*أحد من بين اعضاء الليكود لم يشكك بزعامته. اما حملة الانتخابات القامة فيبدأها نتنياهو بالقدم اليسرى: بدون الكتلة ومع انشقاق في الليكود في آن معا. جولة الانتخابات الرابعة ستكون قصة مختلفة تماما*
لجدعون ساعر يوجد في هذه الاثناء التأثير الاكبر حتى الان على معركة الانتخابات القريبة القادمة. فقبل نحو اسبوعين اتخذ ساعر خطوة دراماتيكية تمثلت بالانسحاب من الليكود واقامة حزب جديد، حين أعلن بانه سيتنافس على رئاسة الوزراء واصبح في غضون بضعة ايام المرشح الاكثر تهديدا من داخل الليكود واليمين على نتنياهو منذ عقد.
لا غرو أن نتنياهو نفسه حاول يوم الاثنين من هذا الاسبوع تأجيل نهاية الكنيست الـ 23 ومنع الانتخابات في اللحظة الاخيرة. يفهم نتنياهو انه بدون ساعر وبدون بينيت لا حكومة يمين له وهو لا يثق باي منهما. فهل قلعة بلفور تهتز؟ هذه المرة "حكم اليمين" في قطر ليس بسبب اليسار بل بسبب اليمين.
ان الخطوات السياسية التي اتخذها جدعون ساعر في العام 2020 تذكرنا بالخطوات السياسية التي اتخذها ارئيل شارون في 2005، عندما انسحب من الليكود واقام كديما. المقارنة تظلم ساعر: فشارون فكك الليكود عندما كان نتنياهو ضعيفا ومرضوضا سياسيا. اما ساعر فيحاول تفكيك الليكود بينما نتنياهو هو أحد رؤساء الوزراء الاقوى الذين كانوا هنا. ومع ذلك، فلبنة إثر لبنة، ينجح ساعر في المس بالليكود وأخذ النواب من القائمة الى حزبه الجديد.
من الصعب التقليل من أهمية انسحاب زئيف الكين. فهذه هي الخطوة الاكثر اهمية لساعر تجاه حزبه الام السابق. الكين ليس مغناطيس مقاعد كما أنه ليس شخصية كاريزماتية، ولكنه المحرك من خلف خطوات سياسية كثيرة في الليكود وأحد المستشارين القريبين من نتنياهو. يرى نتنياهو في الكين وفي يريف لفين لاعبي شطرنج كفؤين. فقد ادارا في حينه الائتلاف بحكمة واخذا بالاتصالات الائتلافية الى هدفها في ساعات الازمة.
الكين لم يلقِ امس بخطاب انسحاب عادي. فقد تقدم بلائحة اتهام سياسية وجماهيرية ضد نتنياهو وضُرب في يده الضعيفة. اعداء نتنياهو السياسيين اعتادوا على أن يضربوه ويخبطوا به بقوة. ولكن عندما يأتي هذا من احد الاشخاص المقربين منك، ذاك الذي يعرف كل أحابيلك والاعبيك (ربما كان شريكا فيها) فان الامور تتخذ معنى آخر.
"اشعر أكثر فأكثر بان اعتباراتك الشخصية ونزوات محيطك القريب تحتل مكانا مركزيا أكثر فأكثر في سياق اتخاذ القرارات والتي معناها في احيان قريبة حرج لدرجة اسرائيل ومواطنيها". هكذا توجه الكين مباشرة الى نتنياهو وقال: "اعتبارك الشخصي يختلط بالاعتبار الوطني بل ويتغلب عليه أكثر فأكثر".
في المعارك الانتخابية الثلاثة الاخيرة نجح نتنياهو في الحفاظ على كتلة اليمين – الحريديم وابقاها كالحديد. أحد من بين اعضاء الليكود لم يشكك بزعامته. اما حملة الانتخابات القامة فيبدأها نتنياهو بالقدم اليسرى: بدون الكتلة ومع انشقاق في الليكود في آن معا. جولة الانتخابات الرابعة ستكون قصة مختلفة تماما.
يديعوت أحرنوت- 24/12/2020
إضافة تعقيب