أسرة تحرير هآرتس- 1/2/2021
الصور من الجنازة الجماهيرية في القدس أمس، هي شهادة ضُعف قيادة بنيامين نتنياهو. هكذا تبدو دولة، تخلى فيها رئيس الوزراء ووزير الامن الداخلي عن فرض القانون لاعتبارات انتخابية. فقد تم الزام الملايين بالاغلاق على انفسهم في بيوتهم على مدى اشهر، وحُكم على الاولاد (عدم) التعلم عن بعد، يوجد نحو مليون عاطل، عن العمل وعشرات الاف المصالح التجارية المغلقة، الكثير منها ليست ضحايا وباء الكورونا أو الوسائل الحيوية للقضاء عليها، بل ضحايا ضُعف نتنياهو الذي لم يفرض اغلاقا تفاوتيا، ولم يفرض الانظمة بشكل متساوٍ.
في ضُعفه السياسي أمام شركائه الحريديم الذين بدونهم ليس له حكومة، "حقق" لعموم الجمهور الاسوأ مقارنة بباقي العالم: بدلا من اغلاق تفاوتي، يتركز في المدن الحمراء (للحريديم في معظمها)، تطبيق قانون متفاوت، يغض النظر عن خروقات مرعييه السياسيين. هكذا يحصل لجمهور ناخبين يرغب نتنياهو بأصواتهم.
الالاف الذين شاركوا أمس في جنازة رئيس المعهد الديني "بريسك"، الحاخام مشولام هليفي سولوبايتشك، في ذروة اغلاق عام، فعلوا ذلك لانهم يستطيعون. كما ان رؤساء معاهد دينية، وزعماء حريديم دعوا جمهور الحريديم للمشاركة في الجنازة فعلوا ذلك دون أن يهابوا القانون والشرطة لانهم يعرفون بان نتنياهو والوزير المسؤول عن الشرطة، امير اوحانا، في جيبهم.
كما أن الشرطة تتعاون مع هذا العار. فقد جاء من الشرطة في الوقت الذي تغلق فيه الدولة، ويوجد اسرائيليون لا يسمح لهم بالعودة الى البلاد انه "استعدادا للجنازة... عملت الشرطة على حوار مسبق... وتم تخفيف قيود الوصول اليها". فلا يعقل ان تكون هناك جماعة تحظى بمعاملة شرطية VIP.
ولكن اصبع الاتهام في الاستخفاف الجماهيري بالقانون يجب توجيهه الى نتنياهو وأوحانا. فلو كانت العلاقات بين نتنياهو وممثلي الحريديم في الحكومة سليمة وليست علاقات خاوة، لما كانت قيادة الحريديم تتصرف وكأنها فوق القانون. عندما تعمل هذه القيادة باسناد ضمني او صريح من نتنياهو، والشرطة، بروح القائد اوحانا تغض النظر على مدى اشهر عن خروقات القانون في جمهور الحريديم، فلا عجب في أن يتم مثل هذا الحدث الجماهيري في اثناء الاغلاق. من الصعب أن نطالب الشرطة بأن تفرق بالقوة الجنازة الجماهيرية. الامر الذي يمكن أن ينتهي بمصيبة.
الان تذكر الجميع بأن ينهض ليصرخ: نائب وزير الصحة، يوآف كيش كتب يقول: "بعد ذلك نتفاجأ لماذا لا يقلص الاغلاق الإصابة"، ورئيس الائتلاف، ميكي زوهر، كتب يقول: "الصور من الجنازة الجماهيرية في القدس مؤسفة"، وطالب بتطبيق للقانون. يمكن التفكير بأن الحديث يدور عن المتظاهرين في بلفور، وليس عن جهات رفيعة المستوى في الحكومة.
نتنياهو وحكومته أفلسا. يجدر التعلل بالامل في أن يكون الجمهور يفهم هذا، وسيدفعان على ذلك الثمن في صندوق الاقتراع.
إضافة تعقيب