يديعوت أحرنوت- 1/11/2020
الحقيقة، هي أنه لا يخجل. وهو يجسد لمن يريد أن يقودنا بان الطريق الى مكتب رئيس الوزراء يسمح له بان يستخدم اي حجة. الغاية هي الأساس
1. اقترح هذا الاسبوع الحاخام رافي بيرتس الذي كان في السنة الماضية وزير التعليم لدقيقة، سن قانون يلزم جهاز التعليم بان يحيي يوم وفاة راحيل أُمنا الذي يحل في الحادي عشر من شهر حشفين الى جانب يوم الذكرى ليتسحاق رابين. ولكن دون صلة بالاقتراح، ففي غير قليل من المدارس الدينية يعملون هذا، كمهرب من واجب الاهتمام بتاريخ رابين وبأهمية الديمقراطية. "لماذا، ما الذي فاتني؟" اجابني شاب ديني ابن 31 عندما سألته إذا زار مركز رابين. فقال: "لم أزر ولن أزور".
2. يوم الخميس الماضي، يوم الذكرى الرسمي ليتسحاق رابين، عقد درس مغطى اعلاميا شارك في اطاره تلاميذ من 1.400 مدرسة في ارجاء المدرسة في جولة في متحف على اسم رابين. وقد مروا بين محطات حياة رابين، الذي تعلم في مدرسة كدوري الزراعية، قاتل في البلماح، كان رئيس الاركان السابع للجيش الاسرائيلي، محرر القدس في حرب الايام الستة، رئيس الوزراء في ولايتين، شريك في التوقيع على اتفاقات اوسلو مع ياسر عرفات وقتل في 4 تشرين الثاني 1995.
60 مدرسة فقط من التيار الرسمي الديني اعربت عن موافقتها على تسيير الجولة الافتراضية الرامية الى حفظ شخصية وعمل اسحق رابين الراحل. ومع أن الجولة في مركز رابين كانت مجرد واحدة من اعمال التخليد التي عرضت على المدارس، ولكن يحتمل أنه بعد 25 سنة من اغتيال رابين لم تهدأ حدة الخلاف بين عناصر المجتمع الاسرائيلي. فرسالة قسم من مسؤولي جهاز التعليم الديني يمكني ان توجز في جملة واحدة: عزاؤكم ليس عزاءنا.
واضافة الى ذلك: جعلتم اغتيال رابين اتهاما لكل اجزاء المجتمع الديني – القومي. وتحولت احتفالات الذكرى الى حدث سياسي ذي طابع سياسي. نحن لن نكون شركاء للرؤى الصادرة عن هذه الاحتفالات.
تقول محافل في مركز رابين انه على مدى السنين يمتنع مدراء المدارس الدينية عن ارسال التلاميذ لزيارة المركز. فمتى سيحل تغيير على هذا النهج؟ سألت. "فقط بعد أن يحل في جهاز التعليم جيل جديد لم يكن شاهدا على ما وقع قبيل الاغتيال".
3. عدت هذا الاسبوع لما كتبه فؤاد عجمي، مؤرخ لامع من أصل لبناني في كتابه "قصر احلام العرب" - والذي وصف بروعة ما حصل في تلك السنين التي مد فيها رابين يده لياسر عرفات.
"اغتيال رابين كان اغتيال الاب. فالهدية الاكبر التي اعطاها رابين لشعبه كانت الانتصار في حرب الايام الستة في 1967. قاتله، يغئال عمير، شاب ابن 25، خريج التيار الصهيوني والمسيحاني وطالب القانون، ولد بعد ايام الخطر اياها.
في روحه، ارضه المحتلة كانت جزءا من بلاده. مع انتصار حرب الايام الستة واحتلال بلاد التوراة وقفت اسرائيل امام اغراء كبير: "شهر، سنة أو جيل سيتعين علينا أن نبقى كمحتلين في اقالي تتوق اليها قلوبنا بسبب المخزون التاريخي""، كتب الكاتب عاموس عوز في كتابه "هنا وهناك في بلاد اسرائيل". "لم نحرر الخليل ورام الله والعريش ولم نخلص سكانها حين احتليناها ونحكمها الى أن تضمن سلامتنا".
"رجال الصهيونية الدينية ما كانوا مستعدين لان يكتفوا بذلك"، أجمل عجمي.
بكلمات اخرى، هوامش في المجتمع الاسرائيلي فرضوا على الاغلبية الصامتة فكرهم. في نظرة الى الوراء يمكن القول انه كان الحديث يدور عن قطارين يندفعان على سكة واحدة الواحد قبال الاخر، وانتصر قطار المستوطنين.
4. "خمسة شبان"، كتب فؤاد عجمي، "قاتل رابين وأربعة انتحاريي حماس الذين هاجموا في عسقلان، في القدس وفي تل أبيب في شتاء 1996، جعلوا التاريخ الجديد الذي كان يفترض أن يخلق شرق اوسط جديد كأداة فارغة مكانها في سلة مهملات التاريخ. فقد اخاف الارهاب سكان اسرائيل بقدر يكفي لترجيح الكفة في صالح الليكود والائتلاف الديني القومي حليفه".
5. روى مارتن ايندك في الماضي بانه في حفل ضريح رابين في الساحة امام الكنيست قال له نتنياهو انه كان سيهزم رابين حتى لو لم يقتل (نتنياهو نفى) وفي الايام الاخيرة تبنى نتنياهو الاغتيال المنكر كأداة في صراعه للبقاء ولمواصلة نشر التحريض على كل من نهض لانتقاده. عن نفسه فقط يتحدث حين يحذر من التهديدات التي تطلق على حياته وعلى حياة ابناء عائلته.
الحقيقة، هي أنه لا يخجل. وهو يجسد لمن يريد أن يقودنا بان الطريق الى مكتب رئيس الوزراء يسمح له بان يستخدم اي حجة.
الغاية هي الأساس.
إضافة تعقيب