السؤال الذي يطرح نفسه، هل الرسائل لبايدن وروحاني والزعيم الروحي الاعلى في إيران، علي خامنئي، يرسل نتنياهو ايضا رسالة للساحة السياسية الداخلية في اسرائيل؟ على الاقل في المسألة الايرانية لا يوجد خلاف معروف بين نتنياهو وشريكه – خصمه، وزير الأمن بني غانتس. غانتس يتبع بشكل علني نفس الخط المتشدد الذي يطرحه نتنياهو بخصوص إيران. الاثنان سيعقدان بعد الظهر لقاء أول وجها لوجه بعد بضعة أشهر، ليس عبر "الزوم" وليس ظهر الى ظهر في الكنيست، بل في احتفال رفع الكؤوس قبل عيد الاستقلال، مع اعضاء هيئة قيادة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي.
حتى الآن، الهجمات المنسوبة لإسرائيل تحدث في ساعة سياسية حساسة. وتصعيد سياسي يمكن أن يكون هو القشة التي ستقصم روح المعارضة لدى نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش، اللذين ما زالا يرفضان، كل واحد لاعتباراته الخاصة، الانضمام الى حكومة اليمين (الكامل) التي يقترحها نتنياهو (إذا تجاهلنا الدعم الذي يريد تجنيده من جانب اعضاء الكنيست من راعم – اعضاء الحركة الاسلامية). هنا يوجد خليط غير صحي لاعتبارات أمنية وسياسية. الامور تجري حيث طوال الوقت من غير الواضح درجة اصغاء رئيس الحكومة للمسائل الامنية الملحة، في الوقت الذي فيه تقلقه التطورات الكثيرة في محاكمته.
ايضا وسائل الرقابة الاخرى على نشاطات جهاز الامن توجد في حالة سبات. الكابنت الامني تقريبا لا ينعقد، وفعليا هو لا يعمل منذ بضعة أشهر. لجنة الخارجية والامن لم تبدأ بعد بالعمل بعد أداء الكنيست الجديدة لليمين. ووسائل الاعلام، بشكل واضح، تنشغل في متابعة الفراشات السياسية ونظريات المؤامرة المزيفة.
في الوقت الذي فيه لجنة رؤساء الاجهزة التي تنسق نشاطات الجيش الاسرائيلي والشاباك والموساد، لم تعد كما كانت. العلاقات في داخل المثلث الذي يشمل رؤساء الاجهزة الثلاثة ليست من العلاقات المحسنة، والمنافسة بين هذه الاجهزة كبيرة رغم وجود تعاون عملياتي مثمر في جزء من الساحات. حتى حول فترة ولاية الثلاثة الكبار توجد علامة استفهام. رئيس الاركان، افيف كوخافي، ما زال ينتظر الاعلان عن تمديد فترة ولايته لسنة رابعة تبدأ في كانون الثاني القادم، كما هو متبع، (وزير الأمن الاسبق، افيغدور ليبرمان كان أكثر سرعة عندما صادق في مرحلة مبكرة على تمديد ولاية رئيس الاركان السابق غادي أيزينكوت).
فترة ولاية رئيس الموساد، يوسي كوهين، تم تمديدها لنصف سنة حتى حزيران، وقد تم تعيين بديل له ايضا هو نائبه د.، لكن في حينه تدخل المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، وأعلن أنه ربما تكون هناك مشكلة في المصادقة على التعيين في فترة حكومة انتقالية.
في حين أن رئيس الشاباك، نداف ارغمان، الذي كان يمكن أن ينهي فترة ولايته في الشهر القادم، استجاب لطلب نتنياهو بتمديد ولايته لأربعة أشهر (بعد الظهر صادقت الحكومة على التمديد). ولكن هذا التمديد لم يأت في ظروف عادية: نتنياهو يريد أن يعين في هذا المنصب رئيس هيئة الامن القومي، مئير بن شبات، المقرب منه. هذه الفكرة ووجهت بمعارضة كبيرة من قبل غانتس وتحفظ داخل الجهاز، على خلفية التقارب بين بن شبات ونتنياهو. من هنا يأتي تمديد فترة ولاية ارغمان. ايضا هذه في الاجهزة الثلاثة ليست ظروف سهلة لإدارة معركة معقدة جدا.
عاموس هارئيل
هآرتس- 12/4/2021
إضافة تعقيب