news-details

شيء ما سيء يحصل في اميركا

*حتى لو لم تكن لاسامية مؤطرة من الصعب الجدال مع الخوف المتزايد لدى يهود الولايات المتحدة*

 

توجد في الولايات المتحدة لاسامية. كانت توجد دوما، منذ وصل اوائل اليهود الى العالم الجديد في القرن السادس عشر وبدأوا يستقرون فيها في القرن الثامن عشر وحتى موجات الهجرة الكبرى في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

في السنوات الـ 50 إلى 60 الاخيرة لا توجد في الولايات المتحدة لاسامية مؤطرة، وكل نوع من اللاسامية يعتبر غير شرعي ظاهرا وغير قانوني بقدر ما يدور الحديث عن تحريض علني او تمييز واضح. وعليه، فان كل بحث في اللاسامية في الولايات المتحدة محظور أن ينبع من الحادثة الاخيرة او فقط من تراكم المعطيات. هذا تشويه. محظور أن نتشوش: الولايات المتحدة ليست دولة لاسامية، ولا يوجد خطر على 5.3 مليون من يهودها.

في كل ما يتعلق بظاهرة وتواتر اللاسامية فيها يوجد تناقض هائل. من جهة، اللاسامية في الولايات المتحدة، بالمنظور التاريخي، اختفت. فاندماج اليهود وتمثلهم ناجح، ولا توجد الآراء المسبقة ضد اليهود الا في تراجع كبير، واليهود يعتبرون كجزء من مبنى القوة للمجتمع الأميركي منذ منتصف القرن العشرين وبالتأكيد في الـ 30 إلى 40 سنة الاخيرة. 

اذا فحصنا تواصل الوجود اليهودي منذ العام 70 للميلاد، فلا يوجد تجمع يهودي اكثر نجاحا، اكثر ازدهارا، اكثر ثراء، اكثر حرية من الملاحقات ويتمتع بحرية دينية اكبر من يهود الولايات المتحدة. والمنافسة الوحيدة هي مع دولة اسرائيل. 

من جهة اخرى، منظمات تجمع وتحلل المعلومات عن اللاسامية تنشر معطيات عن ارتفاع كبير في مظاهر اللاسامية، ويوجد احساس من الخوف وعدم الامان يشعر به يهود الولايات المتحدة منذ بضعة عقود. ومع الثقافة العامة والسياسة الأميركية التي ترفض اللاسامية بشكل مطلق لا يمكن الجدال. اما مع الاحساس بان شيئا سيئا يجري فلا يمكن الجدال ايضا.  

نشرت العصبة ضد التشهير، المنظمة الاكبر والاكثر مصداقية، بانه في النصف الاول من العام 2019 سجلت 780 حادثة لاسامية (معطى يشابه 2018)، عن الطيف الذي بين التنكيل بيهودي في القطار التحتي، افساد كنس، افساد قبور، نشر مواد لاسامية عن منظمات "التفوق الابيض"، وانتهاء بحوادث اطلاق نار وقتل موجهة ضد اليهود مثلما في جيرسي سيتي في نهاية الاسبوع في كنيس "شجرة الحياة" في بطرسبورغ في تشرين الاول 2018، او اطلاق النار في مدرسة باركلاند، فلوريدا في شباط 2018. قسم من هذا ينبع من تمكين "التفوق الابيض" من جانب ترامب. قسم ينبع من الشبكات الاجتماعية والاتصالات التي تربط اللاساميين والمجانين بسهولة لم تكن متاحة من قبل.  

ثمة اربعة انواع اساسية من اللاسامية: "مؤسساتية" عنصرية مسيحية لكراهية اليهود؛ لاسامية على نمط "بروتوكولات حكماء صهيون" بموجبها اليهود اغنياء، ينشغلون بالمال، يسيطرون على البنوك، على وسائل الاعلام وعلى السياسة؛ لاسامية "التفوق الابيض"؛ واللاسامية التي تسللت الى النقد المشروع حتى وان كان لاذعا وحقيرا، على اسرائيل والصهيونية.  

من كل هذه النوعان الاخيران هما النشيطان فقط. كل لاسامية منكرة. هذا مثير للحفيظة ومنفر، ولكن لا يجب المبالغة في المعاني.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب