تصريح يحيى السنوار بأن حماس مستعدة لان تعرض شروطا أكثر راحة في المفاوضات على اعادة المفقودين والاسرى الاسرائيليين لا يضمن بعد انهاء ناجحا للقضية. فقد امتنع السنوار عن التفصيل عن اي تنازلات يقصد، وما هي الخطوط الحمراء التي لن يتراجع عنها.
ولكن يبدو أن حماس مستعدة الان لان تفصل بين التسوية العامة وبين صفقة التبادل، ومقابل تحرير نساء، شيوخ ومرضى محبوسين في السجون في اسرائيل ستوافق على أن تنقل لها معلومات عن وضع المفقودين والاسرى الاسرائيليين.
إذا ما نضجت هذه الموافقة لتصبح صفقة، ففي المرحلة التالية ستشترط حماس نقل الاسرى وجثامين الجنود بتحرير كامل لكل السجناء أو على الاقل اولئك الذين سجنوا بعد صفقة شليط. ويعزى توقيت تصريح السنوار في اسرائيل الى الضغط الذي تتعرض له منظمته للعمل على الفور على تحرير كل السجناء في اسرائيل، خوفا من اصابتهم بالكورونا وهذا ايضا هو السبب في أنه وصف الصفقة كعمل انساني وليس كمفاوضات سياسية.
ولعله يمكن ان نجد تعزيزا لاحتمال الصفقة في بيان رئيس الوزراء الذي جاء فيه أن "منسق الاسرى والمفقودين، بالتعاون مع هيئة الامن القومي وجهاز الامن جاهزون للعمل بشكل بناء بهدف اعادة الشهداء والمفقودين وانهاء المسألة، ويدعون الى حواء فوري عبر وسطاء".
يبدو أن دخول روسيا كوسيط في الصفقة، في اعقاب حديث اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس مع ميخائيل بوغدانوف، مبعث بوتين الخاص لشؤون الشرق الاوسط وافريقيا كفيل هو ايضا ان يحرك الصفقة بل ويؤدي الى تحققها.
اسرائيل مطالبة بان تفحص تصريحات السنوار بجدية انطلاقا من نية حقيقية لإنهاء القضية التي تعرقل استمرار مباحثات التسوية. رئيس الوزراء، الذي حسب حماس لم يعطِ بعد رده على العرض، مخول بل وملزم بأن يتبنى الجانب الانساني، والا يستخدمه كرافعة سياسية او حزبية. فإذا كانت توجد الان فرصة لاستخدام تهديد الكورونا كمبرر لحوار غير مباشر مع حماس، بهدف اعادة الاسرى والجثامين المفقودين الى الديار بل والدفع الى الامان بوقف نار طويل المدى، فلا يجب تفويتها.
إضافة تعقيب