الانتخابات التي اجريت الاسبوع الماضي لم تغير في شيء من سياسة الاحابيل الاعلامية لليكود ورئيسه، بنيامين نتنياهو. فرئيس الوزراء في معونة منفذي كلمته الذين يسمون "وزراء" يواصلون المس بالادارة السليمة للدولة على الا تتضرر الحملة لانقاذ المتهم بالجنائي من مصيره القضائي.
وكان المستشار القضائي للحكومة افيحاي مندلبليت دعا يوم الجمعة الماضي نتنياهو ورئيس كحول لفان بيني غانتس لتعيين وزراء دائمين بدلا من القائمين بالاعمال ممن انتهت ولايتهم، او توشك على الانتهاء. وشدد مندلبليت على نحو خاص على اهمية تعيين وزير قضاء إذ انه "في وضع تبقى فيه وزارة القضاء بدون وزير سيتسبب بضرر شديد لعمل الوزارة واداء الحكومة... صلاحيات عديدة يخول بها وزير القضاء، بما فيها صلاحيات هامة وذات مغزى، ستبقى بدون اي جهة يمكنها أن تستخدمها".
ولاية غانتس كقائم بأعمال وزير القضاء تنتهي في الاول من نيسان. غير ان نتنياهو غير معني بما هو خير للدولة، بل بالاساس بما هو خير له. من ناحيته المستشار لا يخدم الجمهور، إذ يطالب بالعمل من اجل الادارة السليمة، بل مجرد موظف وقح يخرج عن صلاحياته ويحاول المس به وبحكم الليكود. وحقيقة ان على جدول الاعمال يوجد تعيين متجدد لوزير القضاء ترفع فقط مستوى جنون الاضطهاد لدى نتنياهو إذ ان ولاية آفي نيسانكورن في الوزارة تميزت بالدفاع عن سلطة القانون، ضمن امور اخرى في أنه منع مبادرات منفلتة العقال لليمين.
بعد أن قرر نتنياهو أن يتجاهل باستعراضية توصية مندلبليت، وغانتس ردا على ذلك لم يسمح بعقد جلسة حكومية يوم الاحد، بدأ نتنياهو وابواقه بحملة جديدة: هذا انعدام للمسؤولية الوطنية من جانب غانتس، الذي "يمنع توقيع العقود لملايين التطعيمات، اللازمة لمواطني اسرائيل تمهيدا للتطعيم التالي".
الى ميدان المعركة التهكمية هذا القي بوزير الصحة يولي ادلشتاين ووزير المالية اسرائيل كاتس. فقد ادعى الاول بان "غانتس سيعيدنا اشهر الى الوراء. صحتنا جميعنا ليست طرفا في الصراع السياسي". اما كاتس، بوقاحة لا مثيل لها، فقد شرح باننا "ملزمون بان نقطع ادارة مواضيع الصحة والاقتصاد في الفترة الانتقالية عن الخلافات السياسية القائمة والتي ستبقى". وها هما وزيران، تعاونا بشكل وثيق مع رئيس وزراء بنية مقصودة لم يقطع بين السياسة والصحة وبين مصلحته الشخصية ومصلحة الجمهور، ولم يقر الميزانية فقط كي يترك ثغرة خروج عن اتفاق التناوب – والان يتجرآن على أن يطلبا من غانتس العمل بشكل مسؤول، وطني وليس سياسيا. من الافضل انه بدلا من تكرار الاحابيل وتضليل الجمهور باحساس القلق الزائد، ان يعمل نتنياهو بتوصية مندلبليت فيعين وزراء دائمين. ويجب ان يبدأ بوزير القضاء.
أسرة التحرير
هآرتس- 31/3/2021
إضافة تعقيب