بعد الكورونا سنبقى مع الحقائق: نحو 20 في المئة من تلاميذ اسرائيل يتعلمون في جهاز تعليم الحريديم أي ان واحدا من كل خمسة مواطنين في اسرائيل في السنوات التالية لن يكون قادرا على ان يؤدي مهامه في مجتمع له تحديات تكنولوجية وديمقراطية على حد سواء. كل ما تبقى هو إثارة
توقيت جميل. واقع فظيع. الف مرة نبش أمنون ليفي في المصران الزائد لمجتمع الحريديم، ولا يزال العلماني العادي يقف مشدوها امام القبيلة التي يفترض زعما أن يكون جزءا منها. مشكلة ليفي هي أنه يستمتع او يعاني او ينفعل او يجعل نفسه مجرد فضولي عن اختلاف مجتمع الحريديم.
ولكن الحديث يدور عن أُناس تماما مثلي ومثلك وتماما جزءاً من المجتمع. ما نحن نعرفه هو صيغتهم للحياة في دولة اسرائيل. هذا هو الموجود، فماذا ستفعل لهم إذن؟ فما بالك ان لهم اسنادا ايضا – ديمغرافي وبرلماني على حد سواء. وحتى لو لم تكن قطعة فسيفسائهم لا تتخذ حقا خانتها في الصورة العامة، فهكذا بالضبط ايضا باقي اجزاء لوحة الفسيفساء التي اسمها قبائل اسرائيل.
وهكذا، بعد انشغال امنون ليفي بموضوع الحريديم (شبكة 13)، بعد الدراما الهستيرية الدائمة لابيشاي بن حاييم حول الحبل السري للادمور المناوب جاء مسلسل يئير شركي (اخبار 12، الحلقتان الاوليان)، فوضعتاهم في الخانة كجزء لا يتجزأ من اللوحة. بمعنى آخر ومختلف مثل باقي القبائل. الجمال في توقيت شركي انه يأتي في وقت اضطرابات الكورونا. المشكلة هي اختلاف الحريديم التي هي مصداقيتهم ومعتقدهم. ليس الجميع بالطبع بل القلة (التي يرتبط بها فقط الطلاب الدينيين الاخرين) وباقي تعرجات السلامة السياسية.
موشيه مورغنشتيرن، المسؤول عن ملف الصحة في بني براك شرح موضوع القلة كـ "فتيان جناة وخارقين للقانون، ونحن سنفعل كل شيء كي نسيطر عليهم ونتعاون مع الشرطة". غير أن الحاخام كاينبسكي قال قبل بضعة ايام فقط افتحوا المدارس وحفيده يعنكي رفض ان يحول له مكالمة رئيس الوزراء الذي اكتفى باستجداء عرض كطلب حازم. قبل بضعة ايام فقط، في لقاء لقيادة الحريديم، بمن فيهم درعي وليتسمان، هاجموا الشرطة، والنواب رفضوا رفع الغرامات.
ان المحاولة لسن قانون غرامات اكبر وانفاذ معزز للقانون على كل خرق، رد عليها غفني بقوله: "هل يعتقد أحد ما ان الغرامة ستغير شيئا؟ كل هذه محاولة لتحقيق ربح سياسي على حساب الحريديم". كما أن غفني عثر على سبب الاحداث: نحن لسنا مذنبين بل انتم الذين ادخلتمونا للسكن في اكتظاظ كهذا". واجمل نتنياهو ا لموقف فقال: "الغرامات سترفع، ولكنها لن تضاعف، وصغار افراد الشرطة لن يسمح لهم بتحرير بعض من الغرامات".
حلقات شركي هي جواب ممتاز لكل المتحدثين أعلاه. فشركي يضعنا مكان من تجرى اللقاءات الصحفية معهم ولنمشي في مسار العوائق الذي يسيرون فيه ويبقي ثغرة واسعة للتخمين كيف سيؤثر كل هذا على العلاقات مع "الدولة" وعلى مستقبل مجتمع الحريديم بشكل عام.
ولا يزال، حتى لو ابيدت الكورونا، بمعونة الرب بالطبع، وعادت الحياة الى مسارها، سنبقى مع الحقائق: نحو 20 في المئة من تلاميذ اسرائيل يتعلمون في جهاز تعليم الحريديم اي ان واحدا من كل خمسة مواطنين في اسرائيل في السنوات التالية لن يكون قادرا على ان يؤدي مهامه في مجتمع له تحديات تكنولوجية وديمقراطية على حد سواء. كل ما تبقى هو إثارة.
معاريف- 27/1/2021
إضافة تعقيب