يديعوت أحرنوت- 8/6/2020
*في الاسابيع الاولى من الازمة كان منطق ما في تضخم الفزع العام: فقد تصدى العالم لوباء لا احد يعرف خطورته بيقين. وكلما اختبر العالم اكثر فهم اكثر. هذا ليس انفلونزا ولكنه ايضا ليس نهاية العالم. لقد دخل الوباء في التوازن ولكن ليس قيادة وزارة الصحة*
ثمة وباء لا يتعلمون عنه في كلية الطب، رغم أنه متفش جدا في العالم، كثير الاعراض، محرج ومعدٍ. لا اعرف ما يسمونه باللاتينية، اذا كان له اسم. اما نحن الاغبياء فنسميه كمامة الاستديو. اناس جديون، خبراء في مهنهم، مجربون، ذوو رأي، يقضون زمنا طويلا في استديو التلفزيون، دون التباعد النفسي اللازم ودون كمامة، ويفقدون الطريق الى باب الخروج. في فترة الكورونا، كانت العدوى قاسية على نحو خاص. فلم تتجاوز احدا.
لا مدير عام وزارة الصحة، لا البروفيسورة والبروفيسور اللذين يعملان تحت رئاسته، ولا المدراء والاطباء الكبار في المستشفيات. لم يكن وباء كهذا منذ أن علق الالوية (في الاحتياط) في الاستوديوهات كي يشرحوا النجاح اللامع الاخير للجيش الاسرائيلي في غزة.
التلفزيون ليس مجاليا. عندما اسعى لان أفهمه، أقرأ المقالات الممتازة لمراقب التلفزيون في "يديعوت احرونوت" عيناف شيف. ما يهمني هو تأثير كمامة الاستوديوهات على القرارات التي تتخذ على المستوى الوطني. وهذه قرارات ثقيلة الوزن لها آثار اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى. واتساءل غير مرة ما الذي يولد الاخر – هل القرار يولد الظهور في الاستديو ام العكس، الظهور في الاستديو يملي مضمون القرار.
المقارنة بالجيش واجبة. فمسار التأهيل العسكري من النفر حتى رئيس الاركان، يكشف أمام من يجتازه عالم القوة. يوجد ضباط قدرة تفعيل القوات، إنزال القذائف، تغيير الواقع، نشر الاوامر، ونيل المجد وكذا القتل والتدمير، التدمير والقتل، لعدو حقيقي أو وهمي، تفقدهم صوابهم. يوجد ضباط اكثر حكمة، يتعلمون في اطار الحركة قيود القوة. يفهمون بان القوة الهائلة التي اعطيت لهم تستوجب استخداما عاقلا، يستشرف المستقبل. ليس المجد وحده ينتظرهم في نهاية كل قرار، بل وثمن ايضا.
سكرة القوة موجودة ليس فقط في البزة. فهي موجودة في السياسة وموجودة في الخدمة العامة. ذات مرة عندما كان لنا مراقب دولة، عرفنا أكثر عن قرارات تعسفية لموظفين، عن حالات من اساءة استخدام قوة المنصب، عن اخطاء طمست. اما اليوم فنحن نعرف اقل.
لقد منحت أزمة الكورونا كبار مسؤولي وزارة الصحة قوة لم يشهدوا مثلها ابدا. جملة مخيفة أحدهم يهمس بها في اذن رئيس الوزراء تجند الوزراء وفورا بعدهم الجمهور، لفرضية عمل مبنية على ما لا يقل عن عشرة الاف ميت. في الاسابيع الاولى من الازمة كان منطق ما في تضخم الفزع العام: فقد تصدى العالم لوباء لا احد يعرف خطورته بيقين. وكلما اختبر العالم اكثر فهم اكثر. هذا ليس انفلونزا ولكنه ايضا ليس نهاية العالم. التهديد هو على مجموعات الخطر. من يحافظ على النظافة، المسافة والكمامة بشكل عام لا يصاب. يمكن التحرر.
لقد دخل الوباء في التوازن ولكن ليس قيادة وزارة الصحة. فتوقعات الآخرة في الاستوديوهات تواصلت، وتواصلت ايضا في استعراضات القوة. نسوا هناك لماذا ادخلوا الاسرائيليين في الفزع منذ البداية. لا توجد اجهزة تنفس، قالوا، لا توجد اسرة. وسيتعين على الاطباء أن يقرروا من يعيش ومن يموت. الجهاز سينهار. وها هي الاف اجهزة التنفس توجد في المخازن: يمكن تصديرها الى الخارج. 21 مريضا يخضع للتنفس، والعدد ينقص. عدد الموتى لم يصل بعد الى 300.
عندما يصاب طفل تطلب وزارة الصحة اغلاق كل المدرسة. فماذا يعطي هذا غير الفزع والاحساس بالعار لاطفال لم يقعوا في الخطيئة. استنادا الى ماذا يحذر المدير العام من موجة ثانية. والان، عندما يكون الجهاز الصحي يعرف أكثر، جاهز اكثر ومفزوع اقل؟ عندما يكون الناس في مجموعات الخطر يعرفون اكثر كيف يتصدون؟ لماذا الفزع؟
ليست المدارس هي التي يجب أن تغلق الان بل ما يجب ان يغلق هو طريق الموظفين الى الاستوديوهات. الكورونا فعلت فعلها. حان دور فزع حوريات البحر.
مدير عام وزارة الصحة المستقيل بار سيمان طوف خلال مؤتمر صحفي يوم 29.05 - تصوير وزارة الصحة
إضافة تعقيب