هآرتس- 7/6/2020
المستوطنون أمثال رفيفي وأعضاء ميرتس يمكنهم أن يكونوا أصدقاء في نفس الحزب الكبير برئاسة بنيامين نتنياهو وبني غانتس
دونالد ترامب يمسح في هذه الأيام اليمين الإسرائيلي بالضبط مثلما مسح إيهود باراك اليسار بواسطة تصريحه "لا يوجد شريك". هذا هو الاستنتاج المطلوب من تهجم رئيس مجلس المستوطنات "ييشع"، دافيد الحياني، على ترامب وياريف لفين، والادعاء بأن ترامب ليس صديق حقيقي لإسرائيل.
المغزى هو أن القليل الذي بقي من اليمين الإسرائيلي يتحصن في موقف يطالب بالملكية على جميع الضفة ويرفض أي تنازل للأراضي وأي ذكر لإقامة دولة فلسطينية حتى لو في الاطار المقلص جدا الذي لا يوجد له أي احتمال للموافقة من قبل الفلسطينيين. معظم اليمين يؤيد تقريبا مصالحة اقليمية حسب نسبة 30: 70.
وخطاب المستوطنين الذين يؤيدون الضم الآن، حسب خطة ترامب هو أقل اهمية. النقطة الحاسمة هي أنه بموافقتهم على هذا الضم فهم يلتزمون بالتنازل عن 70% من اراضي الضفة والسماح بإقامة دولة فلسطينية. دولة غير قابلة للحياة، لكنها مع ذلك دولة.
حول ماذا بالذات يجري النقاش بين رئيس مجلس افرات، عوديد رفيفي، وبين اعضاء ميرتس الذين يمثلون الطرف اليساري للصهيونية؟ ميرتس ستؤيد أي خطة تؤدي إلى اقامة دولة فلسطينية على أكثر من 90% من اراضي الضفة، وتبقي في أيدي إسرائيل الكتل الاستيطانية والسيطرة الامنية الفعلية على غور الاردن حتى بدون ضم رسمي.
الحديث يدور بناء على ذلك عن نقاش بين اصدقاء، شركاء في الطريق والفكرة، على حوالي أكثر بقليل من 20% من اراضي الضفة. وعلى حوالي 15 مستوطنة معزولة يطالب ميرتس بإخلائها. هذا نقاش على التوقيت وعلى ما هو أفضل لليهود، الضم فورا مع اعتراف أميركي فقط، أو بعد ذلك مع موافقة دولية واسعة، ربما دعم من الاتحاد الاوروبي والدول العربية المعتدلة وفي اطار اتفاق مع الفلسطينيين.
المستوطنون بصيغة رفيفي واعضاء ميرتس يمكنهم أن يكونوا اصدقاء في نفس الحزب الكبير برئاسة نتنياهو وغانتس، والذي يشمل بالطبع ايضا الاجزاء المعتدلة والبراغماتية في حزب يمينا الذين يمثلهم رفيفي. القطاعات الإسرائيلية الوحيدة التي ستبقى خارج الحزب الإسرائيلي الكبير هي الاصوليون (لأسباب مصلحية قطاعية ضيقة، لأنهم بالتأكيد يؤيدون هذه السياسة) والعرب واليسار غير الصهيوني والمستوطنون المسيحانيون والمتزمتون. في الواقع، في اعقاب خطة ترامب سيتجمع (أو ينهار) معظم المجتمع الإسرائيلي في معسكر ايديولوجي واحد كبير.
حتى الآن الواقع. والآن إلى الوضع الافتراضي: اذا تمكن الفلسطينيون من فهم التطور الدراماتيكي هذا واتخذوا خطوات تؤجل الضم الذي يخطط نتنياهو للقيام به في بداية شهر تموز (انظروا، "عباس يريد الضم"، الوف بن، "هآرتس"، 4/6)، وازاء حقيقة أن ترامب ايضا كما يبدو معني الآن بتأجيل الضم وأن جو بايدن يمكن أن يستبدله في تشرين الثاني، فإن كل ما سيبقى من "خطة القرن" هو انهيار اليمين الإسرائيلي، الذي لن يستطيع التراجع عن موافقته على التنازل الجغرافي المتمثل بـ 30 إلى 70، واقامة دولة فلسطينية.
لا يمكن معرفة إلى أين سيؤدي مسح اليمين واختفائه على اعتبار أنه القوة المركزية في السياسة الإسرائيلية. ولكن اذا كانت الرياح التي ستهب من البيت الابيض ستكون ديمقراطية بدلا من الترامبية، فإن من شأنها أن تقود إلى موافقة مستقبلية للحزب الإسرائيلي الاكبر (الذي سيكون متجانس أكثر بعد استقالة نتنياهو وسيمهد الطريق لانضمام لبيد وليبرمان) على تنازل بعيد المدى بشكل اكبر، قريب اكثر من اقتراحات باراك واولمرت. وعلى ذلك نحن نشكر صديق إسرائيل دونالد ترامب.
إضافة تعقيب