news-details

في مظاهرة تل أبيب الشرطة استهدفت الصحافيين أيضا | لي يارون

هآرتس- 8/6/2020

*بعد أن قلت لهم بأنني صحافية، تلقيت ضربة. وبعد عرض بطاقة الصحافة قالوا لي "أنت متظاهرة". في مظاهرة يوم السبت المراسلون ليس فقط غطوا عنف عناصر الشرطة تجاه المتظاهرين، بل كانوا هدفا لهذا العنف*

عناصر الشرطة لم يدركوا أنه صحافي. في الملخص، هكذا شرحت الشرطة لماذا هاجم عناصر الشرطة أول أمس في الليل مصور "هآرتس" تومر افلباوم بعد المظاهرة في ميدان رابين في تل ابيب. هم لم يشخصوا وهم لم يعرفوا. هم غير مذنبين. حتى اذا وضعنا جانبا السؤال الافتراضي هل من الصحيح ضرب مواطن مشاغب، من الجدير التوقف عند صعوبات التشخيص لدى عناصر الشرطة.

افلباوم عرّف نفسه كصحافي، كان "مسلحا" بكاميرا، وفي تلك الاثناء قام بالتصوير. كيف يمكنهم أن يعرفوا؟ وكيف كان يمكنهم معرفة أنني صحافية قبل مهاجمتهم لي أيضا بعنف. صرخت بكل قوتي في أذن الشرطي الذي قام بدفعي بقوة: "أنا صحافية، لكنه كما يبدو لم يسمع".

وإلا لماذا واصل دفعي. وقد اظهرت له أيضا بطاقة الصحافة لشرطي آخر، لكن هو أيضا لم يشاهدها. لا الكلمات ولا الوثيقة الرسمية اقنعته. "أنت متظاهرة"، قال لي الشرطي. "أنا لست متظاهرة، حاولت الشرح له مرة اخرى، أنا صحافية، لكن ذلك لم يقنعه".

لقد كان هناك حوالي عشرين شرطي وقفوا في صف واحد وسدوا الطريق بين جانبي شارع بن غفيرول، مثل جزيرة بشرية تمنع قطع الشارع بصورة مهددة. وخلفهم حدثت اعمال شغب وفوضى. وبسبب وظيفتي سارعت في الوصول الى هناك من اجل التغطية.

نظرت بشكل يائس على عناصر الشرطة في الصف، وكنت آمل أن يحترم أحدهم هويتي ويسمح لي بالمرور، لكن عبثا. لم ينبس أي منهم ببنت شفة. فقط قاموا بالابتسام عندما شاهدوني اعود على اعقابي والقيام بالدوران من اجل الوصول.

في الحاجز البشري التالي لم تكن أي محاولة لإخفاء ما يعرفونه. "أنا أعرف بالضبط من تكونين ومع من جئت"، قال لي شرطي بملابس مدنية. أنا صمتت. فقد أخافني. ما الذي يمكن أن يعرفه عني، تساءلت. كيف يعرف. في نهاية المطاف وصلت الى الطرف الثاني وهناك التقيت مع افلباوم الذي تم ارساله أيضا لتغطية المظاهرة من قبل "هآرتس"، من اجل احضار مشاهدها. سنعود الى ذلك لاحقا.

فقط قبل بضع ساعات كل شيء كان هادئا، ربما هادئا جدا بعد اسبوع تحول فيه الضم من وعد انتخابي الى خطة مع موعد محدد. بعد ايام متوترة رافقت قتل اياد الحلاق على أيدي عناصر الشرطة. وحتى ذلك الحين عندما بدأت المظاهرة في الساعة السابعة، وفعليا حتى انتهائها الرسمي في الساعة التاسعة والنصف، كان هذا احتجاجا هادئا نسبيا، على الأقل حسب التعريف: آلاف المتظاهرين في الميدان، لافتات ضد نتنياهو، لافتات ضد الأبرتهايد وأعلام. أيضا اعلام فلسطين. حولهم وقف عناصر الشرطة ولم يتدخلوا. فقط حافظوا على النظام كما يتوقع منهم.

الاجواء بدأت تسخن بعد انتهاء المظاهرة. نحو ألف متظاهر لم يعودوا الى بيوتهم وقرروا اغلاق شارع بن غفيرول والاستلقاء على الشارع. هذا سخن سريعا، عندها أيضا سررت لأن زميلي بار بيلغ نصحني مسبقا: "قوموا بارتداء حذاء مريح".

النداءات في الشارع ازدادت وارتفعت "اياد، اياد"، صرخوا مرة تلو الاخرى. المتظاهرون كانوا شباب غاضبين ومصممين واصواتهم عالية. عدد منهم رددوا شعارات في مكبرات الصوت وبعضهم زادوا الضجيج بواسطة الطبول. "هذا ليس خطأ، هذه سياسة"، هذا كان شعار اطلقوه الى جانب شعار "لا للضم". ومقولة اخرى تم توجيهها لعناصر الشرطة "أيها الشرطي، من الذي تقوم بحراسته".

في هذه المرحلة، عناصر الشرطة كانوا لا يزالون يحافظون على النظام. وقفوا أمام المتظاهرين متشابكي الأيدي بصف متراص، يمنعونهم من تشويش الحركة. لم يرفعوا اليد. وحتى عندما حاول المتظاهرون استفزازهم كان ردهم منضبطا على شفا التجاهل.

نحن، المراسلون والمصورون وقفنا في الوسط. "كيف ترى أن هذا سينتهي؟" سألت تومر افلباوم في الساعة العاشرة والنصف تقريبا، عندما ظهر أن عناصر الشرطة بدأوا بالملل من المظاهرة. وبعد بضع دقائق نبهني الى أن جميع عناصر الشرطة بالملابس المدنية قاموا بارتداء القفازات. عرفنا أن صبرهم قد نفد. ومرت نصف ساعة اخرى من التوتر الى أن قال أحد عناصر الشرطة في الساعة 22:57: "نحن سنبدأ بالاعتقالات، اذهبوا الى بيوتكم".

