news-details

غانتس وايشل صديقين في الدم

المحكمة في لاهاي رفضت دعوى التعويض التي قدمتها عائلة زيادة التي تم هدم بيتها وقتل معظم أفرادها في قصف لسلاح الجو الاسرائيلي بقيادة ايشل، في الوقت الذي كان فيه غانتس رئيسا للاركان. وهما الآن يتفاخران بالقيم الاخلاقية ويقولان إنهما ضد الحروب والجرائم، وبالطبع ضد نتنياهو

 

الرحلة الى واشنطن مع محطة هبوط في زيوريخ أثارت الانفعال: بني غانتس كواحد من الشعب. ايضا ضم المستشار السياسي الجديد، امير ايشل، ترك انطباع كبير: قادة سلاح الجو الاسرائيلي هم تقريبا جميعا اشخاص مثيرين جدا للانطباع. بعد أن وقفا في الدور للصعود الى الطائرة مثل جميع المسافرين، دخلا في محادثة في الطائرة قبيل اللقاء في البيت الابيض. إسم مفتية زيادة بالتأكيد لم يتم التطرق اليه في المحادثة قبل أن يناما فوق الاطلسي. من هي مفتية؟ مشكوك فيه أنهما سمعا ذات يوم باسمها. ولكن اسمها كان يجب أن يدوي في عقلهما.

وبالصدفة الرمزية، فقط يومان فصلا بين زيارة غانتس وايشل في واشنطن وبين النقاش في الدعوى المقدمة ضدهما في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. اللقاء في واشنطن كان قصة كبيرة، النقاش في لاهاي لم يكن قصة. ثلاثة قضاة رفضوا هناك كما هو متوقع طلب التعويضات الذي قدمه اسماعيل زيادة، المواطن الهولندي والابن الثاكل لمفتية، ضد الاسرائيليان الجميلان والواعدان، غانتس وايشل.

مفتية كانت لاجئة من 1948، والتي طردت أو هربت وهي طفلة الى مخيم البريج للاجئين في غزة. وهناك قضت حياتها. في 20 تموز 2014 وصلت حياتها الى نهايتها بصورة قاسية. المبنى الذي كانت تسكن فيه قصف، ومفتية إبنة السبعين قتلت مع أولادها الثلاثة وزوجة ابنها وحفيدها. عائلة كاملة دمرت تقريبا. لقد كانت واحدة من 142 عائلة فقدت أكثر من ثلاثة من أبنائها في الايام الفظيعة لعملية الجرف الصامد التي فصف فيها الجيش البيوت السكنية فوق رؤوس السكان كسياسة متعمدة ووحشية، وليس كخطأ عملياتي. 

حسب معطيات "بيتسيلم"، نحو 70 بيت سكني قصفت فوق رؤوس سكانها. وقتل فيها أكثر من 600 شخص. غانتس كان هو القائد العسكري وايشل كان قائد سلاح الجو. غانتس يتفاخر بهذا القتل حتى اليوم. وفي رد على الدعوى في لاهاي قال إن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم، وهو يتفاخر بأنه خدم فيه لعشرات السنين. الاثنان سافرا الى واشنطن من اجل مناقشة خطة الضم التي يؤيدها غانتس. وهما صديقان في السلاح وصديقان في الدم. وايديهما ملطخة بدماء أكثر من الدماء الموجودة على أيدي خصمهما بنيامين نتنياهو.

المبنى السكني في مخيم البريج أقيم بعد ذلك من جديد. والايتام الاربعة الذين فقدوا والديهم وجدهم في القصف تم اسكانهم من جديد في الطابق السفلي في المبنى الذي جدرانه باللون الرمادي. مراسلة قناة التلفاز العام في هولندا، سيمون تانغلادر، التي تقوم باعداد فيلم وثائقي عن القضية زارت في يوم الخميس الماضي بيت العائلة الذي تم ترميمه في المخيم. أبناء العائلة قالوا لها بأنهم أملوا بأن يتم قبول الدعوى في هولندا. وهذا بالطبع كان أمل فارغ لمن ليس لهم أمل آخر غيره. 

عائلة زيادة دمرت جزئيا بقصف متعمد للمدنيين، جريمة حرب واضحة. هذه الجريمة، مثل امثالها، لا يوجد من يحقق فيها، لا في اسرائيل ولا في العالم، باستثناء نكتة التحقيق الذي يجريه الجيش الاسرائيلي. لا يوجد من يتحمل المسؤولية ولا يوجد من يتحمل العقاب ولا يوجد من يدفع الثمن المطلوب ولا يوجد من يعوض الضحايا. هذه الجريمة بقيت يتيمة، بالضبط مثل أطفال عائلة زيادة. 

فقط المحسن العالمي الهولندي من بين الامم، هانك زانولي، اعاد الوسام الذي حصل عليه من "يد واسم" الى سفير اسرائيل في لاهاي كاشارة على الاحتجاج على قتل عائلة زيادة. لا يوجد لهذه العائلة، مثل شريكاتها في المصير في غزة، صوت أو مُدافع. الآن ايضا لاهاي قامت برميهم من اعلى الدرج مع مطالبة وقحة بدفع تكاليف المحكمة لدولة اسرائيل، التي قام محاموها بالدفاع عن غانتس وايشل.

المسؤولان عن هذا القتل الجماعي في غزة هما الآن أمل معسكر اليسار- وسط، المعتدلان والعقلانيان، محبا السلام والعدالة. وهما يتفاخران بالقيم الاخلاقية، هما ضد الحروب والجرائم، وبالطبع ضد نتنياهو. فقط يجب انتخاب غانتس، وأن يعين ايشل مستشارا له، وكل شيء هنا سيكون أفضل وعادل.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب