بأمه وطلب ان تأتي لاخذه، ولكنها قالت له ان حالة الطقس مريحة وانه يمكنه ان يأتي الى البيت مع شقيقاته الصغيرات دون مرافقة. عيسى هو طفل ابن 9 سنوات، وتربى في حي التنكيل في محافظة القدس في الشرطة، العيسوية. أبوه وائل قال امس لـ نير حسون من "هآرتس": "أنا أحبس اولادي في البيت بسبب المشاكل التي في القرية". وهكذا يحاول ان يحميهم من كل ضر قد يلحق بهم.

حين عاد الابن من المدرسة، كان قوات الشرطة متواجدة في القرية، وذلك على ما يبدو لغرض اعتقال احد السكان. وتجمهر الناس حول افراد الشرطة، فبدأ الاخيرون باطلاق النار. وعلى حد قول السكان، لم يكن في ذاك الوقت رشق للحجارة. كرة معدنية مغطاة بالمطاط اصابت الطفل، فاصيب في وجهه في رأسه اصابة قاسية. ثمة تخوف على بصره وضرر بالدماغ ايضا. نقل عيسى الى مستشفى هداسا جبل المشارف، ومن هناك الى هداسا عين كارم.

ادعت الشرطة: في اثناء عمل قوة شرطية نفذ استخدام لوسائل تفريق المظاهرات اصيب في اثنائها قاصر ابن 9. ملابسات الحالة تفحص". ان فحص ملابسات الحالة من الشرطة معروف تماما: شيء لن يخرج منه. الشرطي اطلق النار على الطفل، والموضوع لا يصل حتى الى أي تحقيق حقيقي. هكذا هو الحال حين يكون الضحية فلسطيني، حتى وان كان طفلا صغيرا.

في السنوات الاخيرة اصيب مئات من سكان شرقي القدس برصاصات مطاطية اطلقها افراد الشرطة، وفقد العشرات عيونهم. في 2014 استبدلت الشرطة الرصاصات المطاطية برصاصات اقسى تحدث اصابات اخطر.

 في مستشفى هداسا عين كارم ينزل في وضع حرج ايضا الطفل محمد اشتيوي، ابن 14 من كفر قدوم، اطفل الجنود رصاصة مطاطية الى رأسه. وفي المستشفى التأهيلي في بيت جالا يستلقي كالنبتة قريبه عبدالرحمن اشتيوي، طفل ابن 10 اطلق الجنود على رأسه نارا حية.

هؤلاء الاطفال وكثيرون آخرون هم ضحايا سياسة الاصبع الرشيقة على الزناد التي يتبعها جنود الجيش الاسرائيلي والشرطة في شرطة اسرائيل. حين يصل هذا الى الاطفال الفلسطينيين – فلا فرق بينهم وبين كبار السن، في نظر الجيش والشرطة الاسرائيلية. كلهم مخربون بالقوة. رخص حياة الفلسطينيين موحد، حياة الكبير كحياة الصغير.

ان السبيل الوحيد لاقتلاع النار التي لا تطاق هذه ضد الاطفال – حين يكون واضحا بانه لا يوجد خطر على حياة اولئك الذين اطلقوا النار عليهم – هو في تقديم المسؤولين عن ذلك الى المحاكمة. طالما تكتفي شرطة اسرائيل ببيانات عليلة عن "الفحص"، والناطق بلسان الجيش الاسرائيلي يقول ان "الشكوى معروفة له" عن النار ضد طفل، فان اطلاق النار على الاطفال سيتواصل بلا عراقيل. ليس هناك من يوضح للجنود ولافراد الشرطة بانهم حين يطلقون النار على الاطفال فانهم يرتكبون عملا اجراميا.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب