*الانزلاق من الليكود الى جدعون ساعر بدأ يظهر كانقسام. وفي هذه الاثناء نجح ساعر في دفع بينيت الى الهامش، الذي لم يكن اعلانه عن ترشحه لرئاسة الحكومة واقعيا*
بعد مرور 14 يوم على انسحابه من الليكود، شكل حزب وحلق عاليا في الاستطلاعات. اليوم ينهي جدعون ساعر اسبوع آخر ناجح. في يوم الاثنين الماضي هزم بنيامين نتنياهو في التصويت على تأجيل موعد الانتخابات، وأمس نجح في أن يفسد على نفتالي بينيت المساء الاحتفالي الذي اعلن فيه بأنه سيتنافس على رئاسة الحكومة. ساعر من مكان عزله في تل ابيب دفع بينيت الى الهامش. فيل زئيف الكين، الذي يسمى لاعب الشطرنج، قتل بنجاعة ووحشية ملكه.
لو أننا لم نشاهد الكين يقرأ وهو شاحب الوجه النص الذي اصاب الهدف لكان بامكاننا أن نقسم بأن من كتب هذا النص هو رئيس المعارضة وليس شخصية رفيعة من الليكود، وزير في الحكومة وعضو في الكابينيت السياسي – الامني. هذا النص ظهر اكثر روعة عندما خرج من فم أحد المدافعين البارعين جدا في الدفاع عن نتنياهو: تقريبا في كل صباح يجري مقابلة ويعرض رواية بلفور بصورة اكثر فاعلية واقناع من معظم زملائه في القائمة.
أمس جند هذه الفاعلية لطرح لائحة اتهام ضد نتنياهو. عبادة شخصية، بلاط بيزنطي، نزوات، ذهاب الى الانتخابات من اجل التأثير على هوية المدعي العام للدولة – كل ما يقوله زملاءه بالهمس وبصورة غير مباشرة، كل ما يعرفه الجميع، أطلقه أمس في وقت الذروة.
الكين هو يميني متطرف، متدين، مستوطن، مؤيد لارض اسرائيل الكاملة وما شابه. اليوم بالتأكيد سنسمع من البيبيين في وسائل الاعلام بأنه عضو في اليسار. لو كان لليساريين في داخلنا ثعلب بهذه الصفات فربما كان وضعهم سيكون افضل. والانزلاق من صفوف الليكود الى ساعر و"الأمل الجديد" بدأ يظهر كانقسام.
لم يكن لدى الكين، خلافا لعضوات الكنيست الثلاث، ما يقلقه بخصوص مكانته الشخصية حتى لو أن العلاقة بينه وبين نتنياهو لم تكن مثلما كانت في السابق (لأن السيدة من بلفور اتهمته بأنه بسببه اضطر زوجها الى تعيين اييلت شكيد وزيرة للقضاء). في الحكومة الحالية تمت اقالة الكين من وزارة جودة البيئة لصالح غيلا غملئيل، واضطر الى الاكتفاء بالفتات الوزاري، على شكل وزارة الموارد المائية والمسؤولية عن مجلس التعليم العالي.
ويحسب له أنه اصبح أحد رموز هذه الحكومة السيئة والمضخمة والمبذرة للاموال، في المكان الثاني بعد اورلي ليفي ابوقسيس. يمكن الافتراض أن هذه الاهانة كانت جزءا من خطواته. في نهاية المطاف حتى لاعب الشطرنج هو انسان.
بينيت الذي اعلن أمس عن ترشحه لرئاسة الحكومة له رأي مشابه عن نتنياهو. لاسبابه الخاصة اختار التعبير عن ذلك بصورة اخرى. خطابه تناول في الاساس فشل الحكومة في معالجة ازمة الكورونا. هذه المقاربة هي التي رفعته في الاستطلاعات الى اكثر من 20 مقعد، الى أن جاء ساعر وأخذ منه ثلثها. النص ذكرنا الى حد ما بخطاب دخول بني غانتس الى الحياة السياسية: اشكرك، يا نتنياهو، نحن نواصل قدما. بينيت اوضح بأنه لا يستبعد أي حزب من الجلوس في حكومة برئاسته. ولكن حسب صورة المقاعد الحالية فان هذا السيناريو بعيد عن أن يكون واقعي.
هآرتس- 24/12/2020
إضافة تعقيب