معاريف- 26/10/2020
*اذا فاز ترامب، فالاحتمالات هي ان تواصل اسرائيل كونها في رأس جدول اعماله السياسي. واذا انتخب جو بايدن، فان اسرائيل ستهبط أغلب الظن الى احد الاماكن الدنيا في اهتمامات البيت الابيض*
مهما كانت نتائج الانتخابات لرئاسة الولايات المتحدة – سواء فاز المرشح الجمهوري أم فاز المرشح الديمقراطي، من غير المتوقع تغيير في المكانة الثابتة لاسرائيل في الولايات المتحدة – لا في الرأي العام، لا في العلاقات مع الادارة التالية ولا في سياسة البيت الابيض. فالعطف لاسرائيل في اوساط الاغلبية الساحقة من الأميركيين، التأييد في الادارة للعلاقات الطيبة والقريبة مع اسرائيل، والاجماع في قيادة البيت الابيض على استمرار المساعدة لاسرائيل – قوية وغير متعلقة بالهوية الحزبية للرئيس المنتخب.
اذا ما طرأ تغيير، فهذا لن يكون الا في المكان الذي تحتله اسرائيل في سلم اولويات الادارة التالية. اذا فاز ترامب، فالاحتمالات هي ان تواصل اسرائيل كونها في رأس جدول اعماله السياسي. واذا انتخب جو بايدن، فان اسرائيل ستهبط أغلب الظن الى احد الاماكن الدنيا في قائمة المواضيع التي تحتاج الى معالجة خاصة من البيت الابيض ومن وزارة الخارجية.
شرح الكسندر شيندلر، زعيم يهودي أميركي اسطوري، ذات مرة بان لدى الجمهوريين، الدعم لاسرائيل هو سياسي. اما لدى الديمقراطيين فهو بالدم. هذا تمييز ملموس بالفرق بين نهج الجمهوريين ونهج الديمقراطيين تجاه اسرائيل. فالديمقراطيون يتعاطون مع اسرائيل كقوة عظمى اقليمية، دولة ديمقراطية، غربية، مع قائمة طويلة من النجاحات والانجازات في مجالات مختلفة. في نظر زعماء الديمقراطيين، لا تحتاج اسرائيل لابداء العطف الدائم ولا تحتاج الى مبادرات طيبة سياسية. مرغوب فيه انتقاد سياستها احيانا. لن يحصل لها شيء. اسرائيل على ما يكفي من القوة كي تمتص توبيخا.
لغرض المقارنة، في السنوات الاربعة لادارة ترامب، كان الموقف من اسرائيل كدولة غير مستقرة سياسيا، منقسمة وممزقة، ليست واثقة بنفسها سياسيا، لا تعرف بالضبط ما الذي تريده وكيف تحصل على ما تريده من ناحية سياسية. لقد تعاطى ترامب مع اسرائيل كالولد الضعيف في الصف، الذي يحتاج الى انتباه خاص، وملاطفة.
اتفاقيات السلام بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين، ووثيقة التفاهم مع السودان، هي بالنسبة للرئيس ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو مثابة تعويض عن اربع سنوات من الاخفاقات في السياسة الخارجية. اما اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الذي عمل عليه على مدى ثلاث سنوات طاقم خاص في البيت الابيض برئاسة جارد كوشنير فقد تحول الى اهانة موهتها اتفاقات السلام مع الامارات والبحرين.
بالمقابل، لم يكن الشرق الاوسط موضوعا مفضلا على نحو خاص في ادارة الرئيس السابق براك اوباما. هيلاري كلينتون كوزيرة الخارجية لم تزر اسرائيل. كان هاما لاوباما ولها أكثر من ذلك العلاقات مع بلدان الشرق الاقصى. بايدن هو الاخر لا يستعد على ما يبدو لمنح الشرق الاوسط اولوية عليا بسياسته الخارجية كرئيس. ويعرف مسؤولون يهود كبار في الجالية اليهودية ممن عملوا الى جانب بايدن كسناتور وكنائب رئيس يعرفون بايدن كـ "صديق مؤكد" لاسرائيل في الساحة السياسية الأميركية. ولكنه لن يحرص جدا على اسرائيل لانه يؤمن بقوتها.
إضافة تعقيب