يديعوت أحرنوت- 18/10/2020
الحكومة تصر على عدم تعلم الدرس والمواطنون سيدفعون الثمن
في كتاب المؤرخة بربارة توخمان المعروف باسم "مسيرة السخافة" كشفت النقاب عن ظاهرة متكررة في تاريخ الشعوب: فالحكومات تنفذ سياسة تتعارض مع مصالحها ومصالح دولتها الحيوية، وذلك رغم التحذيرات العديدة من نتائجها حتى منذ البداية. وتضرب توخمان في الكتاب بنماذج تاريخية عديدة لـ "مسيرات السخافة" هذه. وكان يمكنها بان تأتي بعدد مضاعف أكثر بكثير. فأنظمة الحكم لا تتعلم اجمالا الدرس من الماضي وتعود للسير نحو السخافة.
لسلوك حكومة اسرائيل تجاه وباء الكورونا يوجد المزيد فالمزيد من مزايا مسيرة السخافة الكلاسيكية هذه، بدء من الفتح المتسرع للاقتصاد والمجتمع في أشهر الربيع، عبر الامتناع عن فرض قيود متشددة عندما خرجت الاصابة بالمرض عن السيطرة وواصلت الارتفاع وحتى العودة الحالية الى القرارات المتضاربة – مرة اخرى – مع مكافحة الوباء ومع توصيات خبراء الصحة. امام ناظرينا تجري عودة على بدء تقشعر لها الابدان، وكأنه تبددت تماما الذكرى المأساوية لمسيرة السخافة السابقة. ذاكرة كان يفترض أن تكون كوت وعي اصحاب القرار، ولم تفعل ذلك.
وهنا من المهم ان نشير الى الحقائق. الاولى، اسرائيل لم تكن في الشهر الماضي تحت اغلاق صحي كامل. فقد كان الاغلاق جزئيا، "متنفسا". في اثنائه كان يبدو شارع مركزي في تل أبيب وفي القدس يعج بالناس وبالسيارات أكثر من شارع في نيويورك ولندن اللتين لم تكونا في حينه في الاغلاق. ورغم ذلك هبط معدل الإصابة، بثمن اقتصادي واجتماعي ذي مغزى، وأشعل ضوء اخضر فاقع في نهاية النفق. محظور اطفاؤه.
ثانيا، خطر العدوى بفيروس الكورونا عال على نحو خاص في التجمهرات في المجالات المغلقة وشبه المغلقة بأكثر من ثمانية اشخاص والتي وصفت بانها "تجمهرات قاتلة". فيها ينبغي تركيز جهود انفاذ القيود والانظمة بغرامات متشددة، اوامر اغلاق عديدة، سحب ميزانيات عامة وتقديم خارقي القانون الى المحاكمة. بدون استثناءات، محاولات تذاكي وحسابات قطاعية – انتخابية. معاملة موحدة للمتدينين، للعلمانيين، للحريديم وللعرب، الى حين ينقضي الغضب وفي ظل التعاون الوثيق مع السلطات المحلية.
في أرجاء اوروبا ايضا يعود الوباء، وبحجم كبير. ولا ينبغي لنا بالتالي أن نوهم أنفسنا: فالانفجار المتجدد للوباء في البلاد لم يسببه فقط سلوك دوائر متطرفة في الطائفة الحريديم. فالحق معطى، الانفاذ ضعف ومئات الاف الاسرائيليين تجمعوا وتجمهروا دون عراقيل في اماكن الترفيه والاستجمام، في الفنادق وفي مراكز التسوق، في الاسواق، في البارات، في الحفلات، في نوادي اللياقة البدنية، في الشواطئ، في المظاهرات، في الطوابير للطيران وفي اماكن عمل تجاهل مدراءها الخط البنفسجي.
بدون الحفاظ على وضع الكمامة والتباعد الجسدي، بدعوة عابثة بانه "عندنا لا توجد عدوى". عندما فتح جهاز التعليم غير الحريديم في ايلول اندمج كل شيء في ارتفاع في الاصابة بوتيرة مجنونة. وجرفتنا مسيرة السخافة. لا يوجد ما يدعونا للعودة اليها. هذه إذن هي لحظة الحسم لدى وزراء أزرق أبيض، ديرخ ايرتس والعمل: يمكنهم ان يستخدموا قوتهم في الائتلاف كي يوقفوا مسيرة السخافة الثانية والتالية بعدها. المسؤولية الوطنية على عاتقهم الان.
إضافة تعقيب