هآرتس- 4/6/2020
*الضم يرسخ الأبرتهايد داخلنا ولا يمكن من مواصلة التفكير بأن الاشارات الاولية التي ظهرت على الارض هي مجرد اخطاء يمكن اصلاحها*
قطار الضم يتقدم ومن المهم عدم الاستسلام لوهم أن الأمر لا يتعلق بقصة كبيرة. وزير الأمن بيني غانتس الذي كان يشكل الأمل للحظة للمصابين بالأوهام في الوسط وفي اليسار، أمر بأعداد الجيش من اجل جولة عنف لا يمكن منعها. وما يجب قوله، ولم يتم قوله بما يكفي، هو أنه في معركة الضم فإن الفلسطينيين سيكونون هم الجانب المحق.
الاشخاص لهم حق في الحرية، وعندما يتم تهديد حريتهم فانه يوجد لهم ايضا الحق في المحاربة من اجلها. والوطنيون لهم حق في تقرير المصير، وفي ظروف معينة ايضا لهم حق في المحاربة من أجل تجسيدها، رغم أن كل خسارة هي تراجيدية، القوة المحتلة- التي هي في الاصل قوة تقوم بالاستغلال والضم- هي هدف شرعي في المواجهة، حتى في مواجهة عنيفة، التي هدفها تحرير وطني.
في إسرائيل غير معتادين على سماع هذه الأقوال. لأنه في إسرائيل توجد فقط قومية واحدة حقها في تقرير المصير هو حق مهم. وفقط أبناء هذه القومية يحق لهم المحاربة من اجل حريتهم، ومن ينفي أن القوات البريطانية المحتلة هنا كانت اهداف شرعية؟
ولكن للإسرائيليين لا يوجد أي خيار، لذلك عليهم الاعتراف بالحقائق. عندما يقف في جانب الفلسطينيون ويحاربون من أجل حريتهم ومن اجل حلم الدولة ومن اجل اراضيهم الخاصة، وعلى أسلوب حياتهم وارادتهم الذاتية، وفي الجانب الآخر يقف جيش السلب والضم، فإن العدل سيكون مع الفلسطينيين. أجل، ايضا حتى لو لم يكونوا لطيفين. أجل، حتى لو استخدموا العنف. واختيار العنف هو أمر تراجيدي دائما، وربما يكون أيضا خطأ تكتيكيا. ولكن من منهما هو الجانب المحق، هنا لا يوجد أي شك في اوساط الاشخاص النزيهين.
اذا كان الأمر كذلك فإن التراجيديا الحالية لا تتلخص بما يبدو في هذه الاثناء مثل السير نحو الحرب. هذه التراجيديا مضخمة بسبب أن حكومة إسرائيل هي التي تقودنا بشكل متعمد وبعيون مفتوحة إلى هذه الحرب، التي سنكون فيها بصورة واضحة وبلا أي شك، الجانب الشرير والظالم، والعدو سيكون هو الجانب المحق.
يمكن القول بأن هذا الوضع مر عليه زمن طويل. وهناك حق في هذه الأقوال حيث أنه قبل عشرين سنة تقريبا رفضت الخدمة في المناطق المحتلة (طبعا لم أكن أول من سلك هذا السلوك). ومع ذلك، أحيانا يوجد اهمية للتوجهات والنوايا وحتى الأمل.
وفي عملية أوسلو عندما خدمت لفترة في المناطق اعتقدت أنه اذا كانت قيادة الدولة تسير في الاتجاه الصحيح فإن على الجيش توفير الاستقرار. ولكن عندما أصبح الاتجاه التدميري لحكومة إسرائيل واضح (حكومة بنيامين نتنياهو الاولى)، قمت بالرفض.
الضم يتوقع أن يضع حدا لأمل حل الدولتين، وأن يضع حدا لوهم أن يكون هناك دولة في واقعها هي غير محتلة وظالمة. الضم لن يسمح باستمرار الخضوع لخطوات الحكومة من خلال التفكير بأنه مع ذلك يوجد هنا "ديمقراطية"، وأنه "يجب احترام حكم الأغلبية". الضم، إلى جانب كونه غير قانوني بالطبع، إلا أنه يرسخ الأبرتهايد في صلب الدولة ولا يمكن من مواصلة التفكير بأن الاشارات الأولية التي ظهرت على الارض هي مجرد خطأ يمكن اصلاحه. الآن يظهر استهزاء من التفكير بأن قمع ملايين الاشخاص الذين ليست لهم حقوق، يمكن أن يحصل على الشرعية لأن له اغلبية في اوساط من يقوموا بالاضطهاد. ولكن ازاء الأبرتهايد الذي يمأسسه الضم فإن هذا التفكير سيكون أمر مثير للسخرية بشكل خاص.
الاستنتاج واضح: شخص نزيه لن يوافق على الخروج مسلحا في شوارع مدينة من أجل أن يكون الجانب غير المحق في حرب دموية. شخص عقلاني ونزيه لن يوافق على تعريض حياته للخطر من أجل خدمة مصالح غريبة وطموحات مسيحانية لمجانين.
لا تصدقوا العنصريين الذين يقومون بالاضطهاد والسلب، والذين يواجهون التهديد بالرفض بواسطة الأحاديث عن الديمقراطية. يجب عليكم الاعلان مسبقا. قولوا من الآن بأنكم لن توافقوا على أن تكونوا جزء من حرب غير عادلة، حرب يرفرف عليها علم اسود من عدم القانونية، حرب فيها العدو هو المحق.
صحيح، ليس كل أفعاله ستكون قابلة للدفاع عنها من ناحية اخلاقية، لأن أي هدف مبرر لا يبرر المس المتعمد بالمدنيين. ولكن لديكم لا يمكن أن يكون هناك أي عملية قابلة للدفاع عنها من ناحية اخلاقية. لأنكم في الجانب الذي يقوم بالاضطهاد.
أعلنوا تحت كل شجرة خضراء بأنكم لن توافقوا على المشاركة في هذه الجريمة الكبيرة، وارفضوا الرقص على أنغام قيثارة الحرب، حينما يكذبون عليكم، ويقولون لكم إن هذه ديمقراطية. ربما خطوة كهذه، ربما، ستضع عصا في دواليب الضم المتوقع.
إضافة تعقيب