*يصعب عليّ أن اصدق نتنياهو حين يلوح بانجازاته الرائعة وبانجازات اسرائيل في مواجهة الازمة، لانه رغم الاسى الحقائق معاكسة. ليس الجمهور مذنبا في قصور رزم الفحص، في فتح بوابات مطار بن غوريون للفيروس وفي ترك الطواقم الطبية لمصيرهم. كنت سأحترمه لو انه قال: أخطأنا ونحن الان نصلح الخطأ*
مع كل نقاط ضعف النظام في اسرائيل، بقي شيء واحد لا جدال فيه: احترام الحسم في صندوق الاقتراع. رابين أخلى كرسيه لبيغين؛ شمير أخلى كرسيه لرابين؛ بيرس أخلى كرسيه لنتنياهو؛ نتنياهو أخلى كرسيه لباراك؛ باراك أخلى كرسيه لشارون؛ اولمرت أخلى كرسيه لنتنياهو.
أي منهم لم يحب اللحظة التي اضطر فيها لان يخلي اغراضه من بلفور، ولكن كل واحد منهم فهم بان لا مفر حتى الان. ما يوجد على جدول الاعمال في هذه النقطة الزمنية ليس فقط القانون، القضاء، قواعد اللعب، بل مجرد ثقة المواطنين بالنظام، بالدولة. بالكلمات التي قالها نتنياهو هذا الاسبوع في موضوع آخر: هذه ليست لعبة.
انتخابات اذار 2020 هي الاولى التي لا يقبل فيها الحزب الحاكم حكم الناس. 17 يوما مرت منذ الانتخابات، والليكود يرفض الاعتراف بنتائجها. هذا بدأ فور اغلاق الصناديق، حين شرع مقربو رئيس الوزراء في حملة في الشبكات الاجتماعية ضد لجنة الانتخابات المركزية والقاضي التي يترأسها بدعوى تزوير الانتخابات. كانت هذه كذبة مقصودة، نبأ ملفق من انتاج بلفور مثلما اعترف احدهم بعد ذلك. في المرحلة الثانية اقترحوا على نواب من الوسط- اليسار الفرار الى كتلة اليمين. وعندما لم ينجح هذا ايضا توجهوا للاستعانة بالكورونا.
بتنا نشبه روسيا: قل من الان فصاعدا ليس بنيامين نتنياهو- بل بنيامين بوتينياهو. وتفاديا لكل ادعاء: لا توجد صلة حقيقية بين ازمة الكورونا والدوس على الاجراء الديمقراطي. لقد بدأ الدوس قبل الازمة. والازمة هي مجرد عذر. مثلما في الكورونا، عدد حاملي الفيروس اكبر من عدد المرضى.
كل مساء اشاهد البيانات التي يطلقها رئيس الوزراء من على المنصة (الحدث يسمونه مؤتمرا صحفيا، رغم أنه بعيد عن أن يكون مؤتمرا وليس فيه صحافيون. مجرد مناجاة على لسان البطل)، وآمل من كل القلب ان يكون المشاهدون يصدقونه. اما انا فصعب علي: مرات كثيرة جدا صرخ نتنياهو ذئب ذئب، والذئب لم يأتِ، بل واحيانا لم يكن، بحيث يصعب عليّ أن اصدقه حتى عندما يكون ذئب حقيقي.
يصعب عليّ أن اصدقه حين يلوح بانجازاته الرائعة وبانجازات اسرائيل في مواجهة الازمة، لانه رغم الاسى الحقائق معاكسة. ليس الجمهور مذنبا في قصور رزم الفحص، في فتح بوابات مطار بن غوريون للفيروس وفي ترك الطواقم الطبية لمصيرهم. لقد كانت لاسرائيل معطيات أولية طيبة مقارنة بدول اخرى واضاعتها. كنت سأحترمه لو انه قال: أخطأنا ونحن الان نصلح الخطأ.
انه يأخذ معه الى مطارح عدم الثقة كبار رجالات وزارة الصحة ايضا. يخيل كأن شخصا ما قال لهم: "يعتقد الاسرائيليون انهم في اجازة كورونا. أخيفوهم: فقط اذا ما أخفتموهم حتى الموت سيبقون في البيت".
وعندها يقف مدير عام وزارة الصحة موشيه بار سيمان توف وهو شخص مستقر بشكل عام، ويعلن عن "آلاف كثيرة من الموتى. اذا كان هذا هو التوقع، فإن وضعنا اسوأ بكثير من وضع اسبانيا. في هذه الاثناء لم يمت في اسرائيل حتى ولا شخص واحد. لم يحن الوقت بعد لحفر القبور في الحدائق العامة.
قد يبدو هذا تافها، ولكن مسموح أن نتوقع ممن يزايد على الاخرين ان يحترم بضعة قواعد حذر اساسية. فمسؤولو وزارة الصحة يتحدثون في ميكروفونات رطبت ببصاق من سبقهم، يلمسون بايديهم الاسطح التي لوثت ويكثرون من الحديث عن المسافة الاجتماعية بينما خلفهم، في استديو التلفزيون المكشوف، يحتفل القرب الجسدي.
الوزراء يرتبون كراسيهم مثلما في العاب الاطفال، ولكن فور الحدث يتجمعون (ليتسمان على الاقل لم يعد هناك. اما قدوته الشخصية فهو يوفرها في المدارس الدينية في بني براك).
يديعوت أحرنوت- 19/3/2020
إضافة تعقيب