وكخطوة أولية بدأ عناصر الشرطة بإحاطة المتظاهرين على شكل مربع الذي حبسوهم فيه. ومعهم كنا نحن المراسلون. وبعد بضع دقائق رأيت عدد من عناصر الشرطة من الوحدة السرية الخاصة وهم يدفعون المتظاهرين بقوة. "لا تلمسوني، أنا لم أفعل أي شيء"، صرخ. عناصر الشرطة رفعوا صوتهم أيضا. "اعتقال، اعتقال"، قال أحدهم للآخر.

بدأت أركض وراءهم لتوثيق ما يحدث عن قرب. كانوا تقريبا 5 إلى 7 عناصر شرطة وهو كان متظاهر واحد. وخلال ثوان اسقطوه على الارض، بدون أن يستخدم القوة ضدهم. شاهدت أن عناصر الشرطة خنقوه، أحد عناصر الشرطة انتبه لي وبدأ بدفعي. لم يدفعوني من قبل بهذه القوة عندما كنت لم اشاهد المتظاهر ولا أعرف ما الذي حدث له".

هذه هي المرحلة التي حاولت فيها العبور الى الطرف الثاني من الشارع. المرحلة التي فيها عناصر الشرطة لم يكونوا يعرفوا من أنا، باستثناء الشرطي الذي كان "يعرف عني اشياء". قابلته في حاجز طيار الذي فعليا منع متظاهر آخر من الخروج من منطقة الميدان، عندما سألته اذا كان الخروج ممنوع، لكنه شجعني على الخروج. "تفضلي، اخرجي، هيا"، قال لي واضاف بدفع على الظهر من اجل الاسراع في الخروج. "لا، لا، أنا صحافية. فقط كنت افحص اذا كان يمكن الخروج أم لا، قلت له بجدية. عندها قال بأنه يعرفني. على أي حال أنا بقيت هناك".

هو صحافي

في نفس الوقت كان هناك اكثر من بؤرة صحافية واحدة. في زاوية شارع بن غفيرول وشارع ملوك اسرائيل كانت هناك اربع مناطق تقريبا تشابك فيها عناصر الشرطة ومتظاهرون. شاهدت ما يحدث في زاوية شارع تسايتلين وركضت الى هناك. بعد ذلك تبين أنه هناك هاجم عناصر شرطة افلباوم. فقد حاول توثيق عملية اعتقال عنيفة. ولكن عشرة رجال شرطة انقضوا عليه واسقطوه على الارض وقاموا بلكمه. ولم تساعده الكاميرات أو حقيقة أن الجميع حوله صرخوا: إنه صحافي، إنه صحافي.

افلباوم أنهى ليلته في غرفة الطوارئ. وآخرون كانوا في المكان وثقوا بالضبط الحادثة. وطوال الليل تلقيت المزيد من الافلام القصيرة عن الحادثة. في أحد الافلام يظهر رافي ميخائيلي وكوبي وولف، مصوران حاولا توثيق عناصر الشرطة الذين كانوا يضربون تومر. أحدهم، يظهر في الصور، لم يرغب في ذلك. دفع وولف بقوة وهو يصرخ، اذهب من هنا. ميخائيلي حظي بدفعتين ودفعة اخرى. أيضا المراسل حاجي ميتر أفاد بأن الشرطة قاموا بدفعه ثلاث مرات رغم أنه اظهر لهم بطاقة الصحافة. أيضا المراسلة من "واي نت"، سيفان حيلاي، لم تساعدها بطاقة الصحافة خاصتها. وقد قالت إنها اضطرت الى رفعها بدهشة عدة مرات، لكنها حصلت على الدفع وتعابير لا تريد أن تكررها.

هم لم يستمعوا اليها. كما أن بطاقتها لم يشاهدوها. أو ربما أنهم لم يريدوا رؤيتها. هم عرفوا لكنهم لم يحترموا. هم اعتقدوا أن مهمتهم هي منعنا من القيام بعملنا، حتى بالعنف. وهناك أيضا صورة واسعة اكثر. الخيط الذي يربط بين عناصر الشرطة الذين لم يرونا ولم يسمعونا، نحن الصحافيون، وبين الذين لم يروا أن اياد الحلاق هو معوق ولم يسمعوا مرشدته وهي تقول لهم بأنه معوق. هذا الخيط يوصل أيضا الى مكتب الوزير الجديد للامن الداخلي، امير اوحانا، الذي منذ أمس وهو يحافظ على حق الصمت، وهو صمت صاخب.

وقد جاء من شرطة اسرائيل ردا على ذلك: "في نهاية الاحتجاج بدأت عمليات خرق للنظام، اغلاق شوارع واعمال شغب عنيفة في اعقابها قرر عناصر الشرطة تفريق المشاغبين والقيام باعتقالات. اثناء أحد الاعتقالات وفي الظروف التي حدثت اعتقد عناصر الشرطة بأن المصور هو أحد المثيرين لاعمال الشغب من بين الجمهور، وسرعان ما تبين أن الامر يتعلق بمصور صحافي. تم اطلاق سراحه وسيتم فحص الحدث. يؤسفنا ما حدث، شرطة اسرائيل ستواصل العمل من اجل تمكين النشاط الحر للمراسلين والمصورين في هذه الساحات، وكل ذلك رغم التعقيد الذي يعمل فيه الاعلاميون وعناصر الشرطة في أحداث من هذا النوع".

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب