*عندما يتحدث نتنياهو عن حكومة اليمين المليء المليء ينبغي أن ننظر الى الحشوة التي بعد أن تعبر عن نفسها سيكون من الصعب الاعراب عن الندم*
عندما يعدنا نتنياهو بأن حكومته القادمة ستكون "يمين مليء مليء" (مكثفة) فإنني انظر الى نتنياهو: انظر الى الحشوة. تفضلوا فتعرفوا عليهم، اولئك الاصدقاء الذين يجلبهم نتنياهو: بتسلئيل سموتريتش، ايتمار بن غفير، آفي ماعوز، ماي غولان. هذا ليس الليكود الذي عرفتموه ولا المفدال ايضا. هذا هو اليمين الجديد، الكهاني الجديد.
ضد ثلاثة ابناء وابنة تحدثت الاسطورة: واحد شرير، واحد نذل، واحد ظلامي، وواحدة لا تعرف الا الكراهية.
اجري لقاء صحفي مع بن غفير يوم السبت في استديو القناة 12. وقد استقبل في الاستديو صديقا قديما، واحد منا. القلنسوة البيضاء (الكيبا) على رأسه، الشقية، هددت بالسقوط بين الحين والاخر، وكان يعرف كيف يعيدها الى مكانها بحسن شديد. هكذا يعتزم العمل مع العرب، حين سيُعين، كما يريد أن يكون وزيرا لامن النقب والجليل. وامتلأت العيون بالدموع عندما تحدث عن امه وابيه: الابن العزيز لبن غفير. كما بكى اولئك الذين عرفوا ملفات تحقيقه عن كثب، في الشرطة وفي المخابرات. وقد بكوا لاسباب اخرى.
المحبة التي يغدقها عليه السياسيون ومختصو الاعلام تذكر بالمحبة التي اغدقوها على يهودا ميشي زهاف. فميشي زهاف بنى منظومة علاقات مذهلة مع الصحافيين، السياسيين وافراد الشرطة. فقد كان بالنسبة لهم الحريدي الطيب، المحسن، غذاهم بالمعلومات، ووظف من اجلهم علاقاته.
والان بعد أن اتهم في تحقيق "هآرتس" بمخالفات جنس قاسية، يعربون عن الندم. كلهم عرفوا، نحن ايضا سمعنا، يقولون؛ سمعنا عن مخالفات جنس وسمعنا عن اعمال فساد، ولكن لما كان احد لم يطرح هذا، فنحن ايضا لم نطرحه. كان لطيفا لنا العمل معه، والاستمتاع بخدماته، والاعجاب بعطائه الظاهر، ودعوته لكل ندوة ومنحه جائزتين محترمتين للغاية تعرف دولة اسرائيل كيف تعطيهما. اخطأنا. ولكننا ننزل عليه الان بالضرب المبرح. الا نستحق جائزة؟
بن غفير هو من أجل السياسيين والصحافيين الكهاني الطيب، الكهاني الذي يمكن تدبر الامر معه. في احتفال في احدى المستوطنات نظرت عن كثب الى لقاء قصير، لبضع ثوان، بين بن غفير وسارة وبنيامين نتنياهو. المحبة التي تدفعت بينهم؛ التفاهم؛ الحميمية. مذهل، قلت لبن غفير. لقطنا، أجاب. الفرق بين ميشي زهاف وبن غفير ورفاقه هو عندما يبدأون بالشغب حقا، مليء – مليء، سيكون متأخرا الاعراب عن الندم. مجرمو الجنس، حتى المجرمين زعما، يقصون عن الساحة العامة.
اما المجرمون السياسيون فيجعلون جرائمهم ايديولوجيا. ترامب كان نموذجا جيدا: الخدش الذي احدثه سيبقى وراءه. نتنياهو مخطيء اذا كان يعتقد انه سيروض السموتريتشيين. معقول اكثر الافتراض بانهم سيروضونه.
اليمين المليء – المليء الذي يتحدث عنه نتنياهو لا يضم فقط الحريديم والكهانيين. اذا كانت الاستطلاعات دقيقة، فليس له احتمال بالوصول الى 61 بدون يمينا بينيت. ينبغي القول في صالح بينيت بان سموتريتش والحريديم القوميين من جماعته تخلص منهم: هذا لم يكن سهلا. الحزب الذي يقف على رأسه اليوم صهيوني ورسمي. لست واثقا انه يمكن أن اقول هذا عن الليكود اليوم، وبالتأكيد ليس عن الكتلة.
تلقيت امس، مثل كثيرين آخرين، واتس اب من بينيت. وهو يشرح فيه قصة مؤثرة عن غيل شوحط، موسيقي علق في ضائقة بسبب الكورونا. فقد رفع مكالمة هاتفية عاجلة لبينيت ونال منه انصاتا ومساعدة. وعلى سبيل الامتنان صور لبث انتخابي. وكتب بينيت يقول: "انا اؤمن باننا يمكن أن نعود لان نكون طيبين ومبالين".
يبدي بينيت تعاطفا مع الفرد ولكن عندما يصل هذا الى العموم يتشوش. من جهة يفهم انه في عصر الكورونا كل الحكومات الديمقراطية تعمق تدخلها في الاقتصاد وفي المجتمع. لا مفر من هذا. من جهة اخرى هو أسير في ايدي جماعة صغيرة، متزمتة، من الاكاديميين المتدينين واسمها "منتدى كهيلت"، تغرق حزبه باوراق موقف ليبرتريانيين.
ما هذا الاصطلاح، سيسأل القارئ. والجواب يوجد في ويكيبيديا. وبالخلاصة يعني ان كل انسان مسؤول عن نفسه، ينبغي ان التقليص الى الحد الادنى تدخل الدولة في المجتمع وفي الاقتصاد وتخفيض الضرائب. الاستنتاج: خوزقوا الفقراء، استثمروا في المستوطنات.
في امريكا الليبرتريانيون هم اقلية صغيرة جدا، غنية جدا وذات نزعة قوة جد في اقصى اطراف الحزب الجمهوري. في اسرائيل يعيشون على المال الذي يأتي من امريكا. وهم يغذون النواب في احزاب بينيت وساعر ممن ليس لهم الوقت والعلم لبلورة اراء خاصة بهم. مثل السموتريتشيين هم الذيل الذي يحسن كيف يهز الكلب.
يديعوت أحرنوت- 15/3/2021
إضافة تعقيب