من الأفضل اتفاق جيد مع ايران يضمن وقف السلاح النووي في ايران ويوقف انتاج السلاح الدقيق في لبنان لـ 15 سنة الى الامام، من مواجهة مسلحة تؤجل المشكلة لسنوات قليلة فقط*
ليس استئناف الاتفاقات النووية بين الولايات المتحدة وايران مسألة هل بل متى. فمن اتصالات غير رسمية أجريت مؤخرا بين محافل في الطاقم المتبلور لسياسة الخارجية والامن لدى جو بايدن وبين محافل سياسية رفيعة المستوى في اسرائيل، تبين أنه تتبلور في الادارة المستقبلية منذ الان صيغة لاستئناف المفاوضات مع ايران.
فضلا عن ذلك، فإن عرض الصيغة الامريكية لاتفاق نووي واستئناف الاتصالات مع ايران يوجدان في أولوية عليا. فالطاقم الأمريكي يتشكل من انطوني بلينكو، الذي يعمل كمستشار بايدن للامن القومي، جاك سليبن، منسق موضوع السياسة الخارجية، وميشيل بلورنوي منسقة الطاقم الذي يعنى في مواضيع الامن. إسرائيل الرسمية ليست في الصورة بعد. ان الاستراتيجية التي وضعها الطاقم هي مفاوضات مع الإيرانيين في مرحلتين وفي قناتين منفصلتين.
المرحلة الأولى – من لحظة دخول بايدن الى البيت الأبيض وحتى انتخاب رئيس جديد في ايران، في حزيران القادم. تقويم الوضع الأمريكي هو انه حتى انتخاب رئيس إيراني لن يكون ممكنا الوصول الى اتفاق ذي مغزى.
وعليه فإن الهدف في هذه المرحلة هو الوصول الى تفاهمات مع الإيرانيين حول تجميد الوضع: سواء في مجال نشر السلاح الباليستي والتدخل الإيراني الإقليمي، وفي محور مداولات منفصل: تجميد النشاط النووي العسكري. وبالمقابل سيكون الامريكيون مستعدين لان يتنازلوا عن العقوبات الأخيرة التي فرضها ترامب.
مع انتخاب رئيس جديد لإيران، يعتزم الامريكيون إدارة مفاوضات على اتفاق دائم في المجالين: النووي والإقليمي. وفي الولايات المتحدة يستعدون لسد "ثقوب" في الاتفاق الأصلي في 2015. المرحلة الثانية يمكنها أن تستمر لفترة طويلة، في اثنائها ستبقى العقوبات.
ان الخطة الامريكية المتشكلة هي إمكانية كامنة لخلاف بين وزير الأمن بيني غانتس وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. من ناحية نتنياهو لا بديل عن العقوبات – الى أن تتخلى ايران عن البنية التحتية النووية. اما حسب غانتس فلا ينبغي استبعاد المحاولة الامريكية استبعادا تاما ولكن كل صيغة يجب أن تتضمن عناصر لا توقف فقط تطوير السلاح النووي بل وأيضا نشر السلاح الباليستي في المنطقة بما في ذلك مصانع تدقيق إصابة الصواريخ في لبنان ووقف التدخل الإيراني في الإرهاب ضد إسرائيل.
وبتقدير محافل في جهاز الامن، فإن اتفاقا مع ايران، يتضمن العناصر التي تطلبها إسرائيل، سيشكل عامل لجم لاندفاع المنطقة الى حرب في لبنان. وتيرة التطورات، صحيح حتى الان في مجال انتاج الصواريخ الدقيقة في المصانع في لبنان من شأنه أن يلزم إسرائيل بمهاجمة هذه المنظومات هذه السنة. وقد وجه وزير الأمن الجيش لان يكون جاهزا للتدهور الى مواجهة شاملة في جبهة لبنان.
والمناورة العسكرية الكبيرة التي اجراها الجيش الإسرائيلي في الشمال كانت مثابة مراجعة عامة لمثل هذه ا لمواجهة. ووفقا لمحافل امن في إسرائيل: من الأفضل اتفاق جيد مع ايران يضمن وقف السلاح النووي في ايران ويوقف انتاج السلاح الدقيق في لبنان لـ 15 سنة الى الامام، من مواجهة مسلحة تؤجل المشكلة لسنوات قليلة فقط.
يديعوت أحرنوت- 8/11/2020
إضافة تعقيب