news-details

كم عدد حالات الموت الفعلية  في نيويورك بسبب فيروس الكورونا؟

الإحصاءات الرسمية ترسم صورة جزئية وقد تقلل من عدد الموتى، وهنا السؤال، لماذا?!

نقله للعربية سيرين حامد – ترجمة خاصة بـ"الاتحاد"

 

تم في الأيام الخمسة الأولى من شهر نيسان الإعلان عن 1252 حالة موت في البيوت والشوارع في مدينة نيويورك، عدد يشكل أكثر من ثمانية أضعاف حالات الموت المسجلة خلال نفس الفترة من عام 2019. ربما كان سبب العديد من هذه الوفيات هو فيروس الكورونا، لكن لم يتم احتسابها في حالات الإصابة الاصلية التي قدمها الحاكم أندرو كومو خلال المؤتمرات الصحفية اليومية، والتي  يُنظر إليها على أنها مقياس رئيسي لتفشي المرض. إذ صرّح كومو الخميس، حول وجود 799 حالة موت في نيويورك بسبب فيروس الكورونا في فترة 24 ساعة - أكثر من 33 حالة في الساعة - ليصل عدد المصابين الاجمالي  إلى 7067 في الولاية.

لكن علماء الأوبئة، مسؤولي سلطات المدينة والطواقم الطبية يقولون إن هذه الأرقام من المرجح أن تكون أقل بكثير من عدد حالات الموت الفعلية في المدينة. بالإضافة، حيث تُظهر البيانات المتعلقة بموت الأشخاص في منازلهم أو في الشوارع أن إحصائيات الولاية لا تروي القصة كاملة.  

 

من الذي يتم شمله في عدد الموتى؟

 

قال كومو يوم الأربعاء إن أعداد الموتى الرسمية التي تقدمها الدولة كل يوم تستند على بيانات المستشفى. من هنا يمكن فهم أن المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس ويموتون في المستشفيات ينعكسون في عدد الموتى الرسمي في الولاية.

الطبيبة أوكسيريس باربوت، وهي مفوضة قسم الصحة المدينة قالت: "يوجد للمدينة إجراء مختلف: أي مريض أجرى اختبارًا إيجابيًا لفيروس الكورونا ثم مات لاحقًا - سواء في المنزل أو في المستشفى - يُحسب على أنه حالة  موت بفيروس الكورونا".  وقالت صباح الخميس: "حتى الآن ، نحن  نقوم بتسجيل فقط الأشخاص الذين أجروا الفحص".

 

إذا، من لا يحستب؟

 

يموت عدد هائل من الأشخاص في منازلهم بسبب حالات مفترضة من الإصابة بفيروس الكورونا، ولا يبدو أن لدى الدولة آلية واضحة لإدراج هؤلاء الضحايا في حالات الموت الرسمية. اذ وفقًا لمكتب الفحص الطبي في المدينة، تم في الأيام الثلاثة الماضية العثور على 766 شخصًا ميتًا في منازلهم، مما رفع إجمالي الأيام الثمانية الأولى من شهر نيسان إلى 1,890 شخصا. من المحتمل أن الكثيرين لم يحسبوا في العدد الحالي اذ يكاد يكون من المستحيل تحديد عدد هؤلاء المرضى الذين ماتوا في المنزل أو في الشارع في الأيام الخمسة الأولى من شهر أبريل والذين بلغ عددهم 1125 مريضًا - ربما تم اختبار بعضهم سابقًا قبل موتهم وإما لم يتم إدخالهم إلى المستشفى أو تم إرسالهم لبيوتهم. بعض حالات الموت في المنزل أو في الشارع لا علاقة لها بالفيروس. كما أننا لا نعلم حقًا كيف تحسب عشرات المستشفيات والمرافق الطبية في المدينة عدد الموتى. على سبيل المثال، إذا تم إدخال مريض يُفترض أنه مصاب بالكورونا في المستشفى، لكنه مات هناك قبل أن يتم أجراء الاختبار له، فمن غير الواضح كيف يمكن أن يدخل في عدد الوفيات الرسمية.

 

لماذا ليس لدينا رقم دقيق؟

 

لا توجد أية آليات لامتلاك طريقة فورية وفعالة لحساب عدد حالات الموت خلال فترة انتشار الوباء بدقة، إذ  تم التخلي عن الإجراءات العادية في مثل هذه الأزمة.  خلال جائحة فيروس كورونا، تكون الإجراءات غير متناسقة مع جهات كثيرة ومختلفة.  اذ يكافح الأطباء لإقرار الوفيات بسرعة بينما لا يشارك مكتب التشريح الطبي بالمجريات عادةً، إلا إذا كانت الوفاة مريبة أو تطلبت مزيدًا من الدراسة، وهو مسؤول الآن عن جمع الجثث وتخزينها حتى يخف الوباء. لا يقوم المسعفون بنقل المرضى غير المستجيبين إلى المستشفيات ما لم يجدوا نبضًا على الفور. بالإضافة، يعمل حوالي 120 عامل مشرحة وجنود من الجيش الأمريكي والحرس الوطني والحرس الوطني الجوي على نوبات على مدار الساعة، يقودون عربات مستأجرة حول المدينة لالتقاط جثث ما يصل إلى 280 شخصًا في اليوم ممن لقوا حتفهم فيما وربما لم تكن جزءًا من عدد الوفيات الرسمي. وبهذا، تتراكم الجثث في المستشفيات والشاحنات بدون دقة او تناسق.

 

هل سنعرف حقًا كم عدد الأشخاص الذين ماتوا؟

 

إن إحصاء أعداد الموتى بعد معظم الكوارث مثل تحطم طائرة، إعصار، انفجار غاز، هجوم إرهابي أو إطلاق نار جماعي، على سبيل المثال - ليس معقدًا. بينما يثير فيروس الكورونا مجموعة كاملة من القضايا الأكثر تعقيدًا.

وفقًا لمايكل البالبوني الذي شغل منذ حوالي عقد من الزمن منصب رئيس مكتب السلامة العامة بالولاية، ويرأس الآن جمعية دور التمريض الربحية في منطقة مدينة نيويورك وشركة استشارات إدارة الأزمات فإن: "فيروس الكورونا يمثل مجموعة فريدة من الظروف المسببة للموت، خاصة إذا كانوا كبار السن بسبب وجود أمراض مزمنة". على سبيل المثال، قد ينتهي الأمر بشخص مصاب بفيروس الكورونا بنوبة قلبية. وأضاف: "مع زيادة عدد حالات الوفاة، فإن عدم دقة تحديد سبب الوفاة تزداد".

 

قال الدكتور هوارد ماركل وهو أستاذ التاريخ الطبي في جامعة ميشيغان الذي بحث الأحداث الوبائية الماضية في مدينة نيويورك إنه "من شبه المستحيل فهم النطاق الكامل لوباء شديد العدوى مثل Covid-19 في الوقت الحقيقي". وأضاف: "لدينا فكرة عن الأرقام ولكن ليس لدينا مصدر محدد". وقال إن الأمر يتطلب بحثًا واختبارًا ودراسة أكاديمية ذات أثر رجعي مكثف لتقدير حصيلة أزمة بيولوجية مثل Covid-19.

لكن الدكتور ماركل افاد ايضا "إن الجدل حول عدد الموتى الرسمية يمكن القول أنه غير مهم في خضم أزمة المدينة، اذ  حتى لو قللنا من شأن عدد الموتى والحالات الخاصة في نيويورك، فهناك ما يكفي من كليهما لأخبارنا أن هذا أمر خطير للغاية". 

(نيويورك تايمز  10.04.2020)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب