news-details

لا يوجد أي مجد في جائزة اسرائيل| عميرة هاس

هآرتس- 13/4/2021

 

*يجب أن لا نكذب على انفسنا. عندما يدور الحديث عن سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر فان معظم اليهود في اسرائيل يؤيدونها*

 

لا توجد هالة في الجائزة التي تعطيها حكومة اسرائيل لاسرائيليين، الذين تتحدث انجازاتهم عن نفسها. ولا يوجد احترام في الجائزة التي يعطيها وزير التعليم، الذي كان قائد عسكري في السابق، ومشارك في سياسة حصار قطاع غزة. لا يوجد مجد في جائزة رسمية يتم اعطاءها في يوم كله نفاق: يقولون استقلال ويقصدون الطرد. يغنون للحرية ويخططون لعملية سلب الاراضي القادم. يخففون تنويرنا ويطورون نظام التفوق اليهودي.

لا يمكن ادانة الحاجة – حتى العلماء والفنانون والكتاب – الى الاعتراف العام والتقدير. ولكن يجب الاشارة: انتبهوا للتزوير الذي يكتنف الاحتفال، ورع وغطرسة المنظمين والتظاهر بأن كل ما لدينا صحيح، جيد وطبيعي. ومسموح أن نطلب: لا تكونوا جزءا من هذا الوضع الطبيعي الاجرامي.

اسرائيل ليست الدولة الاخيرة المنافقة التي عيدها الوطني يستند الى المس المستمر بالآخرين. وهي ليست النتاج الوحيد والحصري للكولونيالية الاستيطانية والوعي المتفوق الذي أنتجه. وليس فيها فقط يتم تخليد الفجوات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم على الفصل العرقي والديني، رغم وجود اطار رسمي يتمثل بنظام ديمقراطي.

ولكن في حين أن اجزاء كبيرة من المجتمعات المدنية في دول مثل فرنسا والمانيا ونيوزيلندا، وحتى الولايات المتحدة، تدرك الاعطال الهيكلية، فان القدامى الذين رافقوا عمليات الولادة واجراءات بلورتها وحاولوا اصلاح ولو جزء منها، لا يمكنهم قول نفس الشيء عن اسرائيل.

بالعكس، بالذات في ظل رعاية ما يسمى عملية سلمية فان اسرائيل تتنكر أكثر فأكثر لأي صلة تاريخية ومشاعرية وثقافية ومادية للفلسطينيين بوطنهم. في السنوات الثلاثين الاخيرة، الدولة اليهودية هي التي تثبت مرة تلو الاخرى صدق ادعاءات الفلسطينيين بأنه منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين: الصهيونية هي حركة كولونيالية، التي طرد شعب من وطنه هو هدفها ونتاجها الثانوي.

لو أن معظم اليهود في اسرائيل يعارضون سياسة الحكومة لكان يمكن القول بأن الجائزة لا تنتمي لليكود و"كهانا حي" وجمعيات اليمين الاستيطاني مثل "حتى الآن" و"رغافيم" و"امانة". كان يمكن القول إن الجائزة هي للشعب، علماء رياضيات مبدعون وممثلات يقمن بعكس الواقع متعدد التناقضات، هم ممثلو نفس الشعب، لذلك هم يستحقون التقدير.

ولكن يجب عدم الكذب على انفسنا. عندما يدور الحديث عن سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر فان معظم اليهود يؤيدونها. هنا لا يوجد فرق بين ازرق ابيض ويمينا، بين اتباع "الظل" ومعظم المتظاهرون في بلفور. الكثيرون منهم متنورون عندما يدور الحديث عن حقوق المثليين، وعن العنف ضد النساء وعن الحاجة الى معاقبة من يفعلونه بشدة. مبادئ دولة الرفاه ما زالت تتحدث الى قلوب اغلبية الجمهور.

الاعتراف بالاضرار والتمييز المنهجي ضد من جاءوا من الدول العربية والاسلامية، هو أمر واسع ويتسع. ولكن هذا التنور والتقدم توجد له حدود جغرافية وعرقية واضحة.

اطباء وعاملون اجتماعيون وباحثون لم يطالبوا بأن يحصل الفلسطينيون في غزة وفي الضفة على اللقاح ضد الكورونا. رجال قانون وجغرافيا ورجال هايتيك ومؤرخون لا يتجندون بجموعهم لوقف السيطرة العنيفة على اراضي الضفة بواسطة الادارة المدنية ومجلس المستوطنين ومشاغبي التلال.

هم ايضا لا يبادرون الى الانضمام الى مخططين ومهندسين معماريين من اجل المطالبة بالارجاع الفوري لاراضي للعرب وقرى فلسطينية في اسرائيل (مثل الناصرة وأم الفحم). طرد العرب في شرقي القدس من بيوتهم واحياءهم عن طريق شرعنة قضائية، لم يخرج الى التظاهر رؤساء الجامعات والكليات أو حتى الطلاب فيها.

صمت، تجاهل وعدم اهتمام، مثلها مثل الدعم الفعال. لأن الشعب اليهودي في اسرائيل هو يميني وقومي متطرف. السياسة القومية المتطرفة للحكومة تعكس ما يعتمل في قلبه ولا تناقضه. جائزة التقدير من هذا الشعب وحكومته هي جائزة مخجلة.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب