news-details

سفير الضم في إسرائيل

تبين استطلاعات من الاونة الاخيرة أنه بالكاد ثلث الجمهور تؤيد الضم، وهو عمليا يوجد في اسفل سلم أولوياته. خارج إسرائيل التحفظ على الضم احادي الجانب جارف. فليس فقط لا يوجد اجماع دولي على ذلك بل ان دول الاتحاد الاوروبي تهدد بالعقوبات. واضافة الى ذلك، فالفرضية بأن الدول العربية، ولا سيما دول الخليج، تؤيد خطة الضم، تبينت كعديمة الاساس. وكما حذر الاسبوع الماضي، بالعبرية، سفير اتحاد الامارات في واشنطن يوسف العتيبة، فإن الضم سيمس بالعلاقات بين إسرائيل وبلاده ومع دول عربية أخرى.

سخر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع من أزرق أبيض وقال انه لا يعرف ما هو موقفه بالنسبة للضم. غير انه موقفه النظري بالنسبة للضم هو الاخر لغز، ولا سيما في ضوء حقيقة أنه في السنوات الـ 11 التي ترأس فيها الحكومة لم يضم حتى ولا ميللمتر واحد. صحيح أن نتنياهو قرر الاول من تموز كموعد رسمي للاعلان عن خطة الضم، الا انه حتى خريطة الخطة ليست موجودة.

في الولايات المتحدة ايضا توجد مواضيع اكثر اشتعالا. فوباء الكورونا وموجة الاحتجاج يشغلان بال الرئيس دونالد ترامب، فما بالك حين تكون الانتخابات خلف الزاوية ووضعه في الاستطلاعات ضعف. ولكن كل هذا لا يوهن يدي رجل بلاد إسرائيل الكاملة من البيت الابيض، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان. فريدمان مؤيد للضم ويدفع باتجاهه، وبالتأكيد أكثر من رئيسي الوزراء الإسرائيليين وهو مصمم اكثر منهما الا يسمح لنافذة فرص المستوطنين بان تغلق دون ضم اكبر قدر ممكن من الارض مع أقل قدر ممكن من الفلسطينيين.

بهذا المفهوم ليس واضحا على الاطلاق من يمثل فريدمان. موقفه متطرف اكثر من موقف الأميركيين، اكثر من موقف حكومة إسرائيل، ومقاطع من الفلسطينيين. وتجدر الاشارة الى أن حتى مجلس المستوطنات "ييشع"، لأسبابه، يتنكر للخطة، هكذا بحيث أن رفاقه المستوطنين لا يسندونه. كـ "وسيط نزيه" سلوك فريدمان غير مسبوق.

بدلا من أن يتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وبدلا من أن يدفع رئيس السلطة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات، ينشغل فريدمان في الاسابيع الاخيرة في وساطة نشطة بين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس. لمن ينظر من الجانب، من اي جانب، واضح أن الاجماع الوحيد الذي يتطلع اليه فريدمان كـ "وسيط" هو إسرائيلي داخلي.

لإسرائيل توجد جملة من المشاكل حتى بدون الضم الذي يعرض للخطر استقرارها، واستقرار المنطقة. وهي بالتأكيد لا تحتاج الى فريدمان كرئيس وزراء ثالث، يتجاوز رئيسي وزرائها من اليمين. يجدر بأحد ما أن يذكر فريدمان أنه بالاجمال السفير الأميركي في إسرائيل.

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب