news-details

ذئب ذئب

*نتنياهو يبالغ في تصوير خطر حكومة الاقلية المدعومة من العرب. الجمهور معجب به ولكن لا يصدق ان الدولة في خطر*

 

شهدت الخانة 10 في مركز المعارض أزمنة أفضل، حتى مع نتنياهو. اعلان علق خلف منصة الخطابة، بالأحمر، الابيض، الازرق بالدرامية، هتف "اجتماع طوارئ، نوقف حكومة خطيرة متعلقة بداعمي الارهاب". ولكن الاجواء في القاعة لم تقل طوارئ. امتلأت الكراسي، ولكن فضاء واسعا، فارغا، انفتح خلفها. "انتهى لنا قليلا"، شرحت نائبة رئيس بلدية في مركز البلاد. "احداث اكثر مما ينبغي، هتافات النجدة اكثر مما ينبغي. لم نهدأ بعد من الانتخابات".

انقسم الجمهور الى قسمين: سياسيون بوظيفة كاملة، يمثلون الحزب في الحكومة، في الكنيست، في السلطات المحلية، في الشركات الحكومية، في منظمات العمال؛ ومعجبون ومعجبات بنتنياهو. النوع الاول جاء بحكم عمله. فالليكود اليوم هو حزب حاكم متجدر، شبع، سمين، يشبه اكثر فأكثر مباي التاريخي. كل ناشط حزبي يرفع عينيه الى رئيس معسكره.

أنا من معسكر حاييم كاتس، انا من معسكر اسرائيل كاتس، انا من معسكر جدعون ساعر، انا من معسكر جلعاد اردان. توقعت ان يشعل الخوف من ضياع الحكم النار فيهم. اما النار فلم تكن، ليس حقا. ولا حتى على المنصة، في الصف الذي خصص للوزراء وللنواب. وقد زيفوا تصفيقات عشية الانتخابات، حين دعاهم نتنياهو الى سطح الفندق لسماع بيان عن ضم ملفق لغور الاردن، وزيفوا تصفيقات امس.

وكان المعجبون والمعجبات. "هؤلاء ليسوا ليكوديون، بل بيبيون"، همس لي نشيط معروف. الكثير من النساء كبار السن، ممن جئن مجهزات يحملن اعلام الدولة. بعضهن رقصن على نغمات الموسيقى الشرقية، بعضهن اصطدن وزراء ونواب لغرض التقاط صورا مشتركة معهم، وكانت من جلبن معهن يافطات من البيت: محمد غانتس، حسن ليبرمان"، "نتنياهو نقي كالثلج"، "بيبي وسارة – ابدا لن تسيرا وحدكما"، "شاي نيتسان الى التحقيق"، "صراخ الشباب الذي سرق صوتهم لاحمد الطيبي"، "في الصناديق سرقت الانتخابات".

عندما دخل نتنياهو وقفن على الكراسي وانشدن له "بيبي ملك اسرائيل حي وموجود". وصوروه باجهزة الخلوي. "انظر كم هو ذكي"، قال لي احد المتحمسين. "في أزرق أبيض كلهم حمير. احد منهم لا يصل الى حزامه". سألته لمن صوت في الانتخابات. "انا. انا شاسي"، قال بهدوء.

"هذه لحظة مصيرية، حالة طوارئ، وفي حالة الطوارئ مطلوب اعمال طوارئ"، قال نتنياهو. "قادة أزرق أبيض..."،

"بوووززز"، هتف الجمهور. ".... قرروا تشكيل حكومة طوارئ تكون متعلقة بالقائمة العربية المشتركة. هذا خطر هائل على دولة اسرائيل، انكسار لم يسبق له مثيل".

الكلمات كانت أكبر من الحياة. نبوءات الخراب، ليس أقل. على لسان زعيم محبوب، رئيس وزراء قائم. توقعت من الناس أن يثوروا. ولكن شيئا لم يحصل. واصلوا التصوير، الضحك، الصراخ "بيبي"، والثرثرة فيما بينهم. قد تكون مخطئا، ولكن يخيل لي ان سنوات من الاحابيل، من الحيل اللفظية، من الالاعيب فعلت فعلها. هم معجبون بنتنياهو. ومعجبون باحابيله اللفظية، ولكنهم لا يصدقون نذر العدو التي يطلقها. "انظر كيف يضحك على غانتس"، قال لي احد ما في الجمهور.

هذا هو الثمن الذي يدفعه من يهتف "ذئب ذئب" حين لا يكون ذئب في الافق. معجبون به؛ لا يصدقونه.

"حكومة بدعم العرب هو أمر غير معقول. هذا مس خطير بامن اسرائيل. في الديمقراطية الاسرائيلية"، قال نتنياهو. على حد افضل ذاكرتي، عندما ثار الليكود والمعراخ الى حكومة وحدة في 1984 لم يقل شمير ان استخدام بيرس لاصوات النواب العرب هو خطر جسيم على أمن الدولة. الاصوات احصيت والحكومة اقيمت. ليس العرب هو من يقلقون العرب بل مصيره. يخيل لي أن هذا ما فهمه بعض من الحاضرين في القاعة على الاقل.

"ايمن عودة واحمد الطيبي"، قال نتنياهو، "بوووززز" ردت القاعة كرجل واحد.

يمكن الجدال في مسألة اذا كانت حكومة أقلية مع ليبرمان وبدعم من الخارج من قسم من القائمة المشتركة هي فكرة قابلة للعيش، او اذا كانت مثل هذه الحكومة قادرة على اداء مهامها. يمكن تذكير أزرق أبيض وليبرمان بوعودهم وبنفيهم في فترة الانتخابات. لكن نتنياهو يسير خطوة اخرى: يعرض النواب العرب كإرهابيين، وغانتس، ليبرمان وزملائهما كمؤيدي ارهاب.

قبل كل شيء، هذا ليس صحيحا؛ ثانيا، هذا خطير. نتنياهو يكرر في تشرين الثاني 2019 اخطاء تشرين الثاني 2015. عودة والطيبي يتعرضان منذ الان لتهديدات في الشبكات، وتهديدات على ابناء عائلتيهما ايضا. وباتت صورهما تظهر وهما يرتديان بزات الجهاد. قبل انشاد هتكفا، قال مدير الحفل، ميكي زوهر، لا تنسوا: نقف مساء غد في ميدان غورن في بيتح تكفا. يخيل لي اني سمعت آهة في الجمهور.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب